إيكونوميست: صداقة "مفاجئة" بين مصر وحماس
كتب – محمد الصباغ:
قالت مجلة إيكونوميست البريطانية إن حركة حماس التي تسيطر علي قطاع غزة بدأت في صناعة زملاء جدد، وذلك في تقرير حول ما وصفته بالصداقة "المفاجئة" لمصر مع حماس.
وذكرت المجلة أنه مضى الوقت الذي تقاعست فيه مصر عن قطاع غزة، ففي عام 2005، حينما سحبت إسرائيل جنودها ومستوطنيها، شعرت مصر بالقلق من أن تكون مسئولة عن القطاع.
ومؤخرًا، بات التدخل في أمور القطاع كالسُم، واتخذت مصر قيودًا كالتي تستخدمها إسرائيل على دخول البضائع والأفراد عبر حدودها مع غزة، وحطمت أنفاق التهريب وتركت القطاع تحت "حصار قاسي"، بحسب وصف المجلة.
وبات غريبًا الآن أن تقود مصر في اتجاه إنقاذ غزة. فالقاهرة ترمم معبر رفح الحدودي وبدأت في تخفيف القيود. وخلال الأسبوع الماضي، تدفق الحجاج الفلسطينيين من القطاع عبر مصر نحو مكة المكرمة، بجانب استقبال وفد من حماس.
وأضاف تقرير إيكونوميست أن الأغرب هو أن حماس تعمل أيضًا مع الإمارات العربية المتحدة التي تعادي الإسلاميين جملة وتفصيلًا، وتعتبر - مثل مصر- جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية.
ويبدو أن الإمارات تريد زيادة نفوذها في غزة كبديل لقطر التي تم مقاطعتها بواسطة دول عربية عديدة، يعود بعض أسبابها إلى دعمها للإسلاميين، وفقًا للمجلة.
وقالت حركة حماس في شهر مايو الماضي إنها ستنهي تعاونها مع جماعة الإخوان المسلمون. كما حضرت اجتماعات في مصر مع الفلسطيني المُفضّل من جانب الإماراتيين، محمد دحلان. وحينما كان مسئول أمني سابق في فلسطين، وصف دحلان حركة حماس بأنها مجموعة من "القتلة والمجرمين".
وبعد فوز حماس بانتخابات 2006، حاول إسقاط الحكومة في قطاع غزة. وطاردته حماس إلى أن أصبح خارج القطاع في عام 2007.
وجاء في تقرير إيكونوميست أن ممثل في وفد حماس إلى القاهرة قال حول التعاون مع دحلان مرة أخرى: "في السياسة، لا شئ دائم".
وكانت المحادثات التي استؤنفت الأسبوع الماضي، مثمرة على نحو مفاجئ. فعرضت الإمارات حوافز مالية بقيمة 15 مليون دولار شهريًا، وهي المساعدة التي يحتاجها قطاع غزة بشكل ضروري. وفي المقابل، قالت حركة حماس إن رجال محمد دحلان يمكنهم العودة، على الرغم من أن أغلبهم ليسوا مستعدين في مغادرة أبوظبي أو القاهرة من أجل "بؤس" غزة، وفقًا للمجلة.
كما بدأت حركة حماس في مواجهة الجهاديين في غزة وفرضت حصارًا على تراقبه من جانبها على الحدود مع مصر. وقالت المجلة إن ذلك قد يهدئ من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي يواجه الجهاديين في الجانب الأخر من غزة في شمال سيناء. وكانت حركة ماس نفسها ضحية للجهاديين في 17 من أغسطس الجاري حينما فجر شخص نفسه في غزة وقتل حارس على الحدود.
وتطرقت إيكونوميست إلى أن التقارير بأن أمريكا علّقت مساعدات إلى مصر بسبب مخاوف بشأن حقوق الإنسان، لم تمنع السيسي من مقابلة جاريد كوشنر، مستشار الرئيس دونالد ترامب المقرب. وقالت إن الثنائي ناقش عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين. وبلعب دور أكبر، يأمل السيسي في إعادة بناء الدور المصري على المسرح العالمي. ومن جانب إسرائيل، هي سعيدة لأن مصر تعمل مع حماس في غزة، طالما لا يمثل القطاع أي تهديد.
وأضافت المجلة أيضًا أن السلام على الحدود غير محتمل، وليس فقط لأن الفلسطينيين لا يمكنهم أن ينسجموا معه. انسلخ دحلان عن حركة فتح التي تحكم الضفة الغربية. وطرده رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن من الضفة في 2011 خوفًا من قيامه بانقلاب ضده.
ويشعر عباس بالعزلة والغضب أيضًا بعد الحديث عن شراكة دحلان وحماس في غزة. وقطع الأموال المخصصة للكهرباء والمرتبات في قطاع غزة.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن المسئولين في مصر يستشيطون غضبًا من عباس بسبب تقويضه لجهودهم في التوصل للمصالحة بين فتح وحماس. لكنهم لا يريدون التحرك بدونه، حتى لا يضعفوا الحكومة الفلسطينية. وأضاف أن حصار غزة ربما يُخفف قليلًا، لكن عملية إعادة الإصلاح الشاملة ربما عليها أن تنتظر.
فيديو قد يعجبك: