إعلان

دعاء لمحور

سامي عبد العزيز

دعاء لمحور

د.سامي عبد العزيز
07:00 م السبت 13 فبراير 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

من المؤكد أنه ليس لقناة المحور.. وليس لمحور 26 يوليو.. ولا المحاور التى ربطت بين أطراف مصر، وسهلت الحياة للناس، وأصبحت للاستثمار بعوائد مادية مباشرة وغير مباشرة.. إنما دعوتي هذه جاءت في سياق دعوة يوم جمعة أرسل إلي بها صديق من رجال الأعمال وهو ليس بمفتٍ رغم أن اسمه الثانى مفتي ومن المفكرين الحريصين على الخير لمصر.. دعوة غير تقليدية.. بدأها بدعوة لإعانة القيادة السياسية على استئصال ميكروبات الكسل وعدم الإنتاجية، وكذلك فيروسات التطرف من عقول شبابنا.. ودعوة للقيادة السياسية.. ودعوة أن تكمل مصر خطواتها في تطوير التعليم بكل مستوياته.

وكلها دعوات من المؤكد سبقتها خطوات عملية نشهدها جميعاً، ولكني توقفت أمام دعوة لها علاقة بعنوان هذا المقال.. وهى دعوة لتحقيق مشروع محور قناة السويس الاقتصادي أو المنطقة الاقتصادية الحرة.. دعوة لأن تصبح مثل هونج كونج والتي رغم أنها عادت للصين أو هكذا يقال.. والحقيقة وللتاريخ أقول إنه فى عام 1994 جاء الراجل العاشق لمصر الشيخ صالح كامل بدراسة عالمية واكبت بدايات عودة هونج كونج للصين وما أحاط بها من مخاوف. وأثبتت الدراسة ان منطقة قناة السويس تمثل النموذج البديل المثالى لهونج كونج في كل المستويات، وأوضحت الدراسة ما يمكن أن تحققه هذه المنطقة كمنطقة حرة بحق من عوائد وثروات وموارد نقدية أجنبية وما يمكن أن تسهم به فى مجالات التصنيع والتجميع والتخزين وإعادة الشحن.. وكان الرد عليه أن هذا يتعارض مع الحفاظ على حدود الدولة واستقلالها. وتم دفن المشروع.

وجاء الإخون الإرهابيون، وأرادوا أن يصنعوا منه دولة داخل الدولة.. ودُعيت لاجتماع مع أحد وزاراتهم وللأسف كان وزيراً للعدل ومحاضر الاجتماع موجودة، وأجمعت الآراء المصرية المخلصة وأنا من بينهم أو هكذا أزعم على رفض المشروع بداية من تسميته آنذاك "إقليم قناة السويس".

والحمد الله جاءت ثورة 30 يونيو، وأحبطت كل محاولات الاختطاف وبناء محاور التنظيم الاسلامى الدولى.. وتوالى على رئاسة وإدارة هذا المشروع العظيم إدارات مختلفة.. كلها مخلصة.. كلها حريصة على إنجاح المشروع.. ومع ذلك لم يخط هذا المشروع العملاق الجبار خطوات مؤثرة وفعالة.

ومنذ أسابيع عقد السيد الرئيس أكثر من اجتماع لمناقشة وتحريك هذا المشروع.. وفى حدود معلوماتي ومتابعتي المحدودة أقول إننا لم نرَ شواهد عملية على أن الحيوية قد دبت فى المشروع، وبدأ تحقيق بعض أهدافه وربما هذا عدم فهم أو تقصير منا كرأي عام أو عدم وجود استراتيجية تسويقية اتصالية، تجعل الرأي العام الداخلي والأهم منه الخارجى يدرك، ويشارك في تفعيل هذا المشروع.

من هذا المنطق أكتب مقالي هذا، خاصة أننا عهدنا أن الرئيس السيسي حينما يضع يده ويعطي اهتمامه لأي مشروع فإنه يحييه ويحركه، ويأخذه من الثبات إلى الحركة.. ومن النوم إلى الصحيان.. ومن الركود إلى الوجود والانطلاق.. وها هو أمامنا مشروع تطوير القرى المصرية الذى كاد السوس ينخر في عظامها وعظام أهلها.. وها هو مشروع نصف المليون فدان يزهر، ويثمر ومنتج.

إن مشروع محور قناة السويس والله لو تحرك فى اتجاهه الصحيح وتم تسويقه إقليمياً وعربياً ودولياً لأصبح منجماً وكنزاً لمصر الجديدة. أتمنى أن يدرك القارئ لماذا أخذت من دعوات صديقى هذه، وركزت عليها.

إعلان