إعلان

عندما ضغطت على الأزرار..

د. سامي عبد العزيز

عندما ضغطت على الأزرار..

د.سامي عبد العزيز
07:17 م السبت 07 أغسطس 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

أولاً: عندما ضغطت زر فصل الأنا فقد كنت متوهما أن الأمة لم تنجب مثلي في مجال تخصصي، وأن تصفيق القاعات لي بعد أي محاضرة أو دورة يعود إلى مواهبي غير المحدودة ومهارتي التي لا توصف، ولا تقارن.

ثانياً: عندما ضغطت زر فصل الوهم أنه بانقطاع اتفاق مع شخص أو جهة وتوقف ما كنت أسميه الرزق القادم من خلال هذا الشخص أو تلك الجهة، وأن هذا الشخص الذي أصبح مصدر حزني وهمي، بعد أن كان هو مصدر سعادتي وسر الحياة.

ثالثاً: عندما ضغطت زر فصل أن كل تصرف من حولي لا بد أن أناقشه، وأفسره سلبياً، وأحمل هم إفهامه أو إصلاح العلاقة بيننا؛ اعتقاداً بأنني لا بد ان أحقق هدفي من كل موقف أو كل علاقة وأن ذلك يسعدني، بينما كان في الحقيقة مصدراً للمعاناة.

هذه عينة من الأزرار التي فصلتها في لحظة صلاة فجر منذ شهرين؛ فالأزرار عديدة ولكن هذه العينة المحدودة عندما فصلتها، توقفت عن تناول المهدئات والمنومات. هموم ومشكلات كنت أحملها بالليل والنهار تم حلها، ولا أعرف كيف!

أزمات متكررة بحكم المسؤوليات كأب، وأخ، وصديق، وزميل، وإنسان قبل كل شيء لم تعد أزمات على الإطلاق وجدت الابتسامة المختفية تعود.

وأرى الوجوه كلها من حولي طيبة، والصراعات المزعومة التقليدية والمواقف اليومية أنظر إليها باستخفاف غريب، ولا أجعلها تعكر ما أنا فيه.

ومع كل يوم، هذه التحولات والمشاعر الإيجابية تتزايد. وستائر الأحزان ترفع أكثر وأكثر. الآلام وقرح المعدة تراجعت. شعرت برشاقة غريبة الى حد أن بعض المقربين مني أو من لم يروني من فترة، والتقيت بهم يقولون شكلك صغرت في السن بجد ووشك محمر.

أمام هذه الحالة الوجدانية الداخلية والمستغربة علىً جداً جداً. سألت أحد علماء الفكر والدين المتفتحين: ما هذا؟ فقال: سامي لقد عرفت الطريق فالزم. أي طريق. كانت الإجابة كلمة واحدة. الرضا. الرضا. الرضا.

وهنا أتوقف حتى لا يعتقد البعض أنى دخلت في مساحة من الدروشة؛ لأني إن أفضت بما أنا فيه لتخيل البعض هذا. حقاً يا ربى صدقت في كتابك "ولسوف يعطيك ربك فترضى"، ولكنه الرضا سواء بالمنح أو بالمنع.

بقي أن أقول إن سر كتابتي هذا المقال أو حكي نفس المعاني لأصدقائي هو أن أؤكد لنفسي أنني سائر على الطريق وملتزم!

يا ربي لك الحمد خرجت من الأوهام، فأعني على أن أكمل. حقاً إنه الرضا.

إعلان