إعلان

لو أصبح كل منا ظهيرًا..!

سامي عبد العزيز

لو أصبح كل منا ظهيرًا..!

د.سامي عبد العزيز
08:26 م السبت 23 يناير 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بداية لا بد من إعطاء كل ذي حق حقه.. فمصطلح ظهير سمعته في مداخلة تليفزيونية للفريق عبدالمنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، قال: "كل مسمار تنتجه أيدٍ مصرية في مصر ولا نستورده".. فهؤلاء هم ظهير، وأكمل الرجل قوله، عقب حضور السيد الرئيس معرض الطاقة النظيفة وما يرتبط به من إنتاج السيارات التي تعمل بالطاقة النظيفة: "كل سيارة تصنع في مصر تلبي احتياجات السوق المصرية وتوفر لنا دولارًا واحدًا بأيدٍ مصرية مشاركة مع الخبرة العالمية"، فهؤلاء ظهير للوطن اقتصاديًا، ومن ثم سياسيًا.

بهذا الحديث وهذا المصطلح الدقيق والعميق أثار الرجل حماستي وأسأل وأبدأ بنفسي.. هل أنا ظهير؟ نعم، حينما أدخل محاضرتي ويوفقني الله في توصيل فكرة أو قيمة أو مهارة أرفع بها قدرات طلابي لأشعرهم بأهمية العطاء لبلدهم وإدراك الوعي الرشيد كما يسميه السيد الرئيس فأنا ظهير.

وكل أستاذ ومدرس يصبح ظهيرا فكريًا ومعرفيًا، ويمتد السؤال.. المقال الأمين والرأي الحر المستقيم الخالي من كوليسترول المصالح الشخصية، والذي ينير الطريق لمن يقرؤه هو ظهير لصانع القرار الذي يجيد الإنصات ويستجيب.. الوزير الذي يصارح قيادته والرأي العام من أجل الإصلاح الحقيقي والتطوير المنشود ليخرج منتجاً أياً كان نوعه هو ظهير ضد كل من يتصيد أو يتربص بهذا البلد.. ورجل الدعوة المستنير هو ظهير.. حينما يعمق قيم الفكر المعتدل ويدعم قيم العطاء والإيمان الحقيقية، فهو ظهير ضد الفتاوى والأفكار الهدامة.

وكذلك عامل النظافة في الشارع إذا ما أجاد، وأزال القمامة فهو ظهير ضد الأمراض والتلوث والتشويه لجمال وطنه.. والنائب البرلماني الذي يراقب بضمير هو ظهير لحماية مصالح هذا الوطن سواء كان نائباً يمثل أغلبية أو أقلية معارضة؛ لأنه بذلك يؤكد أنه جدير بالثقة، فما بالك بنائب يفكر في تشريعات مدروسة تدفع بعجلة الاقتصاد والاستثمار؟ فهو أكبر ظهير.

الجرسون في فندق أو سائق التاكسي الواقف أمام المطار يستقبل السائح بإخلاص وتفانٍ وعفة نفس وسلوك حضاري- أكبر وأكبر ظهير لأهم مصدر نقدي لمصر من عوائد السياحة، ومن ثم هما ظهيران لوطنهما واقتصاده.

هل أنا مبالغ إذا ما قلت إن كلا منا بحسب موقعه هو بالفعل ظهير؟ وبعيداً عن أي من معاني النفاق أتذكر كلمات السيد الرئيس المتكررة: "أنا وحدي لا، ولن أستطيع أن أحقق حلم المصريين".

فهى وببساطة دعوة لنا جميعاً ليكون كل منا ظهيراً لنبني هذا البلد، خاصة، ورغم نجاحه في عبوره تحديات صعبة، بل هي الأصعب عبر تاريخنا أكتب هذا المقال وأركز على هذا المفهوم الكبير.. مفهوم الظهير ونحن فى شهر يناير 2021، وأقارن بينه وبين أي يناير منذ 2011، فأجد نفسي أقول:

يا رب اجعلنا ظهيراً بحق باجتهادنا بحق.. ووعينا بحق.. وإيماننا بالله وبوطننا بحق.

إعلان