"كنزي السيد".. من "أكتوبر" لـ"أطفيح" بلا دراسة

كتبت – يسرا سلامة:

أمام مبنى محافظة الجيزة، حملت بسنت عبد الواحد أوراق ابنتها كنزي، التي تخطت عامها السادس، ولم تذهب لأية مدرسة حتى الآن، رغم استقرار رفقائها بالعام الثاني من مرحلة رياض الأطفال KG 2، فيما للطفلة مقعد بأحد المدارس بأطفيح، على بعد مسافة تُقدر بالساعتين ونصف من منزل أسرتها بأكتوبر.

تأمل الأم بأن يعدل محافظ الجيزة عن قراره، بوقف التحويلات بالمدارس التجريبية، رغم الوعود التي صدرت لأولياء الأمور العام الماضي، بتحويل أطفالهم في مدارس بمناطق سكنية أقرب، لكن أزمة المدارس التجريبة لعدم وجود أماكن لا تزال قائمة حتى هذا العام الدراسي.

"كنزي حمدي السيد" بموجب الأوراق مُسجلة على مدرسة "مصطفى القياتي خليل" بمركز أطفيح، إلا إنها لم تذهب إليها سوى مرة واحدة بصحبة أهلها عند تقديم الأوراق، فيما ظلت طوال العام الدراسي بجانب والدتها بالمنزل دون تعليم. أسرة كنزي دفعت مصروفاتها الدراسية بحوالي 900 جنيه، دون يوم دراسي واحد، بحسب الأم.

"المكان ريفي وبعيد عن المدينة، ومفيش باص، ومش هسفر بنتي ساعتين ونص رايح وجي كل يوم، طب إزاي؟".. تقولها الأم، فيما تقف أمام محافظة الجيزة بجوار قرابة 50 سيدة أخرى، كل منها تحمل قصة شبيهة، عن طفل أو طفلة، لا يجدن مكانًا بالمدارس التجريبية في نطاق مدينتهن، ومسجلين على أماكن أبعد؛ لعدم إتاحة أمكان للأطفال، وزحام الفصول.

أشارت الأم بسنت لما اضطر أيضًا أولياء أمور آخرين العام الماضي، بتزوير عقود سكنية، وذلك لإلحاق أطفالهم بمدارس التجريبي بالجيزة، لكن العقد المزور لم يُفلح كذلك في توفير مكان لـ"كنزي"، التي يستعد من في سنها للعام الدراسي الأول بالمرحلة الابتدائية. محافظ الجيزة كمال الدالي كان قد أصدر قرارا الأسبوع الماضي بوقف التحويلات بالمدارس التجريبية.

"التحويلات كمان عشان لم الشمل، فيه أسر ليها أطفال في التجريبي، طفل في مدينة وطفل في مدينة تانية، فين مبدأ لم الشمل؟".. تتابع الأم لـ"مصراوي"، فيما يقدم الأهالي مبادرات لمساعدة المدارس لتجهيز فصل إضافي "قولنا للمحافظة ممكن نوفر برفانات داخل الفناء كحل بديل، أو ندفع فلوس، وبثينة كشك مدير المديرية وعدت بفتح أماكن الإداريين غير المستغلة، لكن محصلش"، تتابع والدة كنزي.

في صباح أمس الخميس، ذهبت خمس سيدات من الأمهات لمكتب محافظ الجيزة، وذلك لتقديم مطلبهن بشكل رسمي، لم يتسن لهن لقاء المحافظ "قالوا مسافر"، تقول الأم، فيما وصل للأمهات بالوقفة وصول فاكسات من المحافظة إلى المديريات التعليمية، بعدم قبول أي تحويل، بحسب بسنت "عرفنا من الموظفين، والسنة الجديدة داخلة علينا، هنعمل إيه؟"، تتساءل الأم.

بمنطقة الشيخ زايد، تتواجد عدد من المدارس التجريبية، الأقرب لها المدرسة الصينية للغات، لكن لا ترغب الأم في مدرسة بعينها لابنتها، لكن أي مدرسة بنطاق المدينة أهون من المدرسة بأطفيح، تردف بسنت "كنزي المفروض أولى ابتدائي، لكن لو ما اتحولتش فهتتصعد للسنة دي في نفس المدرسة، وهيكون صعب جدا إنها تروح". يعتزم أولياء الأمور القيام بوقفات متعددة أمام المحافظة أو المديرية قبل بدء العام الدراسي، حتى تشفي محافظة الجيزة رمقهم بقرار الموافقة على التحويلات بالمدارس التجريبية.

اقرأ أيضا:

المدارس التجريبية في الجيزة.. أزمة تحتاج "إمضاء" محافظ