إعلان

بابا الفاتيكان مخاطبا المغاربة: أنا آت كرسول سلام

10:26 ص السبت 30 مارس 2019

البابا فرانسيس زار الإمارات العربية المتحدة الشهر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن (بي بي سي)

يبدأ البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، يوم السبت زيارة لمدة يومين إلى المغرب، ,وقد وجه تهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان، والتواصل مع الجالية المسيحية هناك.

وكان البابا قد وجه خطابا للمغاربة قائلا فيه إنه سيسعد بمشاركة قناعاته معهم في اللقاء الذي من المنتظر أن يعقده بالرباط، مؤكدا على أن المسيحيين والمسلمين يؤمنون بضرورة احترام ومساعدة بعضهم في الحفاظ على الأرض "بيتنا المشترك".

وهذه هي الزيارة الأولى للبابا فرانسيس إلى المغرب، وجاءت تلبية لدعوة العاهل المغربي الملك محمد السادس، وكان الحبر الأعظم يوحنا بولس الثاني قد زار مدينة الدارالبيضاء عام 1985.

حوار الأديان والمهاجرون

وعبّر القس في كاتدرائية القديس بطرس بالرباط، دانييل نوريسا، عن سعادته بهذه الزيارة. وقال في حديث لـ بي بي سي: "أتوقع حضور عشرة آلاف شخص لقداس البابا الذي سيقام في المجمع الرياضي مولاي عبد الله بالرباط".

وأضاف: "نحن نستكمل الاستعدادات لاستقباله... ستكون تلك لحظة مؤثرة، إذ سيحضر القداس أيضا مواطنون مغاربة من أصدقاء الكنيسة."

ويشير القس نوريسا إلى أن زيارة البابا تأتي "ضمن سياسته الهادفة إلى التحاور مع الأديان والتقارب مع الجاليات المسيحية الموجودة في المناطق غير المركزية"، والتواصل مع المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء الأفريقية.

وجاء في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لسنة 2017 حول الحريات الدينية أن عدد الأجانب المسيحيين في المغرب يتجاوز 40 ألفا، منهم 30 ألفا من الطائفة الكاثوليكية. ويمثل المهاجرون الأفارقة من دول جنوب الصحراء الجزء الأكبر من هذه الجالية، بسبب موقع المغرب الجغرافي كمعبر بين قارتي أفريقيا وأوروبا.

ويمارس هؤلاء شعائرهم الدينية بحرية في الكنائس الموجودة في مختلف المدن المغربية. وتتعاون السلطات المغربية مع الكنائس المحلية بشكل وثيق لمساعدتهم على الاندماج، خاصة أن أعدادهم ارتفعت بوتيرة كبيرة في السنوات الأخيرة.

وتشمل أجندة البابا زيارة جزء من هذه الجالية، إضافة إلى لقاءات مع رجال دين مسلمين ومسيحيين.

مغاربة مسيحيون

وثمة أقلية من المغاربة الذين تركوا الإسلام واعتنقوا المسيحية في السنوات الأخيرة. ويخشى هؤلاء المجاهرة بدينهم أو ممارسة شعائرهم بشكل علني. ولا توجد بيانات رسمية حول أعدادهم، إلا أنها تقدر بالآلاف.

وينص الدستور المغربي على أن الإسلام هو دين الدولة، وأن الدولة تضمن لكل شخص ممارسة شعائره الدينية، إلا أن الكنائس لا تشجع من اعتنقوا المسيحية على الذهاب إليها خشية أن تتهم بممارسة التبشير. وهي تهمة قد تصل عقوبتها إلى السجن لثلاث سنوات.

كما يخشى معتنقو المسيحية من نظرة المجتمع، الذي تتبع الغالبية العظمى فيه تعاليم الدين الإسلامي السني، إضافة إلى أقلية يهودية تمارس شعائرها الدينية بكل حرية.

وقال أحد المغاربة الذين اعتنقوا المسيحية منذ حوالي عشر سنوات لبي بي سي إنه يأمل أن تساهم زيارة البابا في تسليط الضوء على قضيتهم، ومساعدتهم على الحصول على حقوقهم كمواطنين مغاربة مسيحيين.

وأضاف: "أملنا هو أن نتمتع بحقوقنا كمواطنين مغاربة. نأمل أن يُسمح لنا بالزواج الكنسي، وأن يدرس أبناؤنا الدين المسيحي، وألا يضطروا لدراسة عقيدة أخرى مختلفة عن عقيدتهم، وأن يُسمح لنا بالدفن في المقابر المسيحية، وأن نتمكن من حمل الإنجيل بكل حرية."

وكبديل للكنائس الرسمية، يمارس معتنقو المسيحية شعائرهم فيما يُصطلح عليه ب"الكنائس المنزلية".

وردا على مطالب معتنقي المسيحية بضمان حرياتهم كأقلية دينية، قالت النائبة في البرلمان المغربي أمينة ماء العينين: "ممارستهم لشعائرهم الدينية يكفلها الدستور، لأن الملك هو أمير المؤمنين وبهذه الصفة هو يكفل ممارسة الشعائر الدينية، وليس هناك أي تضييق عليها. لكن القانون لا زال يمنع عملية الإغراء التي تمارس على المغاربة لتغيير ديانتهم، أو ما يسمى قانونا بزعزعة عقيدة المسلم."

ويقول رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، عبد السلام بوغنبور، إن الأقلية المسيحية المغربية بدأت تظهر فقط في السنوات الأخيرة. "ويجب أن نفرق بين نوعين. هناك المسيحيون الأجانب الموجودون في المغرب، والذين يمارسون حرياتهم العقائدية بشكل عادي. وهناك المغاربة الذين اعتنقوا المسيحية، وفي الغالب لا يعترف بذلك سواء في منظومة الزواج أو نظام الإرث، إذ يتم في الأغلب فرض النظام الإسلامي بدلا من التمتع بحقهم الطبيعي ما داموا اعتنقوا ديانة أخرى."

ويضيف بوغنبور: "المنع المنهجي للدولة غير واضح، لكنها قد تكون ممارسة من قِبل بعض المسؤولين دون تنسيق مع الإدارة المركزية. الجانب الثاني هو منع غير منهجي يقوم به المجتمع".

ويحجم الكثير من المسيحيين المغاربة عن إخبار عائلاتهم والمحيطين بهم بأنهم اعتنقوا المسيحية، خشية ردود فعل المجتمع.

ويقول الباحث والمؤرخ المغربي محمد آيت لعميم إن "المسيحية كديانة انتشرت في منطقة المغرب وشمال أفريقيا ابتداء من القرن الثاني الميلادي. لكنها، على عكس اليهودية، لم تتوطن في بلاد المغرب. فمع دخول عقبة بن نافع في حوالي سنة 50 هجرية، ودخول الفاتحين إلى المغرب، بدأ يتقلص الوجود المسيحي. لكن استمر توافد المسيحيين إلى المغرب."

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: