إعلان

مواطنون عاشوا تحت حكم داعش: "تمسكنوا حتى تمكنوا"

02:59 م الأحد 22 مارس 2015

داعش من الداخل.. كيف دخل التنظيم الفلوجة وماذا فعل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- سارة عرفة: 

قالت صحيفة الاندندبنت البريطانية إن قصص الرجلين، عباس (الذي يعرف باسم أبو محمد) وعمر أبو علي اللذين جاءا من مدينة الفلوجة معقل المسلحين السنة وبلدة الكرامة القريبة منها، توضح بشكل بياني ماذا جرى خلال الأشهر الحاسمة الأولى عندما كانت داعش في السلطة.

- حفاوة استقبال: 

يستعيد عباس البالغ من العمر 53 عاما، ويعمل مزارعا وهو سني من الفلوجة الفرحة التي عاش فيها أهل مدينته في أول يوم دخلت فيه داعش:"في بداية الامر كنا فرحين للغاية بدخولهم وأطلقنا عليهم الفتح الاسلامي، معظم الأهالي كانوا يقدمون لهم الفطور ويستقبلون قادتهم بحرارة".

ويضيف عباس:"داعش أقنعت الناس أنها جاءت للفلوجة من أجل إقامة دولة إسلامية وتطبيق الشريعة، وكان الامر في البداية يسير طبيعيا في حل المشكلات بالشرع وهكذا، إلى أن سقطت الموصل بأيدهم بدأت القيود تزداد علينا، قاموا باستبدال أئمة المساجد بأخرين من دول عربية أو أفغانستان، عندما دخلوا الفلوجة كانوا يحثون الناس على الذهاب للمساجد، إلا أنه أصبح أمرا الزاميا بعد سقوط الموصل ومن يخالفه يتعرض للجلد 40 جلدة.

وعندما ثار قادة المجتمع ضد داعش كان جوابهم:"أن في عصر النبي محمد لم تكن القوانين صارمة في البداية حتى أن الخمور كان مسموحا بها في الثلاث سنوات الأولى، إلا ان بعدما أصبح الاسلام أكثر قوة بدأت الشريعة في التطبيق وهذا ماكان عليه الوضع في القرن السابع وهذا ما ستصبح علية الفلوجة بعد 1.400 سنة".

وأعرب عباس أحد قادة المجتمع و ذو العقلية الوسطية والذي لديه من الأبناء اثنان والبنات ثلاثة، أنه ليس لديه أي رغبة في مغادرة الفلوجة حيث يوجد أهله، على الرغم من تفاقم الوضع وصعوبة المعيشة.

- نقص المياه والكهرباء: 

"ففي شهر فبراير الماضي عانى الناس من نقص المياه والكهرباء والتي يحصلون عليها من المولدات وذلك لأن الكهرباء الاساسية لا تأتي سوى ثلاث أو خمس ساعات كل يومين".

 

" كما ارتفع سعر الغاز المستخدم للطهي، مما دفع الناس لاستخدام الخشب للطبخ، بالإضافة إلى صعوبة التواصل نتيجة تخريب داعش شبكات التليفون منذ 6 أشهر، إلا أن بعض المدنيين استطاعوا الحصول على خطوط ستالايت".

- التجنيد الاجباري : 

وأوضح عباس أنه بالرغم من عدم صعوبة الظروف المعيشية في الفلوجة، إلاأن أمرين دفعوه لمغادرة مدينته في 2 يناير هذا العام، أولهما هو التجنيد الاجباري حيث أصبح لزاما على كل أسرة ارسال صبي لينضم لصفوف داعش، فخاف عباس على ابنه محمد من هذا ( في السابق كان يمكن دفع مبلغ كبير من المال لتجنب التجنيد لكنه مع مطلع هذا العام أصبح الزاميا).

أما الأمر الثاني: فهو أن أحد الجنود الأجانب تتبع ابنته عندما كانت مع والدتها في السوق لشراء بعض الأغراض حتى المنزل، ثم طرق الباب ليسأل عن والدها كي يطلب يدها للزواج، وعندما أجابه بأنه لا يستطيع تزويج ابنته من خارج القبيلة لأن هذه العادات والتقاليد، بدأ يتعرض لابنتيه في الطريق.

ولفتت الصحيفة إلى أن عباس يعيش الأن في اقيلم كردستان مع عائلته، وعبر عن ندمه لتخلي داعش عن مبادئهم الوسطية التي كانوا عليها قبل أن يستولوا على الموصل.

- الممنوعات والمحرمات: 

وقال عباس" نحن نحتاج داعش كي تنقذنا من الحكومة، لكن هذا ليس يعني أننا نساندهم بالكامل"، واستطرد عباس إلى تحريم داعش للسجائر والشيشة بدعوى انها تلهي عن الصلاة، بالإضافة إلى منع كل قصات الشعر الغربية، والقمصان المكتوب عليها بالانجليزية أو مطبوع عليها صور نساء، كذلك النساء ممنوعات من الخروج من المنزل بدون محرم، وهذا كله صدمنا فتركنا المدينة".

من ناحية أخرى، قال عمر أبو علي 45 سنة يعمل مزارع بقرية الكرمة التي تبعد 10 أميال عن الفلوجة، "لدي ولدان وثلاث بنات، وعند وصول داعش رحب أبنائي بهم إلا أنني لم أشعر بارتياح، فمجيئهم لم يغير أوضاع المعيشة المزرية، وادعائهم بأنهم جنود الله لم يهزم رئيس الوزراء نوري المالكي".

- غلاء الأسعار وتجنيد الابناء: 

ويشرح أبو علي الوضع في الكرمة مشيرا أنها إلى حد ما تقع تحت الحصار مما يصعب دخول الامدادات لها، فالتر البنزين يبلغ 2.70 يورو وكيس الدقيق أكثر من 65 يورو، لذا فهو يذهب لبغداد كي يشتري أكبر قدر من الخبز حتى يكفي أسرته لمدة أسبوع أو أكثر لأن حتى المخابز في مدينته تعاني من نقص الدقيق، ففي فبراير الماضي عانت قريته من اكثر من نفجير أضر مخازن تحلية المياه، ولم يحدد إذا كانت هذه التفجيرات بفعل غرارت جوية أمريكية أم من قام بها، فالقرية الأن في وضع مزري نتيجة نقص المياه.

قضى عمر خمسة أشهر في خدمة داعش، لكنه مازال يجهل هل يمكن ان تتغاضى داعش عن تجنيد ولدية 14 و 16 عاما في مقابل خدمته لهم.

- داعش وأمريكا وجهان لعملة واحدة: 

وأوضح عمر أن الصورايخ التي تضرب مدينته نادرا ما تصيب أحد جنود داعش وذلك لأنهم يختبأون في منازل المدنيين، "فالصواريخ الأمريكية تقتلنا معهم، لا يوجد فرق بين ما تقوم به القوات الأمريكية وما تقوم به داعش".

خطط عمر للهرب من الكرمة، لكنه لم يستطع ذلك قبل أن يبيع أثاث منزله، فهو الن يقيم خارج أربيل العاصمة الكردية، حيث يعمل أبناؤه الخمسة في مزارع هناك، وهو ما يراه أفضل من البقاء في الكرمة.

وأشار عمر إلى أن الأمريكان والحكومة العراقية لم يجلبوا سوى الخراب والدمار وخلفوا الحروب، "جميعهم يقتولننا، ليس لدينا أصدقاء".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان