إعلان

بداية جديدة.. الحب بين الوهم والحقيقة

فاطمة مصطفى

بداية جديدة.. الحب بين الوهم والحقيقة

فاطمة مصطفى

أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية

07:00 م الأربعاء 12 يناير 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

يحدث على مدار فترات متباعدة أو متقاربة لنا جميعا الوقوع في مشاعر إيجابية يطلق عليها البعض مصطلح (الحب) يشعر الفرد بسعادة وإحساس عالٍ وطاقة إيجابية تخلق منه إنسان مستقر نفسيا ويشعر بسلام داخلي ومن الممكن أن يتحول إلى شخص معطاء وبالتالي ينعكس ذلك الشعور في أفعاله مع المحيطين به حتى وإن كان عكس ذلك لفترة من الوقت قد لا تكون طويلة .... ونلاحظ هنا عامل الوقت وهو عامل أساسي ومحور هذا المقال عزيزي القارئ، حيث إن عامل الوقت هو من يحدد إذا كانت هذه المشاعر حقيقية أم وهم .... تعال معي نتعرف على رأي علماء النفس والاجتماع لمفهوم الحب بين الوهم والحقيقة.

طبيعي ويحدث باستمرار أن نشعر اتجاه بعض الأشخاص بمشاعر إيجابية وتتحول بعد ذلك لمشاعر أكثر قربا واحتياجا لوجود الفرد الذي نتبادل معه هذه المشاعر، ومع مرور وقت ليس طويلا نكتشف أننا غير راضين أو لا نشعر باستقرار داخلي وسلام نفسي أو حتى بقيمتنا الذاتية وتنهار هذه المشاعر الايجابية مع أول صدام قوي وحقيقي، ونتساءل وقتها أين الإحساس المرهف الذي كنا نشعر به؟؟ أين إحساسنا العالي الذي كان ننساق إليه ونشعر معه بالسعادة؟؟ هل كنا محتاجين لمشاعر الحب وتوهمنا أن ما نشعر به هو حب حقيقي وجاءت المواقف كي ترد على هذا السؤال أم ماذا حدث ؟؟ تعددت الأسئلة واختلفت الإجابات وأصبحت عزيزي القاري مشوشا ومشتتا ولا تستطيع التفريق إذا ما كان تشعر به حبا حقيقيا أم وهما.... هنا يتدخل العلماء ويضعون إجابات مبسطة وواضحة في نفس الوقت، الحب الحقيقي يحتاج لوقت طويل لكي ينضج ويكون مبنيا على أساس سليم وجذور قوية وصحيحة ومع مرور الوقت والمواقف وتعددها، خصوصا لو كانت مواقف صعبة يقوي هذا الحب ويكبر ويبدأ كل فرد يأخذ من مقدار رصيده ومع كل موقف يجتازه الطرفان ينمو هذا الحب أكثر وأكثر ويقرب بين الطرفين ويحدث نوع من التفاهم والانسجام والشعور بالأمان والحاجة الملحة لوجود الطرف الآخر بل الاحتياج له في كافة الامور الحياتية، أما الحب الوهمي فهو لا يصمد طويلا لأنه يكون مجرد احتياج للحب نفسه ومشاعر حالة الحب الذي يتوهم الشخص أنه بحاجة إليها نظرا لوجود قصور في مستوى الأسرة (وهذا القصور سوف يكون له مقال منفصل ليس موضوعنا الآن) ومع أول موقف قوي وصارم ينتهي ويزول بل ولا يستطيع أصلا صاحب هذا الشعور أن يتذكره ويتم نسيانه من الذاكرة .....نقرر أن عامل الوقت هو من يحكم ويحسم هذا الشعور ولكن هل يختلف عنصر الوقت ومدته من فرد إلى آخر؟؟؟ سوف أترك الإجابة لك عزيزي القارئ حتى يستطيع كل فرد مناقشة نفسه حتى لو سرا ومعرفة الإجابة أيضا سر نظرا لاختلاف طبيعة كل مننا، وهنا سوف تظل الاجابة مفتوحة وغير محددة.... هل الوقوع في الحب سواء كان حقيقيا أو وهما يعيش الإنسان من خلاله فترات سعادة حتى لو مزيفة..... بكل وضوح نعم لأن إحساس الحب والاهتمام إحساس يجعلك تشعر بقيمة نفسك حتى ولو لحظات.

ومن هنا نستطيع أن نقول: لقد نجح علماء النفس والاجتماع في التفرقة بين الحب الوهمي والحقيقي بطريقة مبسطة، ولكن سوف تظل الاجابة مفتوحة ولا يستطيع أي فرد أن يجاوب على هذا اللغز لماذا مع كل المعاناة والحيرة والتشتت في مفهوم هذا المصطلح معظمنا نلهث وراء هذا الوهم حتى لو كانت السعادة فيه عبارة عن سعادة وقتية لا تتعدى بضع ثوانٍ.... وهنا نصل إلى نقطة غاية في الأهمية وهي أي كانت هذه المشاعر ونتائجها كلنا محتاجين أن نشعر بها ونعيشها ونستمتع بها ولكن عليك التفرقة الصحيحة بينهم حتى تستطيع أن تبدأ بداية جديدة ومختلفة بداية حقيقية وليس وهماً.

بداية جديدة....

إعلان