إعلان

فورين بوليسي: هدف ترامب من عملية السلام في الشرق الأوسط "خطير"

11:14 م الأربعاء 24 يناير 2018

ترامب

كتب- هشام عبد الخالق:

حلل الكاتب شالوم ليبنر، الوضع الراهن في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، في تقرير جديد بمجلة فورين بوليسي، وقال: "أي شخص يشارك في طقوس مفاوضات السلام في الشرق الأوسط يعرف جيدًا جملة (الوضع الحالي لا يمكن تحمله) وقد يكون سمعها عدة مرات، وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة لتغيير تلك الحقائق السائدة، فإن الصراع بين الطرفين سينفجر لا محالة.

وتابع ليبنر، مصطلح "الوضع الراهن لا يمكن تحمله" هو ما يطلق عليه الدبلوماسيون "الابن الضال للدبلوماسية"، فعندما يلتحق شخص ما بالسلك الدبلوماسي يكون في مخيلته أنه سيجعل العالم أفضل، ويحلم بتحويل الرغبة الإنسانية في الحرب إلى سلام، ولكن أن تكون حكمًا في صراع بين طرفين صعبي المراس، وتحافظ على الأوضاع بينهما هادئة في نفس الوقت، هو عمل قبيح بالفعل.

وفي بعض الأحيان - كما يذكر الكاتب في تقريره - فإن بعض "الأوضاع الراهنة" تكون هي أفضل الحلول المناسبة، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يريد أن يكون وسيطًا في "صفقة القرن" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقد كشفت الجهود التي بذلتها الإدارات السابقة عن أشياء مماثلة، وعلى الرغم من معرفتهم المبدئية أن الولايات المتحدة لن تريد حلًا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي أكثر من الطرفين نفسهما، فإن الوسطاء الأمريكيين لجأوا إلى تشجيعهما على الوصول إلى اتفاق.

وأضاف الكاتب: كان لهذا الاندفاع نحو المشاركة في عملية السلام ثمنٌ، خالقًا بهذا احتمالات غير واقعية لحدوث انفراجة ما، خاصة عندما تكون الظروف المواتية لتحقيق التقدم في المفاوضات غير مجانية على الإطلاق، وتولد خيبة الأمل التعنت واليأس، لتجعل بذلك من الصعب أن تحضر طرفي النزاع على طاولة المفاوضات في المستقبل.

كلّف الرئيس دونالد ترامب أحد المسؤولين البارزين في البيت الأبيض بمهمة الوصول إلى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في الوقت الذي أنهى فيه نائبه مايك بنس جولة بين القوى الكبرى في منطقة الشرق الأوسط، وعاد مبعوت الرئيس الأمريكي إلى المنطقة للتشاور مع مبعوثي اللجنة الرباعية.

ولكن في ظل الأوضاع الحالية التي تعيشها المنطقة - خاصة مع تركيز كلا الجانبين على خطة السلام الأمريكية التي يفترض أنها وشيكة - فإن الهدف الذي يسعى إليه ترامب طموح وخطير في نفس الوقت.

وفي خطاب له برام الله، هاجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل، مشيرًا إلى دولة اليهود على أنها "مشروع استثماري لا علاقة له باليهود"، وكانت كلماته نتيجة القرارات الأمريكية الأخيرة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وكذلك تجميد جزء من التمويل الذي تقدمه الولايات المتحدة لمنظمة الأونروا - وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين -، في حين صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو بأنه لن يكون هناك مفاوضات سلام طالما يتمسك عباس بموقفه الرافض لشخصية إسرائيل اليهودية.

والآن بعد أن أعلن عباس أن اتفاقية أوسلو انتهت، فإن القضية الفلسطينية الإسرائيلية تتجه نحو الانهيار، حيث تلقي الحكومات في رام الله والقدس باللوم على بعضهما البعض في المآزق التي تشهدها المنطقة، وسوف ينتظرون بفارغ الصبر بعض الحوافز لتبرير عودتهم إلى الحوار.

وفي الوقت الحالي، سوف تلعب كلا الحكومتين لعبة ذات مخاطر عالية، حيث ستحاول إسرائيل استمالة الحكومة الأمريكية لخلق حقائق واقعية، في الوقت الذي سيبكي فيه الفلسطينيون شاكين من الخيانة، وفي بيئة كتلك يكون الهدف الرئيسي هو احتواء الوضع، للتأكد من ألا يزيد الوضع سوءًا للحفاظ على آمال المفاوضات البناءة عندما تنقشع تلك الأزمة.

فيديو قد يعجبك: