إعلان

استراتيجية ترامب الانسحابية.. الفرص والتحديات! "3"

عصام شيحة

استراتيجية ترامب الانسحابية.. الفرص والتحديات! "3"

عصام شيحة
09:21 م الثلاثاء 04 أغسطس 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بات الصراع حاداً بين أخبار جائحة كورونا، وأنباء السباق الرئاسي الأمريكي، 3 نوفمبر 2020. ذلك السباق الذي أصبح الحدث الأبرز الذي يترقبه العالم، ويكاد النظام العالمي يتهيأ ليستقبل ما سينتجه من تداعيات على موازين القوى الإقليمية والدولية، وطبيعة وقواعد التفاعلات الدولية، إلى الحد الذي يمكن معه أن تتشكل ملامح جديدة تفرض شروطها ومنطقها على الساحة الدولية بأسرها.

جزء كبير بالقطع يعود في ذلك إلى زعامة الولايات المتحدة للنظام العالمي، وهذا أمر طبيعي. إلا أن قدراً من الإثارة فرضته عوامل أخرى، من بينها شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجدلية والمثيرة، فضلاً عما أحدثه الرجل من تغيرات واضحة في سلوك بلاده الخارجي، ما أحدث تشكيكاً واسعاً وعميقاً حول مدى قناعات الرجل بالقيم والمبادئ التي ارتكزت عليها بلاده منذ نشأتها.

فواقع الأمر أن استراتيجية ترامب الانسحابية باتت تقليداً أمريكياً على مدى السنوات الأربع الماضية، والتي بموجبها ينسحب النفوذ الأمريكي من مناطق عدة، مثلما تنسحب واشنطن من العديد من الاتفاقيات الدولية، نفس الانسحاب الحاصل من العديد من المنظمات الدولية.

وطبيعي أن يواكب ذلك انسحاب سياسي لافت من مبادئ لطالما التزمت بها الولايات المتحدة، بل دفعت إليها، عن إيمان حقيقي بجدواها في رصيد المصالح الأمريكية.

وإذا كان المجال لا يتسع لذكر الانسحابات "الترامبية" العديدة، فإن تركيزاً واضحاً لا بد أن ينال انسحابات واشنطن السياسية المعنية بالمفاهيم الدالة على القيم العالمية الأساسية؛ باعتبارها المنتج النهائي لاشتراك الدولة في المعاهدات والاتفاقيات الدولية. فقد انسحبت واشنطن من مفهوم التجارة الحرة كأحد مظاهر العولمة، ورأت فيه ابتزازاً للموارد الأمريكية!

والانسحاب ذاته طال مفهوم التحالف الغربي؛ فلم تأمن أوروبا طلقات ترامب في وجه التجارة الحرة. مثلما عانت أسس مفهوم حلف الناتو جراء فوز ترامب في السباق الرئاسي الماضي 2016، والتي ألهمت البعض إرهاصات تراجع الديمقراطية الليبرالية لصالح الشعبوية التي رأي رموزها أن فوز ترامب بالرئاسة حسم الأمر لصالحهم، إلا أن الأمور لم تدم على الحال نفسه، وسرعان ما تراجعت الشعبوية الأوروبية، بل أكدت الانتخابات البرلمانية الأوروبية الأخيرة أن الديمقراطية لم تزل تسيطر على قناعات الشعوب الأوروبية، رغم فشل القادة والزعماء في معالجة الكثير من القضايا الحساسة مثل الهجرة غير الشرعية، والبطالة، والأمن.

من جهة أخرى، يُعد جو بايدن، المنافس الديمقراطي لترامب في السباق الرئاسي المُقبل، قائمة بالتعديلات الجوهرية لاستعادة ما فقدته القيم والمبادئ الليبرالية بضغط من شعبوية ترامب، التي يرى الحزب الديمقراطي أنها أضرت كثيراً بفرص البلاد في التمسك بزعامة النظام العالمي، فماذا في "جراب" الحزب الديمقراطي حال نجاح بايدن في اقتحام البيت الأبيض؟!

الأسبوع المُقبل بإذن الله نتابع.

***

للتواصل مع الكاتب

Eshiha@yahoo.com

إعلان