إعلان

لماذا الإصرار على طرد ترامب..؟!

محمد حسن الألفي

لماذا الإصرار على طرد ترامب..؟!

محمد حسن الألفي
06:05 م الثلاثاء 12 يناير 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

ربما تكون الأربع والعشرون ساعة التي أمهلتها نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، لمايك بنس، نائب الرئيس ترامب قد انقضت عند قراءتك هذه السطور.

طلبت بيلوسي، العدو اللدود لترامب، إلى بنس الذي يحظى باحترام بالغ في الدوائر السياسية الديمقراطية وفصيل كبير من أعضاء حزبه الجمهوري لموقفه يوم التصديق على فوز بايدن - تفعيل المادة رقم ٢٥من الدستور الأمريكي والإطاحة بترامب بوصفه عاجزا عن إدارة البلاد وغير لائق عقليا، وأن يتولى بنس بوصفه نائب الرئيس شئون الحكم حتى يوم العشرين من يناير، رغم أن المدة المتبقية على يوم عشرين هي ثمانية أيام، إلا أن الإصرار واضح من بايدن وبيلوسي على ضرورة خلع ترامب وطرده من منصبه موصوما بأنه خطر علي البلاد والدستور والديمقراطية، وأنه قاد، وحرض الغوغاء على اجتياح معقل الديمقراطية المقدس، مبنى الكابيتول هيل؛ حيث يقبع مجلس الشيوخ ومجلس النواب، كلاهما يطلق عليه الكونجرس.

لماذا يصر الديمقراطيون على طرد ترامب موصوما بالرجل الخطر على أمن البلاد ودستورها والحنث بالقسم؟ الفكرة الخفية التى صارت مكشوفة أنهم يريدون حرمان ترامب من الترشح بعد أربع سنوات في سباق الرئاسة القادم، ومن المحتمل أن تكون كاميلا هاريس نائبة جو بايدن هي المرشحة وأمامها هذا الغول الجامح ترامب.

ذلك هو السر في كل الإجراءات المحمومة، ومن بينها أن مجلس النواب سيقدم مشروع قانون اليوم الثلاثاء، ليرغم بنس على تفعيل المادة ٢٥، وإذا لم يمر المشروع، فإن البرلمان سيقدم ترامب للمحاكمة البرلمانية، بتهمة العصيان وقيادة تمرد. وهي تهمة بالغة الخطورة في أدبيات السياسة الأمريكية.

وبينما تسابق بيلوسي الزمن لمحاكمة ترامب، التقطت المباحث الفيدرالية معلومات عن خطط ودعوات لبدء مظاهرات مسلحة في جميع أرجاء الولايات الخمسين يوم السبت القادم، ثم يوم التنصيب في العشرين من يناير. وبلغت المخاوف الأمنية أقصى درجات الارتباك بعد أن قدم القائم بعمل وزير الأمن الداخلي، وولف تشاد، استقالته، ما سيربك خطط تأمين بايدن يوم حفل التنصيب.

في الوقت ذاته، تبين أن أمن الكونجرس تباطأ، وتلكأ في استدعاء الحرس الوطنى، بل إن جهات في البنتاجون فعلت الشيء ذاته، ولم تتحرك قوات كافية منه إلا بعد اتصال من بنس، نائب ترامب، ورئيس بوليس الكونجرس هو من أكد معلومة أنه وجد صعوبة في استدعاء الحرس الوطنى، ولم يزد عددهم على ٤٠٠ تقريبا كانوا واقفين بإشارات المرور ومفارق الطرق، وداخل الكابيتول، ولم يواجهوا المتظاهرين بشكل فعال.

اليوم تم نشر أكثر من ١٦ ألف جندي من الحرس الوطني في العاصمة واشنطن لتأمين الاحتفال، وفي الوقت ذاته يستعد اليمين المتطرف الشعبوي من جماعات QAnonوProud Boys لاحتلال مبانٍ حكومية ومهاجمة وكالات وهيئات فيدرالية .

من الغريب أن الحديث عن حرب أهلية ثانية في التاريخ الأمريكي ليس طارئا ولا عابرا في الجدال الساخن هناك حاليا.

ما يجري الآن هو صراع على السلطة بين يمين ويسار، وكلاهما متطرف، والمشهد مفتوح للتطورات المتلاحقة..!

إعلان