إعلان

في ذكرى وفاة الصحابي حُذيفة بن اليمان.. تعرف على قصة نقل رفاته قبل 86 سنة

07:54 م الأحد 14 أكتوبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه :

يجعل الله سبحانه وتعالى في عباده عبراً وآيات، فيجري بعض الكرامات التي تدل على قدرته وفضل هذا الشخص.
واليوم يرصد مصراوي في هذا التقرير حادثة عجيبة وقعت عام 1932 في العراق، وتحديدًا في منطقة المدائن عند نهر دجلة، حيث قبر الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان حافظ سر النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذي تحل ذكرى وفاته اليوم 5 صفر للعام 36 هجريا.

ما حدث أن نهر "دجلة" قد ارتفع منسوبه ليطال قبر الصحابيين الجليلين حذيفة بن اليمان وعبدالله بن جابر الأنصاري رضي الله عنهما وكان ذلك في عام 1932 ميلاديًا، وينقل د. محمد جميل الحبال، الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ما يرويه سادن مرقد سيدنا سلمان الفارسي أن والده كان أيضاً سادن القبر ومن الصالحين، وقد رأى بمنامه في عام 1932 رؤيا أن سيدنا حذيفة بن اليمان أتاه في المنام يشكو الغرق، وكان قبر الصحابيين الجليلين حذيفة والأنصاري على ضفة نهر دجلة، وحين زار قبرهما وجد أن مياه النهر باتت تأكل من جرف القبرين، وأنهما مُهدّدان بالإنجراف مع النهر.
على الفور قام بإبلاغ الشيخ نجم الدين الواعظ مفتي الديار العراقية حينها، والذي قام بدوره بإبلاغ الملك غازي بما حدث، فانتدب مهندسًا من الأوقاف للكشف على القبر وأكد في تقريره أنه معرض لخطر التجريف، ونصح بضرورة نقلهما.
وما أن وصل التقرير إلى الملك غازي حتى أصدر أمرًا بنقل جثماني الصحابيين حذيفة بن اليمان وعبدالله الأنصاري رضي الله عنها إلى جوار قبل سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه.
وتمت مراسم النقل في موكب مهيب حضره الملك غازي بنفسه ومفتي الديار العراقية، اللذان حضرا فتح القبرين الشريفين وتم تشييعهما في موكب عسكري جرى تشييع عسكري، وبحضور حشد كبير من المواطنين.

وهنا تحدث المعجزة التي تدل على علو قدر الصحابيين الجليلين، وقد رواها من حضر مراسم نقلهما ويتداولها أهل منطقة "المدائن" في العراق إلى يومنا هذا.
فعند فتح القبرين لاحظوا أن جسدي الصحابيين حذيفة بن اليمان (الذى أسلم الروح الطاهرة لبارئها في العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن، وذلك بعد مَقْتلِ عثمان بن عفان بأربعين ليلة) وعبدالله بن جابر الأنصاري (الذي استشهد في معركة القادسية) مازالا على وضعهما كأنهما دفنا اليوم، بل أن الدم مازال طرياً، وكان أحد الجسدين فيه جرح بيده مشدود بقطعة قماش والدم موجود عليها كأنه مجروح قبل يومين، وكانت رائحة الجسدين رائحة زكية عطرة.
وتم دفن الجسدين الشريفين بجوار قبر سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنهم جميعًا في مدينة "المدائن"، جنوب شرقي بغداد، بالمسجد المعروف باسمه، ويذكر ابن جرير في تاريخه أن: "سلمان الفارسي رضي الله عنه صار واليًا على المدائن عام 638م، ويتألف مبنى جامع ومرقد سلمان الفارسي من ثلاث أبنية أحدها هو البناء الرئيسي الذي يضم رفات سلمان الفارسي رضي الله عنه، أما الثاني فيضم رفات الصحابي حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، ويقابله مبنى رفات عبدالله بن جابر الأنصاري رضي الله عنه وكذلك قبر طاهر بن الإمام محمد باقر عليه السلام، وهو ملاصق لمبنى ضريح سلمان الفارسي. والجامع واسع كبير وملاصق لمبنى ضريح سلمان الفارسي من الجهة الثانية".

وكان الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يعرف بحافظ سر الرسول، حيث إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان قد أسَّر له بأسماء كافة المنافقين المحيطين بهم ولم يفش بهذا السر لأي كان وهذا هو شأن كل حافظ لسر. وكان الخليفة سيدنا عمر بن الخطاب عندما يريد أن يصلي على أحد أموات المسلمين يسأل عن حذيفة وهل هو من ضمن الحاضرين للصلاة وذلك خوفا منه بالصلاة على أحد المنافقين وكان عمر يسأل حذيفة : أفي عمالي منافق؟ قال: نعم قال: من؟ قال : لا أخبرك فحصل ذات يوم جدال بين عمر وأحد العمال فطرده وبعد مرور الأيام عرف أنه هو المنافق.

ولمّا نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً، فقيل: "ما يبكيك ؟" فقال: "ما أبكي أسفاً على الدنيا، بل الموت أحب إليّ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ". ودخل عليه بعض أصحابه، فسألهم: "أجئتم معكم بأكفان ؟" قالوا: "نعم" قال: "أرونيها" فوجدها جديدة فارهة، فابتسم وقال لهم: "ما هذا لي بكفن، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص، فاني لن أترك في القبر الا قليلاً، حتى أبدل خيراً منهما، أو شراً منهما" ثم تمتم بكلمات: "مرحباً بالموت، حبيب جاء على شوق، لا أفلح من ندم" وأسلم الروح الطاهرة لبارئها في 5 صفر أيام في العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن، وذلك بعد مَقْتلِ سيدنا عثمان بن عفان بأربعين ليلة.

أما الصحابي عبدالله بن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجي السلمي من بني سلمة، فكان أبوه الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو الذي استشهد في غزوة أُحد.
وكان ممن أسلم مبكرًا وهو أحد الستة الذين شهدوا العقبة وذلك حينما لقي رسول الله عند العقبة نفرًا من الأنصار، كلهم من الخزرج فدعاهم رسول الله إلى الإسلام، فأسلموا ثم رجعوا إلى المدينة فدعوا إلى الإسلام ففشا الإسلام فيها حتى لم تبق دار إلا وقد دخلها الإسلام.

فيديو قد يعجبك: