إعلان

عن أهمية دور تريزيجيه ووردة في المنتخب

عن أهمية دور تريزيجيه ووردة في المنتخب

كريم سعيد
09:39 ص الثلاثاء 27 مارس 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كريم سعيد

ربما لم تكن النتيجة النهائية للمنتخب الوطني في وديته أمام البرتغال بالسعيدة لنا، لكن تبقي المكاسب الفنية للجهاز الفني هي الأبرز، وسيأتي من أبرزها هذا المستوى الذي قدمه الثنائي محمود حسن "تريزيجيه" وعمرو وردة على وجه التحديد.
فمباراة البرتغال التي جاءت كبروفة مماثلة ومشابهة للقاء أوروجواي، أوضحت أن الأطراف ستكون أكبر الأسلحة التي يعتمد عليها أي منتخب في الوقت، سواء أكان عن طريق إرسال الكرات العرضية، أم عن طريق الاختراق العرضي.

فمثلاً البرتغال واجهتنا بطريقة لعب أقرب إلى 4-4-2 الصريحة بوجود الثنائي كريستيانو رونالدو وأندريا سيلفا كرأسي حربة، مع الاعتماد على كم هائل من الكرات العرضية، أرسلها رفائيل جاريرو من اليسار أو بيرناردو سيلفا من اليمين.

ويكفي العلم أن عدد الكرات العرضية التي نجح المنتخب البرتغالي في إرسالها من الطرفين كان 36 كرة عرضية أغلبها كان من الجهة اليمنى، الأمر الذي يجب تحليله من أجل العمل على تقليله إلى النصف على الأقل أمام أوروجواي إذا أردنا تحقيق نتيجة إيجابية وليس مجرد أداء مرضٍ أو مشرف.

وقد لعب المنتخب المصري بطريقة أقرب إلى 4-4-1-1 بنزول محمد صلاح كمهاجم متأخر قليلا (CF) عن رأس الحربة الصريح (ST) أحمد حسن "كوكا"، وكون جبهتين في كل طرف، فقام تريزيجيه بمساعدة عبدالشافي في اليسار، في حين تولى عبدالله السعيد الميل قليلاً لليمين لمساعدة أحمد فتحي، وهنا كانت المشكلة.

فدور عبدالله بالأساس مع النادي الأهلي هو اللعب في العمق بشكل أكبر، وبالتالي دوره الدفاعي يقتصر في النصف الأخير من ملعب المنافس في أغلب الأحوال اعتماداً على وجود ثنائي خلفه في خط الوسط، لكن عندما تقوم بوضع صانع الألعاب على الطرف أو الجناح، فهذا الدور ينحدر بشكل كبير بسبب عدم القدرة البدنية على الركض ثم الارتداد أكثر من مرة.

وهذا ظهر جلياً في شوط المباراة الأول، عندما ركز المنتخب البرتغالي على الجبهة اليمنى للمنتخب، التي كان الهجوم فيها على أحمد فتحي يصل إلى (3 على 1)، بصعود جاريرو وجواو ماريو إضافة إلى رونالدو، الأمر الذي جعل هذه الجبهة ملك البرتغال تماماً خلال أول 45 دقيقة.

إضافة إلى ذلك، مساعدة النني لفتحي لم تكن كاملة بالشكل الأمثل، ففي أوقات كثيرة كان لاعب خط الوسط يضطر إلى الوجود داخل عمق الملعب لغلقه، وبالتالي لم يكن لديه القدرة على الترحيل لليمين لمساعدة زميله.

الحل الأمثل جاء في الشوط الثاني عند دخول عمرو وردة، الذي أظهر أداءً بدنياً فوق الممتاز، أثبت فيه كمية تطور لا بأس بها على الإطلاق منذ مشاركته مع المنتخب في كأس الأمم الإفريقية العام الماضي.

الفترة التي شارك فيها وردة كجناح أيمن (RM) أمام فتحي، كانت الفترة الأفضل للمنتخب لسد الثغرة التي استغلها المنتخب البرتغالي، وهذا الأمر استمر فقط لحين نزول شيكابالا بدلاً من صلاح، وهو الأمر الذي أدى إلى دخول وردة كمهاجم صريح (ST) وبالتالي قلت مساعداته لفتحي.

أزمة الجهة اليمني لم تكن بنفس النسبة في الجهة اليسرى، التي بدأ فيها عبدالشافي وتريزيجيه معاً، وهذا يعود بكل تأكيد لقوة تريزيجيه الدفاعية وقدرته الفائقة في الارتداد، وهو الأمر الذي أضافه وردة للجبهة اليمني عند مشاركته.

وبنظرة بسيطة، يمكن رؤية الفائدة التكتيكية التي يمكن أن يقدمها تريزيجيه ووردة لطريقة لعب المنتخب، خصوصاً أمام أوروجواي، ما دام الواقع يقول إن أي طريقة لعب سيكون فيها عبدالله السعيد وصلاح ومهاجم صريح بين كوكا أو مروان محسن، سيكون الفريق وقتها خاسراً لـ3 لاعبين في الشق الدفاعي، علماً أن منتخب مثل أوروجواي سيهاجم بكل تأكيد بـ8 لاعبين تاركاً فقط ثنائي المساكين قرب خط المنتصف.

وبالتالي، سيكون لزاماً على المنتخب المصري غلق أطرافه بثنائي قوي بدنياً، في كل جبهة، وإذا أمنا بأن تريزيجيه وعبدالشافي حجزا الجهة اليسرى بشكل رسمي منذ الآن، يصبح الفريق بحاجة لثنائي مشابه على الطرف الأيمن، وهو الأمر الذي يمكن فقط لثنائية وردة وفتحي تحقيقه.

إعلان