إعلان

صحيفة: الأسد سعيد بـ "لعبة الانتظار"

08:10 م الأربعاء 26 أغسطس 2015

الرئيس السوري بشار الأسد

كتب ـ علاء المطيري:

قالت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية إن الرئيس السوري بشار الأسد يبدو أكثر سعادة بلعبة الانتظار، مشيرة إلى التصعيد بين طرفي الصراع في سوريا هذا الشهر أدي إلى زيادة حمام الدماء السوري بصورة كبيرة.

قصف دموي

ولفت الصحيفة إلى أن نظام الأسد ظل يقصف مدينة الزبداني بالقرب من الحدود اللبنانية بقوة، إضافة إلى مدينة دوما بالقرب من العاصمة دمشق، في حين قصف الثوار قرى الفوعة وكفرية الشيعية في إدلب.

وأضافت الصحيفة أن الهجوم الذي شنه النظام السوري مؤخرا يعد الأسوأ في حجم الإصابات البشرية والدمار خلال عام 2015، مشيرة إلى أن القصف الجوي الذي استهدف سوقا مكتظا في مدينة دوما خلف 100 قتيل ومئات الجرحى، ولم يختلف الموقف الإنساني في مدينة الزبداني كثيرا عما حدث في دوما.

الوضع الإنساني

ووصف بمعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفن ميستورا، الوضع الإنساني في سوريا بأنه وصل إلى مستويات غير مسبوقة في آخر معاقل الثوار القوية بمنطقة القلمون.

النشاط الدبلوماسي 

ولفتت الصحيفة إلى أن التصعيد يعد سعيا من كلا الجانبين تجاه الحصول على أوضاع تفاوضية أفضل بعد المبادرة الروسية الإيرانية التي أوجدت نشاطا دبلوماسيا مفاجئ، مشيرة إلى قول دبلوماسيين غربيين بأن زيادة القتال تمثل طريقة لإعداد الطرفين للوصول إلى حل سياسي.

وأضاف أنه على الرغم من استمرار الانقسام إلا أن جميع الأطراف متفقة على ضرورة وجود حل سياسي، لأن جميع الأطراف وصل إلى حد كبير من الإنهاك.

ولكن، كما تقول الصحيفة، فإن هذا الادعاء وجد صداه في تجدد آمال داعمي المعارضة أكثر من كونه فكرة مطروحة للنقاش داخل سوريا أو خارجها، كما أنه أغفل أن من يقودون التصعيد ليس لديهم رغبة في التوصل إلى حل سياسي.

وتابعت أن جبهة النصر وأحرار الشام التي حققت مكاسب كبيرة في الآونة الأخيرة في شمال سوريا، بدأوا حملة جماعية في إدلب وسهل الغاب بداية العام.

وقبل شهور من انطلاق أي مبادرات سياسية بدأ الأسد الهجوم على مدينة الزبداني لجزء من الحملة التي قادها حزب الله لتقوية سيطرتها على منطقة القلمون بالقرب من الحدود اللبنانية، وفقا للصحيفة التي أشارت إلى أن مذبحة المدنيين التي نفذها النظام في بلدة دوما كانت جزء من حملة الانتقام والإرهاب في أي مكان يتخطى فيه الثوار الخطوط المحددة.

مشاركة السلطة

ويضاف إلى ذلك، أن نظام الأسد ليس لديه نية حقيقية لمشاركة السلطة أو السماح للمعارضة بمساعدته في إدارة شؤون البلاد، وتعرف الحكومة أيضا أن من يدعمون المعارضة لا يهتمون بتحقيقها انتصار حاسم يسمح لهم بالسيطرة على السلطة.

وفي ذات الوقت لم يغير داعمي النظام السوري رؤيتهم تجاه الصراع على الرغم من المبادرات السياسية التي عرضتها إيران تشتمل على استعادة العلاقات مع روسيا وتنظيم زيارات لمسؤولين رسميين سوريين إلى عمان والسعودية.

وتابعت الصحيفة أن أهم مبرر المبادرات السياسية هو اللعب على تحجيم الدعم الذي يقدمه العديد من داعمي المعارضة السورية، مشيرة إلى أن دولا غربية عبرت عن تخوفها من زيادة المساعدات العسكرية التي تقدمها الدول الخليجية وتركيا للمعارضة، بصورة تجعل الوضع خارج عن السيطرة.

التمويل

وخلال اجتماع لما يطلق عليه "أصدقاء سوريا"، طلبت الدول الغربية بوضوح من ممولي المعارضة السورية في المنطقة أن يضعوا في اعتبارهم سيناريو خروج الأمور عن السيطرة وألا يسمحوا للنظام بمواجهة تهديدات تطال وجوده.

ولفتت الصحيفة إلى أن تلك المخاوف أٌثيرت في محادثات داخل المعسكر الذي يؤيد المعارضة بصورة أكبر من معسكر النظام، حول إعادة إحياء العملية السياسية، وكان ممثلي السعودية في تلك المحادثات يرون أن الحل السياسي لن يتحقق لأن روسيا لا ترغب في الضغط على نظام الأسد.

ولذلك، فإن العديد من الدول في جانب المعارضة، سوف يتمسكون بأي مبادرة تطرحها روسيا حتى وإن كانت لا تأتي بجديد، بينما تترجمها المعارضة على أنها تحركات مهتزة وتفتقد الحماسة.

تركيا وثوار الشمال

فعلى سبيل المثال، استطاع المعسكر الذي تقوده تركيا بمشاركة السعودية وقطر من دعم ثوار الشمال بصورة مكنتهم من تحقيق مكاسب كبيرة في إدلب منذ مارس الماضي، لكن الأمر تغير عندما بدأ الثورا يتحركون بصورة مباشرة تجاه قلب الأراضي السورية في وسط وشرق البلاد، وبدأوا يفكرون بطريقة أخرى.

وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة وتركيا لديهما اختلافا عميقا حول دور القوات الكردية في شمال شرق سوريا وفي قتال داعش، ودخل عضوا الناتو في حرب كلامية حول منطقة عازلة في شمال سوريا.

استراتيجية الأسد

ومن جهة أخرى، اعتبر الأسد وحلفائه أن خطوط الصدع بين صفوف المعارضة وداعميها هي الطريق الوحيد لتحسين وضعه التفاوضي وذلك عن طريق كسب المزيد من الوقت، ويأملون في أن تمل الدول الغربية من انقسام الثوار وانهاكهم بصورة تجعلهم يتحولون نحو نظام الأسد لدعم في محاربة الجماعات المتطرفة.

فيديو قد يعجبك: