إعلان

الفعاليات الدولية الكبرى والتواجد المصري

د. غادة موسى

الفعاليات الدولية الكبرى والتواجد المصري

د. غادة موسى

أستاذ مساعد - كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة القاهرة 

09:03 م السبت 25 يناير 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تركز الفعاليات الدولية الكبرى على الحوكمة العالمية، أي حول كيفية إدارة الحكم في العالم، وبشكل خاص إدارة حكم القضايا الكبرى العابرة للحدود وللدول وللشعوب كقضايا البيئة والأمن والتصنيع والمعلومات.

وينعقد العديد من الفعاليات الكبرى كل عام، على المستوى الأممي الرسمي، مثل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر من كل عام، بالإضافة إلى اجتماعات منظمة العمل الدولية في منتصف كل عام لمناقشة قضايا العمالة وحرية العمل والتصنيع والمؤسسات العمالية. كما تُعقد فعاليتان مهمتان هما المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد في شهر يناير بـ"دافوس"، سويسرا من كل عام، ثم مؤتمر ميونيخ للأمن، والذي يُعقد بمدينة ميونيخ بألمانيا في شهر فبراير من كل عام.

وما يميز المؤتمرين الأخيرين طبيعتهما غير الرسمية؛ إذ يعتبران منتديات عالمية مفتوحة للحوار وتبادل الآراء بين كل المعنيين والمهتمين بالقضايا الدولية محل النقاش. كما يسمح المؤتمران بمناقشة بحوث وأوراق عمل ومقالات صحفية ترتبط بالموضوعات والقضايا محل النقاش. وبذلك يكون كتابها من بين المتحدثين في هذه المنتديات.

كما تكون تلك المنتديات فرصة مهمة للتعرف على التطورات العالمية في الفكر والابتكار والعمل. وتسمح الطبيعة غير الرسمية لتلك المنتديات بالحرية في طرح الموضوعات، والاستماع لكل وجهات النظر حولها.

ورغم مشاركة حوالي ٧٥٠ متحدثا في المنتدى الاقتصادي العالمي ٢٠٢٠، فإن وجود ومشاركة دول العالم الآخذة في النمو- ناهيك من الدول العربية- لا يتجاوز نسبة الـ١٪! فالمتابع للموضوعات محل النقاش وللمناقشين والمتحدثين لا بد أن ينتابه شعور بأنه إما خارج حركة التاريخ، أو أنه لا حول له ولا قوة!

وبمتابعة أهم عشرة مخاطر تهدد العالم، من مخاطر بيئية، وسرقة البيانات، والقرصنة المعلوماتية، وفشل الحوكمة العالمية - يدرك أن هذه القضايا تهمنا ونحن جزء منها ومن هذا العالم، ورغم ذلك فنحن لسنا متواجدين، وإن تواجدنا، فهو تواجد رسمي بحت، إما في شخص وزير الخارجية أو في شخص وزير الاستثمار أو التعاون الدولي، رغم الطبيعة غير الرسمية لهذين المنتديين تحديدًا.

وعليه، نتساءل: أين الخبراء والأكاديميون والصحفيون وأصحاب الفكر والقلم في مصر من التواجد في هذه الفعاليات الكبرى؟

في رأيي، تمثل هذه المنتديات فرصة جيدة ليس فقط ليسمع العالم صوت مصر أو الدول العربية والإفريقية، ولكن لنشارك دول العالم في أن يكون لنا دور في حل هذه المشكلات التي لم تعد تعرف بقعة جغرافية بعينها أو تجمعا بشريا بعينه. فنحن لسنا على هامش هذا العالم، ولا نحن عالم آخر!

والدولة في هذا الصدد، لا بد أن تشجع خبراءها وعلماءها على المشاركة في هذه المنتديات. بل من الأهمية بمكان أن تنتقل توصيات ورغبات الشباب التي خرجوا بها من مؤتمراتهم إلى تلك المنتديات.

فكثير من ممارسات دول العالم المتقدم، من تنافس تجاري محموم، وتصنيع لا محدود، واحتكار واستحواذ على منتجات الثورة الصناعية الرابعة - نتأثر بها سلبا وإيجابا. وهذا التشجيع يمكن أن يشمل تغطية جزءٍ من نفقات السفر والإقامة. كما يجب أن يشمل ذلك سفر بعض من نواب البرلمان المعنيين بتلك القضايا.

أيضاً لدينا العديد من العلماء والباحثين الذين قدموا أبحاثا علمية أو أفكارا تستحق مناقشتها، وقد تفيد في حل بعض من مشكلات العالم.

إن النظرة والتعامل مع هذه المنتديات الدولية لا بد أن تتطور لتصبح فرصة ومجالا حيويا لتقديم أنفسنا وأفكارنا ورؤانا في قضايا هذا العالم. وألا نترك أن يتحدث باسمنا وعن مصالحنا أفراد أو دول أخرى.

أيضاً من الأهمية بمكان أن تنال فعاليات وموضوعات تلك المنتديات مساحة في إعلامنا وصحافتنا العربية والأجنبية، بحيث ننقل القارئ والمواطن خارج حدوده ليعلم ما يحدث في العالم من حوله.

إعلان