إعلان

"فراغ حفتر" في ليبيا.. مخاوف من الانقسام وبحث عن "خليفة"

09:46 م الثلاثاء 17 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

أعلن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي العميد أحمد المسماري، يوم الجمعة، أن المشير خليفة حفتر بحالة صحية جيدة ويتابع العمليات العسكرية بصفته قائدًا للجيش. وأوضح في حديثه أن ما يُثار حول مرضه وحالته الصحية محاولات لخلق الفوضى في ليبيا، وقال إن حفتر سوف يعود إلى ليبيا خلال 48 ساعة.

وأشار في حواره مع قناة إلى أنهم لا يمتلكون الوقت كي يردوا على مثل هذه الشائعات فهناك معارك على الأرض يخوضها الجيش الوطني، ونستعد لمعركة في درنة ضد المسلحين هناك وهم تابعين لتنظيم القاعدة.

لكن مر بالطبع أكثر من 48 ساعة ولم يظهر حفتر وسط أنباء عن مرضه الشديد وتلقيه للعلاج في مستشفى بالعاصمة الفرنسية باريس من جلطة دماغية.

ونقلت وكالة رويترز البريطانية الجمعة عن مصادر لها في باريس أن حفتر، 74 عامًا، يتلقى العلاج بإحدى المستشفيات، وذلك بعد انتشار أنباء عن وفاته بسبب المرض.

بينما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، اليوم الثلاثاء، أن حفتر أجرى أمس، اتصالاً هاتفياً مع الفريق عبد الرزاق الناظوري رئيس الأركان العامة للجيش الوطني، للوقوف على استعدادات قوات الجيش التي تتأهب لاجتياح مدينة درنة، آخر معاقل المتطرفين في منطقة ساحل شرق ليبيا.

وتأتي هذه المخاوف في وقت تعاني فيه ليبيا من انقسامات كبيرة وأزمة اقتصادية وأمنية كبيرة منذ عام 2011 بعد الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. كما هناك صراع بين الحكومة المعترف بها دوليًا في الغرب برئاسة فايز السراج وبين البرلمان في طبرق والذي يتحالف مع الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر.

ونجح حفتر في قيادة الجيش نحو تأمين مناطق كبيرة في الشرق الليبي وعلى رأسها مدينة بني غازي ثاني أكبر المدن الليبية بعد العاصمة طرابلس، وأنهى تواجد المتشددين فيها.

ماذا بعد حفتر؟

وتتواصل التأكيدات على أن خليفة حفتر يمارس مهامه ويتابع سير "عملية الكرامة". وقال مقربون من حفتر لصحيفة الشرق الأوسط، وهم من المرافقين له في إقامته بأحد مستشفيات باريس، إنه تابع مع عبد الرزاق الناظوري "مدى جاهزية قوات الجيش لتنفيذ خطة كان حفتر قد انتهى من إعدادها على مدى الشهور القليلة الماضية بشأن كيفية القضاء على الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي ما زالت تتحصن بالمدينة".

وبحسب مركز رفيق الحريري لدراسات الشرق الأوسط، فإن موت حفتر أو عدم قدرته على قيادة الجيش سوف يتسبب في وجود فراغ في القيادة، والتي يرغب منافسوه في الوصول إليها.

وأشار إلى أن حفتر استطاع جمع مجموعة من القوات البائسة معًا تحت مظلة الجيش الوطني الليبي، ومن بينها مليشيات قبلية في الجنوب والشرق ومعهم سلفيين متعصبين، بحسب المركز البحثي.

وبغياب قيادة حفتر، ربما تنهار هذه المجموعات أيضًا. وأشار التحليل إلى أنه بعد الأنباء عن مرض حفتر وتعرضه لأزمة صحية، ظهرت خلافات بين مجموعة من المقاتلين لديهم مظالم معينة وبين ضباطهم في الجيش الوطني الليبي وهاجموهم في بني غازي.

وربما أيضًا تتصاعد التوترات بين الموالين لحفتر وبين من يعارضون توليه دفة الأمور لأنه من قبيلة الفرجان. وأيضًا هناك بعض المواطنين في بني غازي الذين لا يرغبون في تواجد المقاتلين السلفيين في المدينة.

وحذر التحليل أيضًا من أن هذا الفراغ في القيادة للجيش الليبي الوطني قد يتسبب في عودة الأمل للجماعات الإرهابية التي لاقت هزائم متتالية، وربما يسعون إلى استعادة نفوذهم التي فقدوها في المعارك ضد قوات حفتر.

وأشار إلى أن عبد الرزاق الناظوري يفتقد إلى السلطات المناسبة للسيطرة على الأمور في وقت يرتب فيه الجيش الوطني الليبي لمعركة كبيرة في مدينة درنة ضد مسلحين متطرفين محسوبين على تنظيم القاعدة.

خليفة "حفتر"

الناظوري

بالطبع لا يمكن حسم من سيكون خليفة لحفتر حال عدم قدرته على إدارة الأمور في الجيش الوطني الليبي، لكن هناك أسماء قد تكون مرشحة للقيام بهذا الدور وخصوصًا إذا ما كانت تحمل نفس الأفكار التي تجعل الدول الداعمة لحفتر تستمر في دعم الجيش الوطني على الرغم من عدم وجود حفتر.

من بين هذه الأسماء هو عبد الرزاق الناظوري رئيس الأركان العامة للجيش الوطني والذي يتواصل معه حفتر حاليًا –بحسب الشرق الأوسط- للاطلاع على سير الأمور.

وكان الناظوري ضمن وفد العسكريين الليبيين الذين زاروا القاهرة خلال الاجتماعات من أجل بحث عملية توحيد الجيش الليبي. وكان الناظوري أيضًا هو من أعلن إطلاق معركة تحرير درنة يوم السبت.

وقالت قناة "218" الليبية إن إعلان الناظوري بدء المعركة جاء بالتنسيق مع القائد الأعلى للجيش الليبي خليفة حفتر.

انضم الناظوري إلى انتفاضة فبراير 2011 والتحق برئاسة الأركان بقيادة اللواء عبدالفتاح يونس في مواجهة رجال القذافي، وأصيب خلال معارك الدفاع عن مدينة مصراته في غرب ليبيا وسافر لسنوات ليستكمل على عمله في صفوف الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر.

ويعد الناظوري من المؤيدين للتنسيق مع مصر في مواجهة الإرهاب في ليبيا، وقال في حوار سابق له مع صحيفة الأهرام القومية "لابد أن نشير بالشكر والعرفان للرئيس عبد الفتاح السيسي لما قدمه من دعم لا محدود لاختيارات الشعب الليبي في محاربة الإرهاب والحديث في كل المحافل الدولية عن شرعية الجيش الليبي".

ومن الجدير بالذكر أن الناظوري سُجن لمدة 13 عامًا خلال حكم معمر القذافي بسبب معارضته له ومحاولة إسقاطه، وخرج مع الانتفاضة ضد الزعيم الراحل في عام 2011.

الحاسي

كما نشر موقع "عين ليبيا" على لسان المستشار السابق لحفتر، محمد بويصير، أن الناظوري غير مرغوب فيه بل أن البديل الآخر هو قائد غرفة "عملية الكرامة" فى ليبيا، عبد السلام الحاسي.

ووصل الحاسي إلى منصبه في ديسمبر 2015، بعد أن لقى العقيد علي الثمن، قائد غرفة عمليات الجيش الذي يقوده خليفة حفتر، مصرعه في اشتباكات بمدينة بنغازي الليبية.

ووصلت درجة وفاء الحاسي لحفتر إلى أنه رفض أن يكون وزيرًا للدفاع في حكومة الوفاق، حينما رشحه مبعوث الأمم المتحدة السابق إلى ليبيا برناردينو ليون لهذا المنصب، وأصدر بيانًا قال فيه إنه "لن يخذل الشعب الليبي والوطن مقابل مناصب".

ومن المقرر إجراء انتخابات رئاسية في ليبيا قبل نهاية العام الحالي، ولكن الأجواء سواء الأمنية أو الاقتصادية لا تنذر بإمكانية إقامتها وخصوصًا وسط معركة دائرة حاليًا حول ما إذا كانت الانتخابات البرلمانية والرئاسية تكون أولًا أم يكون قبلها إعداد دستور للبلاد.

فيديو قد يعجبك: