إعلان

زوجان يربحان آلاف الدولارات من صور سفرهما حول العالم

11:42 ص الخميس 26 أكتوبر 2017

لندن (بي بي سي)
إذا كنت مستخدما لموقع انستجرام وحصلت على صفة مستخدم "مؤثر" بسبب كثرة عدد متابعيك، فإن ذلك قد يجعلك تربح كثيرا من المال، لكن ليس دون جهد كما يعتقد البعض.

لدى كوليت وسكوت ستولير ما يمكن وصفه بـ"المهنة الحلم"، فهما يسافران حول العالم لمدة ستة أشهر سنوياً، ويُدفع لهما لمجرد نشر ما لديهما من صور ومقاطع فيديو ورسائل نصية على حساباتهما الإلكترونية، وقنوات التواصل الاجتماعي.

وصفحة انستجرام الخاصة بها تشكيلة من الصور الملونة للحظات مميزة يقضيانها في رحلاتهما، سواء كانا يجدفان في قارب وسط مياه صافية، أو يطرقان الكؤوس، ويستمتعان بوقتهما في شرفات، أو يسترخيان على شواطئ رملية جميلة.

لكن كوليت تقول إن ما يحدث في الكواليس "ليس بهذا التألق الذي ترونه، فنحن نكون على الشاطئ فقط في انتظار اللحظات المناسبة من أجل التقاط الصور".

وتقول إنها رغم معرفتها بصعوبة أن يتعاطف معهما حبيسو المنازل، تعلم أيضا أن حصول الشخص على صفة "مؤثر" على وسائل التواصل الاجتماعي يتطلب جهداً حثيثاً، فهناك منافسة كبيرة على أموال التسويق هذه التي تدفعها تلك المنصات الاجتماعية.

ويتزايد عدد المستخدمين الذين يمكن وصفهم بالمستخدمين "المؤثرين" على وسائل التواصل الاجتماعي مثل ستولير، ممن لديهم عدد كبير من المتابعين وشركات تسعى للتربح من نجاحهم. وهذا المجال يزدهر بسرعة هائلة، لكن قلة من هؤلاء يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رزق لهم.

ويقول فيليب تريبينباخ، وهو رئيس قسم "المؤثرين" في شركة إدلمان للتسويق، إنه في حين يمكن للمستخدمين أصحاب لقب "الأفضل" أن يطلبوا أجوراً خيالية، إلا أن بعض من يوصفون بأنهم "جيدون" قد لا يحصلون على شيء أبداً. ويبلغ متوسط سعر المنشور الإلكتروني للمستخدم الذي ترعى شركة حسابه على الإنترنت نحو 300 دولار.

كوليت وسكوت اللذان يعيشان في لوس أنجليس ويبلغان من العمر 30 و34 عاماً على الترتيب يطلبان بنحو 2000 دولار على المنشور الإلكتروني، ويحصلان على 200 ألف دولار سنوياً أغلبها يعود كأرباح على الشركات الراعية.

لكن سكوت يقول "لا يحدث الأمر بهذه البساطة، بل هناك الكثير من الجهد، فعلى كل 50 فكرة نحصل على موافقة أو اثنتين، ويجب أن يكون عندك الصلابة والشغف لعمل ذلك".

وقد أطلق هذان الزوجان، اللذان عملا سابقاً كمدير هندسي، وكمنتجة إعلانات، حسابهما على انستجرام قبل عامين.

وبعد سبعة أشهر في رحلة حول العالم، كانا قد قررا القيام بها بالنقود التي ادخراها لشراء بيت ثانٍ، وبعد مشاهدة فيديو على الإنترنت حول إجازات التفرغ، وإدراكهما لتوسع عدد المتابعين لهما على مواقع التواصل، اتخذا قرارهما مع نهاية الرحلة بأن يحولا نمط حياتهما كرحّالة إلى مصدر رزق لهما.

والآن باتا يعملان مع شركات رحلات سياحية ومجموعات فندقية وغيرها للتخطيط للرحلات التي سيقومان بتوثيقها، ونشرها على حساباتهما الالكترونية.

النشر والربح
بدأ الزوج ستولر بإيجاد زبائن والعمل على عروض معينة مقابل الكتابة والتصوير الفوتوغرافي ومقاطع الفيديو لعطلاتهما، والآن عند عملهما مع جهات سياحية مثل الفنادق فهذا يتضمن دفع كافة مصاريف سفرهما إلى مواقع فريدة، إضافة إلى أجرهما مقابل ما يقدمونه من محتوى.

وتطلب بعض الشركات ببساطة أن يضعا صورهما التي التقطاها خلال تسلقهما الجبال قريباً من مدينتهما كاليفورنيا.

ويمكن للزبائن كذلك أن يطلبوا منهما عددا من المنشورات الإلكترونية وفقا لهذه التعاقدات مع الشركات على سبيل المثال، في حين يستطيع الزوجان أن يقررا ما سيكتبانه، ولهما حق اختيار الصور التي يريدان نشرها.

ويقول ستولير إن منشوراتهما، التي ترعاها شركات، تشكل حوالي 25 في المئة من كل منشوراتهما على وسائل التواصل الاجتماعي. والآن لا يزالان يقدمان عروضاً، كما تقوم شركات بدورها بتقديم طلبات، وهذا يعني أنهما في هذه الحالة يخططان رحلتهما على أساس طلبات الشركة، وليس حسب اختيارهما الشخصي.

وتقول كوليت "(أثناء السفر) نقضي غالبية وقتنا في التصوير، ونادراً ما نجد وقتاً خاصاً لأنفسنا، لكننا نستطيع في بعض الأحيان أن نضيف يوماً في نهاية الرحلة على حسابنا الخاص من أجل الاستكشاف".

الدخل المتوسط
وهناك زوجان آخران من عشاق السفر، هما كيت ويسلر وجي آر سويتشغراس، من جنوب كاليفورنيا. وقد وصل عدد المتابعين لهما على موقع انستجرام 150 ألف مستخدم، ويقومان بتوثيق مغامراتهما من خلال صور لهما وهما يسبحان في الخلجان، أو يمارسان التسلق في المتنزهات الطبيعية بالولايات المتحدة، أو يراقبان النجوم في الغابات.

وقد بدأ الزوجان، وهما في نهاية العشرينيات من عمرهما، تجربتهما كمستخدمين "مؤثرين" على موقع انستجرام في عام 2015، بعد ثلاث سنوات من السفر والترحال باستخدام شاحنتهما الصغيرة المجهزة للإقامة خلال الرحلات، والتي تعد بيتهما الثاني.

لكنهما أصبحا واقعيين سريعاً، إذ تقول كيت "لا يمكنك أن تعتمد فقط على بيع 150 ألف متابع للشركات، إلا إذا كانت كافة المنشورات الإلكترونية تحت رعاية شركة ما، أو إن كنت تريد أن تعيش على خط الفقر".

ولديهما الآن صفقة طويلة الأمد مع شركة مياه معدنية يلتزمان من خلالها بوضع مجموعة من الصور مرة في الشهر تمدهما بمبلغ يشكل نحو 10 في المئة من دخلهما.

ويأتي باقي دخلهما، الذي يصفانه بالمتوسط، من مبيعات قصصهما وملفات الصور الخاصة بهما على الإنترنت، بالإضافة إلى التصوير التسويقي لمنشورات العقارات، وكذلك كتيبات العمل.

وتقول كيت "استطعنا بناء علاقات حقيقية عبر الإنترنت على مدى سنوات مع أناس يحترمون فنّنا، ويرغبون في المزيد منه، لكن الشركات لا تدفع بشكل كافٍ مقابل ذلك".

ورغم أن العيش من خلال أن تكون مستخدما "مؤثراً" على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي ليس بالأمر السهل، فإن هذا المجال يتمدد بوتيرة سريعة، وليس هناك قواعد حازمة وسريعة تضبطه حالياً، خاصة في ما يتعلق بالأجور.

ومن الصعب قياس مدى فاعلية عملية التسويق التي يقوم بها المستخدمون "المؤثرون"، إذ توصلت دراسة أجرتها شركة راكوتين للتسويق إلى أن 38 في المئة من الشركات ذات الأسماء التجارية لا يمكنها معرفة ما إن كان نشاط المستخدمين "المؤثرين" بالفعل يجلب لها مبيعات كبيرة، وأن 86 في المئة من الشركات تعرف جيدا كيف يحسب المؤثرون أجورهم.

وعلى الرغم من هذا، فإن 75 في المئة يخططون لزيادة إنفاقهم على المستخدمين المؤثرين خلال العام القادم. وحسبما يقول تريبينباخ "إنه الغرب الجامح حالياً، فهل يمكن تحقيق الربح هكذا؟ نعم، بل وسيتزايد مصدر تلك الأموال. لكن إن كنت تريد حقاً أن تفعل ذلك، فعليك أن تكون متميزاً".

ويضيف "عليك أن تدفعني للوقوف من شدة الإعجاب بما تنشره على موقع انستجرام كل صباح عندما أستيقظ، وعليك أن تتنافس مثلاً مع المقاطع المصورة لابنة أخي وهي تمشي لأول مرة، وعليك أن تكون على نفس مستوى الزخم العاطفي لتتمكن من المنافسة".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: