إعلان

نهاية تميم

04:35 م الثلاثاء 06 يونيو 2017

أمير قطر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تحليل إخباري بقلم محمد سمير فريد:
مع إعلان البحرين والإمارات والسعودية ومصر قطع العلاقات مع قطر وإعلانهم إجراءات تحاصر الإمارة الصغيرة براً وبحراً وجواً، بدأ العد التنازلي الرسمي لسقوط نظام تميم في الدوحة - أيا كان شكل هذا السقوط-.

وبعد محاولات عديدة بذلتها مصر للإشارة لدور قطر في دعم الإرهاب، نفذ صبر السعودية والإمارات والبحرين من تصرفات الدوحة.. وهو ما يتضح في البيان السعودي الذى أعلنت فيه قطع العلاقات مع قطر والذى جاء فيه نصاً أن السعودية "منذ عام 1995 بذلت واشقائها جهوداً مضنية ومتواصلة لحض السلطات في الدوحة على التزام تعهداتها (...) والتقيد بالاتفاقات إلا أن هذه السلطات دأبت على نكث التزاماتها الدولية وخرق الاتفاقات التي وقعتها (...)"

ويتضح من هذا البيان أن صبر الرياض على الدوحة بدأ منذ عام 95 ، وهو العام الذى شهد انقلاب والد أميرها الحالي تميم على والده والإطاحة به من الحكم، الذى دشن سياسة قطر المغرورة التي لا تتناسب مع حجمها ودورها .

وكان تهور وغرور هذه السياسة القطرية في الأيام الأخيرة هو "القشة التي قصمت ظهر الدوحة" .. عندما نقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية تصريحات لأميرها تدعم إيران بعد القمة الإسلامية الأمريكية في الرياض.. وتطعن في أساس ما توصلت اليه القمة من تعهدات بوقف تمويل الإرهاب.. واستهان فيها بمواقف مصر والسعودية والإمارات المعادي للإرهاب ..كما استهان الأمير المغرور كذلك بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلاً عنه إن ادارته مؤقتة ويعاني من التحقيقات التي يواجهها في بلاده.

ورغم محاولات نظام الدوحة التنصل من تصريحات أميرها بالادعاء تعرض موقع وكالتها الرسمية للقرصنة .. إلا أن أحدا لم يصدق هذه المزاعم، خاصة أنها تناسبت مع تصريحات رسمية أخرى للأمير – لم ينفها أحد – حول رغبته في تعزيز العلاقات "العريقة والتاريخية والوثيقة مع إيران أكثر مما مضى" في اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.. فضلاً عن أن مواقع قطرية أخرى نشرت كاريكاتيرات مسيئة للعاهل السعودي.." وربما يكون آخر مشاهد الرعونة القطرية استضافة تميم لداعية الإرهاب يوسف القرضاوي على الإفطار مساء أمس واحتفائه به في صور رسمية بثتها وسائل الإعلام القطرية.. وهو الأمر الذى يذكرك بالطفل الذى يخرج لسانه لأهله عندما يعاقبونه ويقول لهم "ماوجعتنيش."

وما يؤكد أن نظام تميم في طريقه السريع للزوال "الضوء الأخضر" الأمريكي الذي أشار به وزير خارجيتها ريكس تيلرسون بعد دقائق من إعلان قطع العلاقات مع قطر، إذ اكتفى تعليقاً على هذه الخطوة الحاسمة لمستقبل النظام القطري بتأكيده أن هذه الخطوة لا تمثل أي تهديد لمحاربة داعش ودعا دول مجلس التعاون إلى حل خلافاتها.

وكان الموقف الأمريكي من قطر بدا اكثر وضوحاً في تصريحات لنائبة مستشار الأمن القومي الأمريكي ديناباول نقلتها شبكة "سكاي نيوز" في الأول من يونيو الحالي طالبت فيها الدوحة ضمنياً بوقف تمويل الإرهاب، وقالت "يتعين على قطر الالتزام بما وقعت عليه في قمة الرياض بإنشاء آلية للرصد والتحقق من عدم تمويل منظمات متطرفة". وأضافت في إشارة واضحة كاشفة للموقف القطري: "كان انجاز لنا في الولايات المتحدة أن نجعل حكومة قطر توقع على هذا التعهد، فقطر، تلك الإمارة الصغيرة في الجزيرة العربية، كانت دوما متمردة على أي ترتيبات تتصل بمكافحة الإرهاب ".

المسمار الأخير في نظام تميم، سيتم دقه من داخل قطر، حيث انتشرت أمس صور تظهر للمرة الأولى في الإمارة التي يتمتع مواطنوها بأحد أعلى الدخول في العالم، حيث بدت المحلات التجارية الكبرى خاوية من البضائع بعد أن تدفق السكان عليها خوفا من توابع الحصار الناتج عن اغلاق المنفذ البرى الوحيد لقطر على الحدود مع السعودية والذى كان يأتي عن طريقه جزء كبير من السلع يومياً.. بالإضافة إلى إغلاق الحدود البحرية والجوية مع السعودية والإمارات والبحرين مما لم يجعل لقطر سوى منفذ وحيد بحرى عن طريق الخليج العربي.. واخر جوي عبر الخليج أيضاً يمر بعده من ايران وبعدها تركيا .. وهو الأمر الذى سيؤدى لخسائر كبيرة للشركات الجوية الوطنية نتيجة لزيادة طول المسار وازدحامه.

وقد بدا مردود هذا الحصار اقتصادياً عبر الهبوط الكبير الذى شهدته البورصة القطرية امس وانخفاض قيمة الريال القطري.. إلى جانب الارتفاع الكبير في الأسعار نتيجة زيادة الطلب على المعروض.. وبالتالي قد يتعرض القطريون لتضخم لم يشهدوا مثله من قبل.

وتؤدى هذه الأسباب المتعددة إلى نتيجة واحدة هي نهاية نظام تميم وهو الأمر الذى قد يتم عبر عزل الأمير القطري في حلقة جديدة من مسلسل الانقلابات التي تشهدها الإمارة طوال تاريخها القصير – وهو السيناريو الأقرب إلى الواقع وقد يحدث خلال ايام او اسابيع وفق قدرته على تحمل الحصار السياسي والاقتصادي.. أو قد يتم عبر تخلى الأمير عن سياساته المتهورة وتقديمه ضمانات بوقف تمويل ودعم الإرهاب والتخلي عن ايران وحلفائه من الجماعات الإرهابية التي يستضيفها في بلاده أو المنتشرة في مختلف الدول العربية – وهو السيناريو المستبعد حدوثه نتيجة لغرور الأمير الذى سيدفع شعبه فاتورة سياساته المتهورة .

فيديو قد يعجبك: