إعلان

عبدالله السعيد.. ماذا فعلت بنفسك؟

عبدالله السعيد.. ماذا فعلت بنفسك؟

كريم سعيد
09:00 م السبت 17 مارس 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

"شوفلي شقة جنبك يا سعيد"، و"يا حبيبي يا عبدالله".. ربما تكونان من أكثر الجمل التي قيلت في التعليق الرياضي مؤخراً وارتبطت بأذهان الكثيرين، نظرا للمستوى الأكثر من رائع الذي قدمه عبدالله السعيد، خصوصا مع المنتخب الوطني، لكن يبدو أن عبدالله استكثر على نفسه هذا الوقت الطويل من الإشادة والثناء وقرر إجبار الجماهير المختلفة على تذكر اسمه بالأزمات فقط.

بدون أدنى شك، لم يكن وصول عبدالله السعيد خلال السنوات الثلاث الأخيرة للقب أفضل صانع ألعاب في مصر بالأمر الهين، فاللاعب حافظ على ثبات مستواه مع النادي الأهلي والمنتخب بطريقة تثير الإعجاب، إضافة إلى ابتعاده تماما عن الإدلاء بأحاديث خارج الملعب، فلم نكن لنسمع اسمه يتردد في مشكلة أو أزمة أو ما شابه.

وهذه المعطيات أجبرت الجميع على أن يشهد بأن عبدالله السعيد ليس فقط أفضل بلاي ميكر في مصر، بل وليس له بديل في الوقت الحالي من الأساس، خصوصا أن اللاعب الذي كان يفترض أن يكون خليفته، وهو صالح جمعة، فرط في هذا الأمر بسبب مشاكل وأزمات تحدث خارج المستطيل الأخضر.

وفي الوقت الذي ينهي فيه عبدالله موسماً أكثر من رائع مع النادي الأهلي ويستعد لجني ثمار تعبه مع المنتخب خلال بطولة كأس العالم المقبلة، يقوم بصعق ومفاجأة الجميع بتصرفات لا يمكن أن تصدر إلا من لاعب قليل الخبرة.

التصرفات التي أقصدها هنا، ليست فكرة الدخول في مفاوضات مع الغريم التقليدي لناديه، فكثير من لاعبي الأهلي وهم على ذمته تفاوضوا مع مسؤولين من الزمالك، والعكس صحيح أيضا، ولكن لم أر لاعباً يمكن أن يفكر في لحظة واحدة أن يحاول خداع مسؤولي الناديين معاً في وقت قصير وبشكل رسمي وموثّق بالصور!

لا شك أن من حق عبدالله السعيد التفاوض حول مستقبله واختيار ما هو أفضل له طالما كانت المدة المتبقية في عقده أقل من 6 شهور وهو أمر تم التأكيد عليه مراراً، ولكن أن يختار اللاعب بكامل إرادته التوقيع للمنافس المباشر لناديه على عقود رسمية ويوافق أيضا على التقاط الصور التذكارية لهذه اللحظة، ثم يعود بعدها بوقت قليل ليعكس البوصلة 180 درجة ويقوم بالتجديد لناديه، فهذا أمر يخرج تماماً خارج أمور المنطق والعقل!

كيف تصور عبدالله السعيد للحظة أن بمقدوره التلاعب بمسؤولي الزمالك أولاً ثم مسؤولي الأهلي، لكي يحصل على أكبر مقابل مادي ممكن؟ كيف له أن يتصور أن في عصر "السوشيال ميديا" سينجو بفعلته التي تلاعب فيها بمشاعر الجماهير هنا وهناك.

فبقراءة بسيطة لردود الأفعال الأهلاوية والزملكاوية على مواقع التواصل الاجتماعي، سنجد أن الأغلبية تنادي بإيقافه جزاء لما فعله، وهو الأمر الذي قد يحدث فعلا إذا ما تقدم مرتضى منصور بالعقود التي أظهرها في مؤتمره الصحفي والتي أكدت توقيع اللاعب لأكثر من عقد مع النادي الأبيض قبل أن يقوم بالتجديد الرسمي مع الأهلي.

والأكثر جنوناً في الأمر، أن هذه التصرفات تحدث قبل شهرين فقط من مشاركة المنتخب في المونديال والذي يعتبر الهدف الأسمى والأكبر لأي لاعب لكي يقدم فيه أفضل ما عنده أمام العالم كله. ولكن كيف لعبدالله أن يقدم أفضل ما عنده، بعدما تأكد ابتعاده عن المشاركة مع الأهلي خلال الفترة القادمة، وماذا سيفعل أمام أسئلة الصحفيين الذين سيقومون بتغطية معسكرات المنتخب؟ وماذا سيفعل أمام سيل الهجوم الجماهيري المتوقع والذي بدأ فعلياً على سوشيال ميديا؟
عبدالله السعيد.. ماذا فعلت بنفسك؟!

إعلان