وزير الأوقاف: الإسلام غني بالإشارات الواضحة في الحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث

كتب- محمود مصطفى:

تصوير- محمود بكار:

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن ​كل ما يحقق مصالح البلاد والعباد مصلحة معتبرة شرعًا، وكل ما يؤدي إلى ضرر أو مفسدة فدفعه واجب شرعًا.

وأضاف خلال كلمته في مؤتمر جامعة الأزهر الدولي للمناخ، السبت، بمركز المنارة للمؤتمرات بالتجمع الخامس، أن الإمام الشاطبي (رحمه الله) قال أنه المعلوم أن الشريعة شرعت لمصالح العباد، فالتكليف كله إما لدرء مفسدة، وإما لجلب مصلحة، أو لهما معًا، والمحظور إنما هو الإتيان بخلاف مقاصد الشرع .

واستشهد الوزير بقول ابن القيم (رحمه الله)، إن الشريعة مبناها وأساسها مصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمة كلها، فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور, وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث، فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل, فالشريعة عدل الله تعالى بين عباده, ورحمته بين خلقه, وظله في أرضه.

وأكد وزير الأوقاف، أن ما عليه أهل العلم والاختصاص أنه مفسدة، فدرؤه وتجنبه واجب شرعي ووطني.

وأشار إلى أنه في الحديث عن التفاصيل نجد كثيرًا من الإشارات الدينية الواضحة في الحفاظ على البيئة، حيث كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) ينهى أصحابه وقواد جيوشه أن يحرقوا زرعًا أو أن يقطعوا شجرًا أو نخلًا ، كما نهى (صلى الله عليه وسلم) عن تلويث البيئة بصفة عامة والماء بصفة خاصة، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : "اتَّقوا اللَّاعِنَينِ ، قالوا: وما اللَّاعنانِ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ الَّذي يتخلَّى في طريقِ النَّاسِ أو ظلِّهِم" ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : "اتَّقوا الملاعنَ الثَّلاثَ البَرازَ في المواردِ وقارعةِ الطَّريقِ والظِّلِّ" .

ولفت إلى أن القرآن الكريم نهى نهيًا صريحًا عن الضجيج الصوتي متضمنًا النهيَ عن ما يعرف في عالمنا المعاصر بالتلوث السمعي، حيث يقول الحق سبحانه على لسان لقمان (عليه السلام) في وصيته لابنه : "وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ".

وأشار إلى أن كل ما يقرر أهل العلم أنه ضار بحياة العباد ومصالح البلاد ففعله مفسدة، ودرؤه مصلحة واجبة بل محتمة، وعلى كل منا أن يؤدي دوره وواجبه تجاه وطنه والإنسانية في سائر القضايا المتعلقة بحياة الناس وتحقيق أمنهم وأمانهم في مختلف المجالات وفي مقدمتها بالطبع قضية تغير المناخ وتحدياتها.

وأكد أن الدولة المصرية تقوم بدور رائد في مجال حماية البيئة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر ووضع التغيرات المناخية في الاعتبار في جميع خططها المستقبلية، وتبذل جهودا كبيرة مع الشركاء الدوليين في هذا المجال.​