إعلان

رب صدفة خير من.. ألف ميعاد

نهاد صبيح

رب صدفة خير من.. ألف ميعاد

نهاد صبيح
09:00 م الجمعة 25 يناير 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

نهاد صبيح

ربنا سبحانه وتعالى مسير الكون كله بنظام دقيق، لا يخل ولا يضطرب أبداً، لكنه للطفه ورحمته بالبشر جعل لعشوائيتهم نظامًا لا يمكن يشعر به إلا الشخصية الدقيقة المحلل للأمور والمؤمن بقدرة ربنا وعظمته .
ومن رحمة ربنا علينا كمان إنه جعلنا نغلط.. أيوه الخطأ رحمة من ربنا
ودا لأن مش كل الأخطاء اللي بنعملها في حياتنا بتكسرنا وبتضيعنا؛ لأن في خطأ ممكن نعمله يعدل لنا مسار حياتنا كله .
مبدئيًا الخطأ مهم جداً لعملية التعلم في حياتنا؛ لأن الصح اللي بنعمله بننساه وكمان عمرنا ما بنسأل عن الصح دا هو صح ليه، إحنا بنحلل الخطأ بس، أسبابه، وإزاي نعدل النتيجة السلبية دي .
العالم ألفريد نوبل مكتشف مادة الديناميت (مادة متفجرة) سنة 1833
كان يعمل على مادة النيتروجلسرين لتسقط قارورة من يده بالخطأ فوق نشارة خشب كانت موجودة على الأرضية، وبعد فترة بدأ نوبل دراستها وفجر نشارة الخشب اللي اتشبعت بالنيتروجلسرين، ليكتشف الديناميت.
الاكتشاف دا رغم إنه كان عن طريق الخطأ لكنه غير وجه التاريخ وللأسف كان بالسلب نتيجة للاستخدام السيئ بل والظالم لمادة الديناميت في الحروب والقتل، لكن دا ما يمنعش إن في أخطاء تانية كان لها وجهات إيجابية عظيمة جدا مثلا ....
في سنة 1928 لاحظ "ألكسندر فليمنج" (أستاذ في علم الجراثيم)، لما دخل معمله بعد أجازة، أن أطباق بتري (هي أطباق تستخدم في المعامل والمختبرات) اللي ملاها بنموات بكتيرية، مليانة بنوع غريب من العفن. حاول "فليمنج" أن ينقذ بعض مستعمرات البكتريا، لكنه لاحظ أن المناطق اللي انتشر بها العفن الغريب، لا تنمو بها أي بكتريا، وبكدا اكتشف "فيلمنج" إزاي يتغلب فطر البنسلين على البكتريا، ويكتشف البنسلين سنة 1940 عشان تبدأ الخطوة الأولى في عصر المضادات الحيوية ودا أحد الأمثلة لأخطاء إيجابية جدا.. في كمان.. السكارين، أو التحلية الصناعية تم اكتشافها سنة 1879 من قبل "قسطنطين فالبيرج"، اللي كان يعمل محللاً لقطران الفحم. فبعد يوم طويل في المختبر، نسى "فالبيرج" أن يغسل يديه قبل تناول العشاء. التقط لفافة بجانبه ليمسح بها يديه ليجد أن طعم يديه أصبح حلوًا، رجع إلى المختبر ليجرب كل المواد اللي عنده ويكتشف في النهاية أن الجمع بين حمض سالفوبنزويك، وكلوريد الفسور والأمونيا، تنتج مادة حلوة المذاق زي السكر. سجل "فالبيرج" براءة اختراع السكارين في سنة 1884 وبدأ الإنتاج الضخم له خاصة أثناء الحرب العالمية الأولى، وقد أثبتت الاختبارات أن الجسم لا يمكنه حرق السكارين، عشان كدا الإنسان لا يحصل على السعرات الحرارية عند تناوله ودا اللي خلاه بديل جيد جدا لمرضى السكر.
الأمثلة الإيجابية كتير لأخطاء وصدف غيرت وجه التاريخ وفعلا
رب صدفة خير من.. ألف ميعاد
دمتم في أمان الله

إعلان