إعلان

أسئلة إعلامية دون إجابة..!

امينة خيري

أسئلة إعلامية دون إجابة..!

أمينة خيري
09:00 م الإثنين 13 يناير 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

أمينة خيري

بينما الإقليم مشتعل من حولنا، تارة باقتتالات داخلية، وأخرى بتربصات خارجية، وثالثة بمؤامرات لا أول لها ولا آخر، ناهيك مما نتعرض له من أخطار لم تنتهِ بعد، سواء من إرهاب أو ضغوط عبر ملف مياه أو غاز أو كل ما سبق.. هل يُعقل أن يمضي الإعلام المصري قدماً في هذه الأيام الحرجة والمهمة والخطيرة دون تغطية أو شرح أو تفسير أو تحليل به قدر من المعلومات والمنطق؟

هل يعقل أن يولي البعض أذناً من الطين وأخرى من عجين للفصل الجديد الآخذ في الطهي على نار مشتعلة في مطبخ صياغة المنطقة؟

وهل من المنطقي أن يكون الاعتماد في هذا الشرح الضروري والتفسير الذي لا بد منه على أشخاص ثبت أن البعض منهم يعتمد إما على إعادة تدوير ما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي، أو على رؤى منفصلة عن العالم الخارجي وتطورات الأوضاع الراهنة على الساحة؟!

وهل من الطبيعي أن تترك الملايين من المصريين لقمة سائغة إما للجوء إلى قنوات موجهة سلفاً ومعروفة الأيديولوجيات العدائية لمصر مقدماً للبحث عن معلومة وتفسير عز العثور عليهما على أثيرنا، أو للجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي وما تحويه من خلطة جهنمية؛ حيث أخبار وأكاذيب وشائعات وآراء موجهة تحتاج أعتى الخبراء المحنكين لمعرفة الصالح من الطالح فيها؟

وهل يجوز أن نصر على مخاطبة الرأي العام عبر الصراخ والعويل والتهديد والوعيد، تلك النبرات التي أصبحت ملازمة للبعض من مقدمينا، وكأن نجاحها مرة ضمان لنجاحها كل مرة؟ وهل سنكون صادقين مع أنفسنا حين نلوم البسطاء حين يصدقون ما يلقى إليهم هنا وهناك من سموم مدسوسة في عسل المعلومات أو أكاذيب، الغرض منها شق الصفوف ونثر الإحباط؟

وهل من الجائز شرعاً أن يتدخل من لا علاقة له بالسياسة أو الاستراتيجية أو التكتيك والتخطيط في عالم السياسة الدولية والمصالح والدول التي تجور على بعضها والأنظمة الاقتصادية التي لا يفهم أغلبنا ثقلها وقيمتها وقدراتها ليفتينا في أمور لا تخصه؟

وهل الزج بمؤسسات لا سياسية ولا استراتيجية ولا اقتصادية ولا جيوسياسية في شؤون السياسة وإعادة صناعة الخلطة الجهنمية؛ حيث الدين بالشرع بالشريعة في السياسة وترامب وبوتين وإسقاط الطائرة الأوكرانية وتحركات "الخليفة" في ليبيا وما يجري في ملف سد النهضة بعد كل ما تجرعناه (وما زلنا) من خلطة الدين بالسياسة - أمر يرضى عنه الله ورسوله والمؤمنون؟!

كلما تداخلت أصوات أجهزة التلفزيون- لا سيما ليلاً- حيث صراخ البعض من المذيعين والمذيعات، وعويل البعض من الضيوف وتنامي جوانب مما يقولون إلى مسامعي - أشعر بضيق شديد وخوف رهيب وقلق عميق، فأهرب إلى روتانا كلاسيك؛ بحثاً عن الملجأ والملاذ.

فهل الهروب هو ما نبتغيه في هذه المرحلة الدقيقة جداً، أم نهدف إلى توصيل المعلومات بهذه الطرق التي أكل عليها الزمان وشرب، وربما بال أيضاً، أم هناك مسار ثالث يجري التخطيط له، من شأنه أن يبل ريقنا، ويثري عقولنا، وينمي فينا القدرة على الوصول إلى المعلومة ويمنحننا التفسير والتحليل دون هذا الكم المذهل من الهبد والرزع؟!

وإذا كان هذا التخطيط موجودا بالفعل، وهذا ما أتمناه، وربما أستشرفه بمعرفتي بوزير الإعلام المحترم أسامة هيكل، فهل انتظار خروج نتائج هذا التخطيط إلى النور، وبدء تفعيل إعادة مصر إلى خارطة الإعلام الجيد؛ حيث الخبر والمعلومة والتحليل المهني - يعني أن علينا التضحية بعقول وانتماءات الملايين الموضوعة على المحك هذه الأيام، وذلك في ظل الخواء الإعلامي الذي لم تفلح السعرات الحرارية المحملة بها البرامج في تمويهه؟!

أسئلة لا أدعي أنني أملك الإجابة عن أي منها.

إعلان