إعلان

خصوصية الهواتف المحمولة أصبحت وهما كبيرا

09:17 م الثلاثاء 17 فبراير 2015

خصوصية الهواتف المحمولة أصبحت وهما كبيرا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن (بي بي سي)

هل يجدر بنا أن نشعر بالأمان من رفع صور "السيلفي" وغيرها من المعلومات الشخصية من هواتفنا على مواقع التواصل والتطبيقات بينما تبقى هويتنا مجهولة؟ الحقيقة غير ذلك، كما تقول الصحفية مولي كراين.

الهواتف الذكية غيرت حياتنا في مناح كثيرة. فهي تربطنا بالعالم عبر البريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، وهي ترشدنا إذا ضللنا الطريق، وتدلنا على المتاجر والخدمات القريبة منا. لكن هذا كله له ثمن، ولا يزال الجمهور غير مدرك لهذا الثمن على الإطلاق.

في عالم يشوبه القلق المتزايد من مسألة الخصوصية على شبكة الإنترنت، يقول خبراء الأمن إن الناس يفترضون أنه طالما كانت هوياتهم غير معروفة فهم مجهولون وفي مأمن. غير أن هناك دلائل تشير إلى أنه من الممكن الكشف عن هوياتنا بيسر كبير.

فقد أظهرت دراسة نشرت الأسبوع الماضي عن معلومات بطاقات الائتمان أن أربعة أنواع من المعلومات تكفي للربط بين الأشخاص وبين سجلات بطاقاتهم الائتمانية، من بينها نظام تحديد المواقع "جي بي إس" على هاتفك الذكي.

لذا، فإن ما يبدو أنه معلومات غير ضارة تشكل في الواقع أكبر خطر على خصوصية الفرد. فما الذي يمكن استقاؤه من ذلك، وكيف يمكن لك حماية معلوماتك الشخصية من الاختراق في المستقبل؟

ما هو نوع المعلومات التي تشكل خطراً على خصوصيتك؟

الوقت والتاريخ والموقع الجغرافي والرقم المسلسل لهاتفك الذكي هي العناصر التي يمكن بواسطتها رصد حركاتك وسكناتك. هذه الحزمة من المعلومات المتفرقة والمتنوعة يمكن ربطها مع بعضها لتصوغ في النهاية هويتك الشخصية. وتعرف هذه المعلومات بملفات "EXIP" للهواتف الذكية، أو ما يعرف أيضا بـ "ميتاداتا".

يرى الناس أن تتبع مكان تواجد الشخص هو أكثر الأخطار شيوعاً، وهو تطبيق يستخدم لتحديد مكانك بالضبط. على فيسبوك، يعرض عليك التطبيق تحديد مكان تواجدك كخدمة تختارها كلما كتبت منشوراً أو تحدثت من خلال برنامج المحادثات، إلا إذا عطلت أنت هذه الخدمة.

التتبع الجغرافي موجود كذلك في تطبيقات أخرى مثل انستغرام وتويتر، وهو يكشف عن مكان تواجد الأشخاص في الوقت الذي يعتقدون أنهم في مأمن من المتابعة.

كيف يمكن لهذه المعلومات الكشف عما أقوم به؟

في العام الماضي ألقي القبض على لص اسمه أشلي كيست في أعقاب نشره صورة "سيلفي" عبر هاتف ذكي كان قد سرقه. وعلى الرغم من أنه قام بتغيير الشريحة في الهاتف المسروق قبل تحميل الصورة على برنامج "واتس أب"، تعرف أصدقاء الضحية على الموقع الذي التقطت فيه الصورة، وقاموا بإبلاغ الشرطة.

في الآونة الأخيرة، فتح تحقيق في تطبيق "غرايندر" للهواتف الذكية والخاص بالعلاقات الجنسية لكشفه عن تفاصيل دقيقة عن مواقع تواجد مستخدمي هذا التطبيق.

الخبيران كولبي مور وباتريك وارديل من شركة "سيناك" للأمن الإلكتروني اكتشفا أنه إذا قام شخص بفتح ثلاثة حسابات شخصية منفصلة على ذلك التطبيق "غرايندر" وبحث عن مستخدم محدد، فإن كل حساب من الحسابات الثلاثة يمكنه توفير وسائل كفيلة بتحديد مكان المستخدم.

وهكذا فإنه بوضع كل المعلومات المتوفرة من الحسابات الثلاثة يمكن تحديد مكان المستخدم بدقة متناهية. وتقول شركة سيناك أيضاً إن تطبيقات العلاقات الجنسية الأخرى عرضة لنفس القضية لأنها تستخدم التقنية ذاتها.

لحسن الحظ، يقول خبير أمن المعلومات جراهام كلولي إنه يمكنك السيطرة على الموقع الجغرافي فى مواقع التواصل الاجتماعي من خلال ضبط التطبيقات على هاتفك الذكي. لكن المعلومات الأخرى (ميتاداتا) يمكن جمعها من هاتفك الذكي حتى لو استخدمته للقيام بأبسط الأشياء كأجراء مكالمة هاتفية.

ويقول كلاولي عن المعلومات التي تستقيها شركات الاتصالات الخلوية من مستخدميها: "هذه المعلومات ليست من قبيل التنصت على مكالماتك الهاتفية، ولكن ما يجمعونه هو معلومات عن الشخص الذي اتصلت به، كم هو طول المكالمة، والمكان الذي كنت فيه عندما أجريت تلك المكالمة."

لذا، حتى لو كانت المكالمة مخفية، فإنه بالإمكان ملء الثغرات، وهو ما يمكن أن يحمل مضامين غاية في الخطورة. يقول كلاولي: "إذا اتصلت بخدمة جنس هاتفية الساعة الثانية فجراً وتكلمت لمدة 18 دقيقة، لا أحد يعرف ما الذي دار الحديث بشأنه، لكن الناس يمكنهم الربط بين عدة أمور."

لكنني لم أشترك بهذه الخدمة، فهل هذا قانوني؟

في الواقع أنت اشتركت، والأمر قانوني فعلاً. ففي كل مرة تدخل فيها إلى موقع تواصل اجتماعي أو تستخدم خدمة إنترنت مجانية، مثل موقع فيسبوك، فإنك تختار بمحض إرادتك أن تكون كل حركاتك مرصودة بمجرد استعمالك لهذه الخدمة.

لسوء الحظـ، فإن الدخول إلى هذه المواقع والخدمات يترك وراءك كماً من المعلومات الشخصية المفصلة والتي يمكن بسهولة تجميعها لتشكل صورة متكاملة وواضحة عنك وعن هويتك.

مثلما لشركات الهواتف النقالة الحق في تسجيل المعلومات المختلفة "الميتاداتا" الخاصة بمكالماتك، تتمتع شركات التواصل الاجتماعي التي تستخدم خدماتها للتواصل مع المتابعين والأصدقاء بهذا الحق أيضا.

توضح شركة انستغرام في سياستها المتعلقة بالخصوصية ما الذي تفعله بالمعلومات الشخصية لمستخدميها بالنص تحت عنوان فرعي: كيف نستخدم المعلومات: "....لتزويد وتحسين واختبار ومراقبة مدى فعالية خدماتنا".

لكن الناس في العادة لا يقرأون ما تكتبه الشركات عن سياساتها، فحسب ما تقول مجموعة "ويتش" الخاصة بالمستهلك، فإن مجموع كلمات الوثيقة التي تتضمن سياسات وشروط شركة باي بال تبلغ 36 ألف و275 كلمة، أي ما يزيد في طوله عن مسرحية هاملت لشكسبير.

وفي العام الماضي، وجهت لجنة العلوم والتكنولوجيا التابعة لمجلس العموم البريطاني انتقادا لشركات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"لينكدان" لغموض وطول ما تنشره عن سياستها وشروطها، حيث وصف رئيس اللجنة ما تنشره إحدى هذه الشركات بأنه "هراء لا يعني شيئاً لأحد سوى لمحام تلقى تدريبه في الولايات المتحدة".

ما الذي يمكن لهاتفي أن يكشفه أيضاُ؟

يجد المشاهير والشخصيات العامة مسألة "الميتاداتا" مزعجة بشكل كبير. السنة الماضية، أصدرت هيئة سيارات الأجرة في مدينة نيويورك نشرة تضمنت معلومات عن كل طلب خدمة توصيل قدمته الهيئة خلال عام 2013 ، بما في ذلك أوقات تحميل الركاب وإنزالهم، والأماكن التي استقلوا منها سيارات الأجرة والأماكن التي أوصلتهم إليها، والمبالغ التي تدفع كأجرة أو كبقشيش، بما في ذلك سيارات التاكسي مموهة الهوية والترخيص.

وبمجرد نشر هذه المعلومات، تمكن انتوني توكر، وهو خريج جامعي يتدرب مع شركة نيوستار، من معرفة الأماكن التي يقصدها النجوم في نيويورك- مثل برادلي كوبر- بسيارات الأجرة، وبالتالي معرفة لماذا، وإلى أي مدى يكون أحدهم سخياً في إعطاء البقشيش.

لقد تمكن من ذلك بعد أن أدرك أن المصورين في العادة يلتقطون الصور للمشاهير لحظة صعودهم إلى تاكسي نيويورك الأصفر، وأن كثيراً من صورهم تظهر فيها الأرقام المميزة لكل سيارة تاكسي من هذه السيارات.

لحسن الحظ أنني لست من المشاهير، ولا أحد يلتفت لي

وثائق سيارات التاكسي يمكن أن تستخدم لتحديد مكان وجودك، إذا ما كنت قد ترجلت من التاكسي عند أحد أندية التعري، أو عند بيتك على سبيل المثال. على صعيد آخر، يمكن استخدام معلومات "الميتاداتا" لإلقاء الضوء على مزيد من المعلومات الخاصة المتعلقة بك.

الصحة العقلية لمستخدمي الهواتف الذكية يمكن تشخيصها من خلال تكرار المكالمات التليفونية، ومن خلال حجم استعمال الهاتف، طبقا لتقرير نشرته مجلة "إم آي تي تكنولوجي رفيو".

تطبيق جديد طورته كلية دارتموث يمكنه التعرف على الأشكال والعادات في معلومات المستخدم للهاتف كالإكتئاب، والشعور بالوحدة، والإرهاق الذهني. وبعد أن اختبر هذا التطبيق ببحث مسحي عن الحالة النفسية للطلاب، تبين أيضاً أن هناك علاقة بين نشاط المستخدم للهاتف وبين الدرجات التي يحصل عليها في الكلية.

إلى أي حد يمكنني أن أشعر بأنني مستهدف؟

تزداد فرص متابعتك وتتبع ما تقوم به كلما ازداد عدد الوسائل التي تستخدمها للتواصل. على صعيد شخصي، يمكن أن يكون القرصان شخصاً تعرفه، كأن يكون صديقاً أو شريك حياة يشعر بالغيرة عليك.

يقول كلاولي إن برمجيات التجسس تباع علناً عبر الإنترنت، ويمكن تطبيقها على بعض هواتف آبل التي تعمل بنظام التشغيل "آي أو إس" مفتوح المصدر (غير المرخص رسميا من الشركة) لمراقبة الأنشطة الأخرى لتلك الهواتف الذكية، مثل تحديد الموقع "جي بي اس" والمكالمات والرسائل النصية.

ويمكن لتلك الأجهزة التي تستخدم نظام التشغيل iOS لإنتاج تطبيقات جديدة غير مرخصة من أبل، أن تكون مفيدة للقراصنة الذين يريدون تحميل تطبيقات لا تعتمدها شركة أبل.

وعلى الرغم من أن تلك الأجهزة تروج للآباء والأمهات لمراقبة أولادهم، فهذا لا يعني أن هذا فقط ما تستخدم من أجله مثل هذه البرامج التجسسية. ثم أن هناك برمجية التعرف على الوجوه. وأكثر هذه البرمجيات شهرة هو برنامج "ديب فيس" الذي يستعمله موقع فيسبوك للتعرف على صور أصدقائك.

ويقول جون بوهانون في مجلة العلوم ساينس ماغازين، إن الحكومة الأمريكية تسعى كذلك إلى تطوير هذه التقنية بشكل أكبر، ورصدت أموالاً كثيرة للأبحاث الجامعية المخصصة لتطوير برمجية التعرف على الوجه. وبالطبع فإن الخشية تتزايد مما يعنيه ذلك لمسائل المراقبة والخصوصية.

ما الذي ينبغي أن تفعله الشركات ازاء ذلك؟

من المهم أن تدرك أنه عندما تستخدم وسائل الاتصال الاجتماعي، فإنك لست فقط المستهلك، ولكنك أيضاً البضاعة، أو المنتَج. لذلك فإنه أمر سلبي لشركات الاتصال الاجتماعي الآن أن تقوم بتغيير شكل وطريقة عملها لتناسب المستخدمين. رغم ذلك، هذا الأمر يفتح المجال أمام شركات أخرى لتخترع برمجيات يمكنها تمويه أو منع انتقال الميتاداتا الخاصة بك.

يجري الآن تطوير تطبيق يطلق عليه اسم "كاش كلوك" للتشويش على نظام جي بي إس الموجود في جهاز هاتفك الذكي، وذلك بأن يرسل إلى غوغل أو موقع Yelp عدة مسالك محتملة للطريق الذي تسلكه بدلاً من المسلك الذي تسير فيه في الحقيقة.

كلمات المرور ببصمة الصوت تعتبر كذلك شكلاً آخر من أشكال تقنية حماية الخصوصية. ومن الممكن أن تصبح البصمة الصوتية التي نستخدمها الآن في فتح شاشة هاتفنا الذكي، هي الوسيلة التي نستخدمها في فتح تقنياتنا المختلفة في المستقبل.

ما الذي يمكنني عمله إذا شعرت بالقلق؟

لحسن الحظ، توجد أشياء كثيرة يمكنك عملها للتقليل من كمية الميتاداتا التي تنشرها. أبسط الحلول هو أن تذهب إلى ضبط الخصوصية في هاتفك الذكي، وتختار أياً من التطبيقات التي ترغب أو لا ترغب في استخدامها لتفعيل خدمة المعلومات عن موقع وجودك.

ونتيجة لذلك، تصبح خاصية "السماح بتحديد الموقع" فعالة فقط مع كل تطبيق من التطبيقات التي تختارها أنت. وبإمكانك أيضاً أن تلغي خدمة تحديد موقعك كلية، لكن ذلك يمنعك من الاستمتاع ببعض الخدمات التي يوفرها هاتفك الذكي مثل الخرائط.

بالنسبة للتواصل الاجتماعي، يمكنك تخصيص حساباتك في تطبيقات مثل فيسبوك، وانستغرام، وتويتر بحيث يمكن لأصدقاءك وحدهم الاطلاع على ما تنشره.

فعلى فيسبوك مثلا، يمكنك تفعيل خاصية "مراجعة المنشورات التي يضع عليها الأصدقاء إشارة تنبيه لك قبل أن تظهر على صفحتك؟" لتمنع ظهور أي شيء على صفحتك بدون موافقتك.

ولا تنس أن تغلق خاصية التنبيه الجغرافي على فيسبوك، والتي يمكنك أن تجدها ضمن قائمة (ستيتس) وداخل برنامج المحادثات "الماسنجر" بحيث يمكنك إغلاقه أو فتحه حسب رغبتك.

تذكر القاعدة الجوهرية التالية: إذا لم ترغب في وصول معلومات مثل صورك إلى أيد غير مرغوب فيها، فلا ترسلها من الأساس.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: