إعلان

بداية جديدة / السعادة

فاطمة مصطفى

بداية جديدة / السعادة

فاطمة مصطفى

أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية

07:27 م الأربعاء 19 يناير 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

السعادة شعور إنساني كلنا نبحث عنه ونرغب فيه وكل فرد يتمنى أن يحصل عليه ويبذل قصارى جهده في الوصول إليه ولكن تختلف مصادر السعادة وأيضا يختلف مفهومها من شخص إلى آخر أو بمعنى أدق تختلف رغبات إرضاء النفس والحصول على الرضا والاستقرار الداخلي، ومن هنا نستطيع أن نفهم النفس البشرية وتصنيفها ومعرفة مبادئ كل شخص من خلال رغباته وأهدافه وطريقة إرضائه لذاته .

ونلاحظ هنا أن مفهوم السعادة ليس مقترناً بشيء محدد وبالتالي لا نستيطع أن نعطيه معنى واحداً.... بعض الأفراد تحصل على سعادتها حينما تنجح وتصل إلى أعلى المناصب أيا كان طريقة الوصول ومن الممكن أن تتنازل عن مبادئها مقابل ذلك ...أفراد أخرى تجد سعادتها في أن تكون أسرة وتعيش داخل مناخ أسري صحي يسوده الاستقرار والسلام النفسي ...أفراد أخرى تجد سعادتها في السفر والعيش في مستوى اجتماعي تسوده الرفاهية والبذخ ... أفراد أخرى تجد سعادتها في الدراسة والعمل وتبذل قصاري جهدها لتصل إلى أعلى مستوة من التعليم... تعددت أوجه السعادة ومصادرها من فئة إلى أخرى واضحة وصريحة ولكن هل هي فعلا هذه أوجه السعادة ولا هذا الشعور شعور مؤقت سوف ينتهي بانتهاء الوقت أو بانتهاء رغبة الحصول عليه أو بالحصول عليه بالفعل ؟؟؟؟ انخدعت عزيزي القارئ بمنتهى البساطة .

تعال معي نتعرف على المعنى الحقيقي للسعادة :

السعادة في الرضا ....الرضا بما كتبه الله لك من نعم، حصولك على الصحة سعادة، الرزق البسيط القليل مع البركة هو منتهى السعادة، رضا والديك سعادة، تنام وأنت على يقين ولديك حسن ظن بالله سعادة، حصولك على عمل وغيرك عاطل سعادة، صلاتك وتقربك من الله سعادة، رضاؤك عن نفسك ولديك ضمير يحاسبك ونفس تلومك سعادة، الرضا بقضاء الله وقدره سعادة .... نرى هنا أن السعادة الحقيقية في الرضا والنظر للنعم الموجودة في حياتنا وشكر الله عليها وتكرار الحمد يزيد من رضائنا النفسي والعيش في سلام داخلي وأيضا زيادة هذه النعم بالشكر يضاعف من وجودها واستمرارها يقول الله سبحانه وتعالى "إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ أنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ" وهنا يأتي السؤال الأهم: هل أنت راض بما حصلت عليه؟؟ هل تشعر بالرضا؟؟ هل عندك يقين وحسن ظن بالله أنه سوف يعطيك بزيادة على صبرك وثباتك وحمدك لنعمه ؟؟ هل أنت تشعر بالسعادة الحقيقة أم يئست وتقبلت وضعك أيا كان لأنك لا تسطيع تغييره؟؟ يوجد فرق كبير بين الرضا الحقيقي وبين الاستسلام والياس ...احذر وعد الله حق والآية الكريمة واضحة وصريحة؛ شكرت وحمد سوف يزيدك، كفرت سوف يكون العقاب بسحب هذه النعم .

وهنا نلاحظ الترابط بين الرضا والسعادة وزيادة النعم في كتاب الله عز وجل ....هل بعد كلام الله سبحانه وتعالى محتاجين أي تعريف أو معنى للسعادة آخر أو مناقشة ما هي السعادة الحقيقية ؟؟ عليك عزيزي القارئ أن تدرك نعم الله عليك وتشعر بها وتحمده على عطاياه وعلى أيضا منعه لأن رب الخير لا يأتي إلا بالخير.. عليك أن يبقى لديك يقين بذلك وأن تستشعر الرضا فيما تحصل عليه لكي تعيش في سعادة حقيقية وليس سعادة زائفة تزول مع الوقت، ولكي تحصل على سلامك الداخلي واستقرارك النفسي عليك دائما بالتقرب إلى الله وسبحانه وتعالي وحسن الظن به في كل أمور حياتك حتى تستشعر رضاه، ومن هنا يتغير تفكيرك ويتجه نحو الاتجاه الإيجابي وهذا ما يحثنا الله عليه ورسوله وعليك أن ترضى بما كتبه الله لك والإيمان الكامل بقدره حتى تحصل على السعادة التي تريدها في حياتك ومستقبلك .

و من هذا اليقين تأتي السعادة التي تدوم وتكون بالنسبة لك بداية جديدة ولكنها مختلفة مليئة بالرضا والراحة والشعور بالاطمئنان .... سعادة الرضا

بداية جديدة

إعلان