إعلان

أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها

02:25 م الثلاثاء 16 أبريل 2013

نسبها رضي الله عنها 

هي أم المؤمنين زينب بنت جحش بن رئاب بن عمير بن صبرة بن مرة ابن كبير بن تمنم بن دودان بن أسد بن خزيمة وأمها: أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم والزينب هو شجر حسن المظهر طيب الرائحة وكانت تكنى أم الحكم.

اسلامها وهجرتها رضي الله عنها 

أسلمت زينب مع أهلها وتحملوا الاذى في سبيل الله حتى اذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم بالهجرة فهاجروا الى المدينة وتركوا بيتهم في مكة خاليا فأخذه أبو سفيان فذكر عبد الله بن جحش ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: الا ترضى يا عبد الله ان يعطيك الله بها دارا في الجنة خيرا منها.

زواجها رضي الله عنها من زيد رضي الله عنه 

كان زيد بن حارثة من أعظم وأحب الصحابة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تبناه وادعاه واصبح اسمه زيد بن محمد - وذلك قبل ان تنزل الآيات (ادعوهم لآبائهم)- فراه رسول الله صلى الله عليه وسلم كفء لابنة عمته فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد وكانت قد نزلت الآيات وما كان لمؤمن او مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان تكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا وقبلت السيدة زينب رضي الله عنها على مضض لأنها كانت تراه دونها في الشرف فهو مولى ولكن الحياة بينهما لم تكن مستقرة لذلك فشكا زيد رضي الله عنه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب ان يأذن له في فراقها ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: اتق الله وامسك عليك زوجك.

زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم 

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم انه لابد من مفارقتها وان الله تعالى سيزوجه صلى الله عليه وسلم اياها ليبطل التبني وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد في نفسه من ذلك ويستحي ان يقال عليه صلى الله عليه وسلم تزوج زوجة ابنه او قد خاف صلى الله عليه وسلم من المنافقين واليهود ان يقولوا للمسلمين تزوج زوجة ابنه بعد نهيه عن نكاح حلائل الابناء فيفتنوا المسلمين فعتبه الله تعالى في ذلك ونزهه عن الالتفات اليهم فيما احله الله له لان الحكمة وراء هذا الزواج – وهي ابطال التبني - كانت أهم واعمق من هذا التفكير فأنزل الله تعالى : {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا} فأوضحت الآية جليا حكمة هذا الزوا.

ولما انقضت عدتها رضي الله عنها قال رسول الله لزيد: اذكرها اي فانطلق زيد الى زينب حتى اتاها وهي تخمر عجينها قال: فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما استطيع ان انظر اليها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها فوليتها ظهري ونكصت على عقبي فقلت: يا زينب ارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك قال: ما انا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي فقامت الى مسجدها ونزل القران وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير اذن وعن ثابت عن انس رضي الله عنه قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أولم على امرأة من نسائه ما أولم على زينب فانه ذبح شاة.

وكانت حقا كما قالت رضي الله عنها: انا اكرمكن وليا واكرمكن سفيرا زوجكن اهلكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات فكانت رضي الله عنها وليها الله تعالى وسفيرها جبريل عليه السلام.

الحجاب 

قال أنس رضي الله عنه: بني على النبي صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش بخبز ولحم فأرسلت الى الطعام داعيا فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون ثم يجيء قوم فيأكلون ويخرجون فدعوت حتى ما أجد احد ادعو فقلت: يا نبي الله ما اجد احد ادعوه قال: فارفعوا طعامكم وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق الى حجرة عائشة فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله فقالت: وعليك السلام ورحمة الله كيف وجدت اهلك بارك الله لك؟ فتقرى حجر نسائه كلهن يقول لهن كما قال لعائشة ويقلن له كما قالت عائشة.

ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم فاذا ثلاثة رهط في البيت يتحدثون وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحياء فخرج منطلقا نحو حجرة عائشة فما ادري اخبرته ام اخبر ان القوم خرجوا فرجع حتى اذا وضع رجاه في اسكفة الباب داخلة واخرى خارجة أرخى الستر بيني وبينه وانزلت اية الحجاب متفق عليه واللفظ للبخاري

واية الحجاب هي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا}... [الأحزاب : 53] فكان من كرامات السيدة زينب رضي الله عنها ان اية الحجاب نزلت بسببها وفي صبيحة يوم عرسها.

زينب رضي الله عنها في بيت النبوة 

قالت عنها السيدة عائشة رضي الله عنها: ولم ار قط خيرا في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي يتصدق به الى الله عز وجل.

وقالت السيدة عائشة ايضا: لو تكن واحدة من نساء النبي تناصيني غير زينب - وتناصيني أي تنازعني وتباريني- .

وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش رضي الله عنها ويشرب عندها عسلا فتواصيت انا وحفصة إذا دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلتقل: اني اجد منك ريح مغافير أكلت مغافير؟ فدخل على احداهما فقالت له ذلك فقال: لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له فنزلت: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}.. والمغافير : هو طعام حلو المذاق كريه الرائحة.

وكانت السيدة زينب رضي الله عنها تقول: انا أكرمكن وليا وأكرمكن سفيرا: زوجكن أهلكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات.

زينب رضي الله عنها و حديث الافك 

رغم هذا التنافس على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان السيدة عائشة تذكر موقف السيدة زينب النبيل في قضية الافك هذه المحنة العصيبة التي تعرضت لها السيدة عائشة فتروي السيدة عائشة وتقول: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش عن أمري 

فقال لزينب: ماذا علمت او رأيت؟ 

قالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت الا خيرا 

قالت عائشة: وهي التي كانت تساميني من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع

عبادتها رضي الله عنها 

كانت زينب رضي الله عنها عابدة خاشعة قوامة صوامة كثيرة التصدق لوجه الله تعالى فعن عبد الله بن شداد الليثي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب: ان زينب بنت جحش أواهة.

فقال رجل: يا رسول الله ما الأواه؟ 

قال صلى الله عليه وسلم: الخاشع المتضرع ثم تلا صلى الله عليه وسلم ان ابراهيم لحليم أواه منيب

وتقول عنها السيدة عائشة رضي الله عنها: لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى والأرامل

وتقول عنها ايضا: يرحم الله زينب بنت جحش لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف ان الله عز وجل زوجها نبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا ونطق بها القران.

وكانت أم سلمة تقول عنها: كانت زينب لرسول الله صلى الله عليه وسلم معجبة وكان يستكثر منها وكانت صالحة قوامة صوامة صناعا وتتصدق بذلك كله على المساكين.

وقال عنها الذهبي رضي الله عنه: كانت من سادة النساء دينا وورعا وجودا ومعروفا

وفي حديث عائشة رضي الله عنها ان بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن للنبي صلى الله عليه وسلم : أينا أسرع بك لحوقا ؟ 

قال: أطولكن يدا فاخذوا قصبة يذرعونها فكانت سودة أطولهن يدا فعلمنا بعد انها كانت زينب طول يدها الصدقة وكانت اسرعنا لحوقا به وكانت تحب الصدقة.

وفي رواية عن السيدة عائشة ايضا: قال رسول الله: اسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا فكنا اذا اجتمعنا في بيت احدانا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم نمد ايدينا في الجدار نتطاول فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش ولم تكن باطولنا فعرفنا حينئذ ان النبي انما اراد طول اليد بالصدقة وكانت زينب امرأة صناع اليدين تدبغ وتخرز وتتصدق في سبيل الله.

وفي الصحيح ان عمر بن الخطاب أمير المؤمنين ارسل اليها عطاءها اثني عشر الفا فجعلت تقول: اللهم لا يدركني هذا المال في قابل فانه فتنة - أي تدعو الا يبلغها عطاء من امير المؤمنين بعد عامها هذا واستجاب لها رب العالمين فما ادركها عطاء ثانية واسرعت باللحاق برسول الله صلى الله عليه وسلم- ثم قسمت المال كله في اهل رحمها واهل الحاجة فبلغ عمر ذلك فوقف ببابها وأرسل اليها بالسلام وقال: بلغني ما فرقت فأرسل ألف درهم تستبقينها وأرسل الألف فتصدقت بها جميعا ولم تبق منها درهما.

وحين حضرتها الوفاة قالت: اني قد أعددت كفني وان عمر أمير المؤمنين سيبعث الي بكفن فتصدقوا بأحدهما وان استطعتم ان تتصدقوا بحوقي -ازاري- فافعلوا.

وقد ذكر ابن سعد في طبقاته وقال: ما تركت زينب بنت جحش رضي الله عنها درهما ولا دينارا كانت تتصدق بكل ما قدرت عليه وكانت مأوى للمساكين

وفاتها رضي الله عنها 

توفيت رضي الله عنها سنة عشرين من الهجرة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وشيعها اهل المدينة الى البقيع وصلى عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: رأيت عمر بن الخطاب سنة عشرين في يوم صائف ورأيت ثوبا مد على قبرها وعمر جالس على شفير القبر معه ابو أحمد ذاهب البصر وعمر بن الخطاب قائم على رجليه والأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام على أرجلهم.

السيدة زينب رضي الله عنها راوية الحديث 

يقول الذهبي رضي الله عنه: و لزينب أحد عشر حديثا اتفقا لها على حديثين وحديثها في الكتب الستة.

جزاها الله عن المسلمين جميعا كل الخير.. اللهم انا نشهدك انها كانت نعم الام والقدوة للمؤمنين جميعا.. رحمها الله والحقها بحبيبها وزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم والحقتا جميعا بها وبأمهات المؤمنين جميعا

المصدر: موقع السراج - قبسات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان