إعلان

أمل جديد لعلاج فيروس كورونا

د. عبد الهادي مصباح

أمل جديد لعلاج فيروس كورونا

د. عبدالهادي مصباح
09:00 م الخميس 06 فبراير 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

ماذا يحدث لو أن كاميرا ذهبت إلى كل حادث طريق، وصورت الحادث والمصابين والوفيات، وكانت الفقرة الأولى من كل نشرات الأخبار عبارة عن استعراض لمثل هذه الحوادث وإعلان عن أعداد الوفيات والمصابين؟، هل يمكن لأحد أن يغادر منزله، أو يعبر الطريق، أو يقود سيارته؟ بالطبع لا.. هكذا تعمل ماكينات الإعلام الغربي عندما تريد أن توجه الوعي الجمعي للشعوب على مستوى العالم في قضية أو موضوع معين، وعندما يتعلق الأمر بالصحة والمرض، وبالمرض والأوبئة تتضاءل كل الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها، هكذا تتعامل آلة الإعلام الغربي مع الأوبئة والفيروسات الجديدة خلال الثلاثين عاماً الأخيرة، والتي أعتقد أن معظم الأوبئة والفيروسات التي ظهرت خلالها مصنوعة لأهداف كثيرة خافية على الكثيرين.

وقد يتبادر إلى الذهن سؤال: كيف يمكن أن يحدث هذا وقد ظهرت بعض الحالات في أمريكا، ومات منهم البعض في أوبئة أخرى مثل الإيدز؟، صحيح أن الصين خسرت خسارة عظيمة وصلت إلى 500 مليار دولار في بورصتها والبورصات العالمية، إضافة إلى 60 مليار دولار –بحسب محطة: "سي إن إن" الأمريكية، خسائر مباشرة للاقتصاد الصيني، ولكن البورصة الأمريكية أيضاً انخفضت وتأثرت؟

والإجابة ببساطة إن الأهداف الأكبر تحتاج إلى تضحيات، والبورصة الأمريكية تعرف كيف تستعيد عافيتها من خلال أرباح شركات الأدوية الكبرى وغيرها، ولعل ما ظهر من كتب وأسرار بعد تفجير البرجين في مركز التجارة العالمي بنيويورك يوضح لنا أنه لا مانع من التضحية بعدة مئات أو آلاف في سبيل وصول المخابرات المركزية ومراكز صنع القرار والسياسة الأمريكية والصهيونية إلى أهدافها، حتى لو اضطروا للتضحية بالرئيس الأمريكي نفسه مثلما حدث مع كنيدي، ولكن ترى في حالة نشر الأوبئة واستخدام الأسلحة البيولوجية المهندسة وراثياً من المستفيد؟

والإجابة: كثيرون.. فالسلاح البيولوجي لا يمكن تقفي أثره ومن الذي استخدمه حتى لا يلاحقه العار والذنب مثلما حدث في هيروشيما ونجازاكي، كما أنه رخيص التكلفة، ويمكن لشركات الدواء أن تستعد لظهوره بتجهيز دواء لعلاجه أو لقاح واق تكسب من وراءه مليارات الدولارات، كما أن ظهور مثل هذه الفيروسات الجديدة تصرف انتباه العالم نحوها، فيمكن تمرير وفعل أشياء صعبة لا يمكن تمريرها أو حدوثها في الظروف العادية.

ويعتبر أنصار هذا الموقف التآمري - كما يحلو للبعض أن يطلق عليه - أن إعلان الطوارئ في الولايات المتحدة، وفي العالم كله نتيجة ظهور فيروس جديد، وتهويل خطر الفيروس جاء في إطار محاولات تنشيط مبيعات الدواء الذي تصنعه الشركات الكبرى، والجاهزة لبيعه وإنقاذ البشرية من الهلاك .

ولعل قصة شركة " جلعاد" أو Gilead مثال لذلك، فقد كان "رامسفيلد" وزير الدفاع الأمريكي الأسبق عضواً في مجلس إدارة شركة أمريكية تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية في الولايات المتحدة لها حقوق الملكية الفكرية لدواء "تاميفلو"، ثم أصبح لاحقا أكبر حامل أسهم بها وتولى رئاسة مجلس إدارتها حتى عام 2001 إلى أن تولى مسؤولية وزارة الدفاع الأمريكية، إضافة إلى رامسفيلد. كان مجلس إدارة الشركة يضم الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان بعد انتهاء فترة رئاسته، وجيل بونافي الرئيس الشرفي لجماعة بيدلبرج المعنية بالتنسيق بين كبرى الدول الأوروبية وأمريكا وروسيا، وغيرهم من الشخصيات النافذة.

ونتيجة أوامر وزارة الدفاع الأمريكية بتحصين كل الجنود ضد إنفلونزا الطيور عام 2005 زادت أموال رامسفيلد كثيرا حيث تكلفت الخطة أكثر من 2 مليار دولار أمريكي، حصل رامسفيلد على 10% منها أي حوالي 200 مليون دولار مكسبًا خاصًا له، ومن هذا المنطلق يرى البعض وجود علاقات وثيقة بين شركة الأدوية هذه والقادة السياسيين المهمين.

كانت مجلة "فورتشن Fortune الأمريكية المهتمة برصد ثروات كبرى الشخصيات والمؤسسات في العالم، أكدت أن رامسفيلد يمتلك حصة كبيرة من شركة جلعاد والتي تعتبر من كبرى شركات التكنولوجيا الحيوية وذات العلاقة الوثيقة بالحياة السياسية في الولايات المتحدة حاليا، وقد تأسست شركة جلعاد في عام 1987 وكانت شركة صغيرة في كاليفورنيا اسمها (Oligogen, Inc) من قبل طبيب صغير السن (29 سنة) اسمه ميشيل رودان، وفي عام 1988 غير ميشيل رودان اسم شركته إلى اسم جلعاد Gilead Sciences اسم توراتي)، واختار رامسفيلد ليكون عضوًا في مجلس إدارة الشركة، وصار الأخير حاملاً لكمية من أسهمها، ولا يخفى على أحد دوافع هذا التعيين لرجل قضى حياته في العمل السياسي والاستخباراتي وحبك المؤامرات وشن الحروب، ولم يُعرف أن له نشاطاً علمياً قط . ثم أصبح رامسفيلد رئيسا لمجلس إدارة شركة جلعاد عام، 1997 واستمر بهذا المنصب حتى عام 2001 حين صار وزير دفاع الولايات المتحدة الأمريكية.

ومما عرف عن شركة جلعاد أنها تعمل في مجال صناعة المضادات الفيروسية بشكل خاص، وقد طورت حتى عام 2006 أحد عشر دواءً، لكن الكنز الحقيقي الذي غيّر واقع الشركة، وجعلها في الصدارة هو عقار التاميفلو Tamiflu الذي حاز الترخيص في 27 اكتوبر 1999 بعد أن دخلت جلعاد بشراكة مع شركة هوفمان - لاروش السويسرية لإنتاجه.

وقد بقيت استخدامات هذا العقار محدودة حيث حُصر استخدامه بكل من الإنفلونزا A- B التي لا يلجأ كثير من الأطباء والمرضى لمعالجتها إلا بالمسكنات وخافضات الحرارة. لكن في عام 2005 اجتاح العالم خوف رهيب من وباء مزعوم أطلق عليه اسم إنفلونزا الطيور، وعلى الفور قفز اسم هذا العقار إلى الواجهة على أنه العقار الوحيد الذي يُنجي من هذا الوباء القاتل.

ومع أخبار الوفيات الناجمة عن هذا المرض التي تصدرت الشاشات وملأت ساعات البث سارعت الدول لشراء هذا العقار وتخزينه استعداداً لمجابهة وباء بات على الأبواب، وفي نوفمبر 2005 طلب الرئيس جورج بوش الابن من الكونجرس 7.1 مليار دولار من أجل مجابهة وباء إنفلونزا الطيور، وذهب جزء من هذا المبلغ (بليون دولار) لشراء وتوزيع عقار التاميفلو، مع العلم أن الجرعة الواحدة منه تكلف بين 60-80 دولارًا للشخص الواحد، وعلى الفور قفز سعر سهم الشركة من 6.64 دولار إلى 17.93 دولار، لكن بعد الوباء المزعوم صار سعره في عام 2006 من 53-65 دولاراً للسهم الواحد، وبالطبع فإن رامسفيلد ليس المتربح الوحيد من عقار التاميفلو، بل هناك طاقم سياسي كامل في أعلى مواقع القرار السياسي مثل: جورج شولتز وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، الذي ظل عضواً في مجلس إدارة الشركة، ويُقال إنه ربح بسبب تلك الأزمة 7 ملايين دولار، كما أن هناك عضو آخر في مجلس الإدارة هو زوجة حاكم كاليفورنيا الأسبق بت ولسون.

وعندما عاد الاهتمام بالتاميفلو من جديد بسبب إنفلونزا الخنازير ارتفع سهم شركة روش السويسرية، كما ارتفع سهم شركة جلعاد من 5 دولارات للسهم إلى 50 دولاراً، وهو ما أثار العديد من التساؤلات والشكوك، خصوصا لو أخذنا في الاعتبار أن صناعة الأدوية في الولايات المتحدة الأمريكية احتكارية، وهي الأعلى مردودا والأكثر ربحية، وتحقق نتائج بمعدل ضعفي صناعة النفط وأسعارها، وبذلك حصل رامسفيلد وجورج شولتز وطقم كامل من السياسيين على مزيد من الأرباح.

الا أن الكوارث المادية والبشرية التي كان من المتوقع أن يتسبب في إحداثها هذا الوباء المزعوم لم تتحقق، وتبين فيما بعد أن احتمال الوفاة بسبب إنفلونزا الطيور أقل من احتمال الوفاة في قطار أو حادث سيارة مسرعة أثناء السير في الشارع، وأصبح مخزون عقار تاميفلو مهددا بالتلف لارتباطه بمدة صلاحية محددة.

وقد ذكرت شبكة: "سي إن إن" الأمريكية، الاثنين الماضي، أن شركة "جلعاد ساينسز أو جلعاد الأمريكية الصهيونية" للأدوية تعمل مع السلطات الصينية، لمعرفة ما إذا كان أحد عقاقيرها يمكن أن يقضي على فيروس كورونا الذي أصاب حتى صباح الخميس 28277، وتوفي منهم 565 شخصًا على مستوى العالم حتى الآن: (أي أن نسبة الوفيات لا تتجاوز 2%)، وقد شفي مريض باستخدام هذا الدواء مع دواء آخر لعلاج الملاريا، وأطلقت الشركة الأمريكية على العقار الجديد اسم "ريمسيفير "مشيرة إلى أنه أظهر نجاحا في مواجهة النسخة السابقة من فيروس كورونا المعروفة بمتلازمة الشرق الأوسط MERS، وفيروس سارس SARS. وقالت إن هذا العقار استخدم في حالات الطوارئ عقب تفشي فيروس إيبولا في أفريقيا.

كما تم شفاء أحد المرضى في هونج كونج بفيروس كورونا الجديد 2019، واثنين في تايلاند من خلال العلاج ببعض الأدوية التي تستخدم لعلاج فيروس الإيدزHIV، ووقف تكاثره وانتشاره، وذلك من خلال تثبيط إنزيم "بروتييز Protease Inhibitors، إضافة إلى عقار " تاميفلو" المستخدم لعلاج فيروس الإنفلونزا، وكشف أطباء تايلانديون، الأحد أنهم حققوا نجاحًا في معالجة حالات شديدة من الإصابة بفيروس كورونا الجديد، وكانت إحداها لامرأة صينية تبلغ من العمر 70 عامًا مستخدمين مزيجا من أدوية الإنفلونزا، وفيروس مرض نقص المناعة المكتسب الإيدز "إتش. أي. في"، وأظهرت النتائج الأولية تحسنًا كبيرًا خلال 48 ساعة من بدء العلاج.

وأوضح الأطباء من مستشفى "راجافيثي" في العاصمة بانكوك، أن النهج الجديد في علاج فيروس كورونا الجديد أدى إلى تحسن حالات عدد من المرضى تحت رعايتهم، ومنهم امرأة صينية من مدينة "ووهان" بمقاطعة هوبي في الصين، تبلغ من العمر 70 عاما، أكدت التحاليل إصابتها بالفيروس قبل 10 أيام، ويشمل العلاج مزيجًا من عقارين لمكافحة فيروس الإيدز، هما: "لوبينافير، وريتونافير" إلى جانب جرعات كبيرة من عقار الإنفلونزا تاميفلو (أوسيلتاميفير).

وقال الطبيب المتخصص في علاج الرئة في جامعة راجافيثي، كاريانجاسكا إتيبورنوانيتش: "هذا ليس العلاج، لكن حالة المريضة تحسنت بدرجة كبيرة.

فبعد أن أثبتت التحاليل إصابتها بالفيروس قبل 10 أيام جاءت التحاليل الجديدة سلبية بعد 48 ساعة من العلاج"، وفقا لما ذكرته رويترز، وأضاف: "النتيجة جيدة بشكل عام، غير أنه ما زال يتعين علينا إجراء المزيد من الأبحاث؛ لتحديد ما إذا كان هذا يمكن أن يصبح علاجًا".

يشار إلى أن تايلاند شهدت 19 إصابة بفيروس كورونا الجديد، فيما ذكرت تقارير أنه شفي منهم 8 أشخاص، عادوا إلى منازلهم، بينما ما زال 11 منهم يتلقون العلاج في المستشفيات.

إعلان