إعلان

كان بعضهم يصليها إماء خشية القتل!.. هكذا تعامل الصحابة مع تأخير "بني أمية" لصلاة الجمعة

01:09 م الجمعة 27 أغسطس 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

كان السلف رضوان الله عليهم حريصين أشد الحرص على يوم الجمعة، فلا يفوتونه دون أن يغتنموه، كسائر أيام المسلمين الخاصة، ولكن كيف كان الصحابة رضوان الله عليهم يصلون الجمعة في ظل وجود حاكم ظالم كالحجاج، خاصة وأن كتب التاريخ والسير روت لنا أن من بين ما كان يفعله أمراء بني أمية، وعلى رأسهم الحجاج، كان تأخير صلاة الجمعة حتى لتخرج عن وقتها في بعض الأحيان.. فماذا كان يفعل الصحابة حينها؟

يروي ابن رجب في "فتح الباري" أن الصحابة والتابعين كانوا في "جهد جهيد" مع أولئك الظلمة، لا سيما في تأخير الصلاة عن ميقاتها، وكانوا يصلون الجمعة في آخر وقت العصر، فكان أكثر من يجيء إلى الجمعة يصلي الظهر والعصر في بيته ثم يأتي إلى المسجد تقية لهم، فيقول ابن رجب: "ومنهم من كان إذا ضاق وقت الصلاة وهو في المسجد أومأ بالصلاة خشية القتل".

فها هو سعيد بن جبير، وإبراهيم بن مهاجر، يصليان الظهر في منزلهما قبل أن يأتيا المسجد حين كان يصلي بالناس الحجاج، فيقول: "كنت أنا وسعيد بن جبير وإبراهيم نصلي الظهر ثم نجلس فنتحدث والحجاج يخطب يوم الجمعة"، وكذلك روى عن الأعمش عن إبراهيم وخيثمة أنهما كانا يصليان الظهر والعصر ثم يأتيان الحجاج يوم الجمعة فيصليان معه، كذلك كان أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود، فكان يذهب للمسجد وقد صلى الظهر والعصر ويجلس وينتظر، فيقول: ما له قاتله الله؟ يصيح على منبره صياحًا وقد فاته العصر ولم يصل الظهر بعد.

أنس بن مالك وعبد الله بن عمر

كذلك كان أنس بن مالك رضي الله عنه، فيروي عن عمرو بن هرم أنه كان يصلي الظهر والعصر في بيته ثم يأتي الحجاج فيصلي معه الجمعة، أما عبد الله بن عمر، فيروى ابن رجب مشهدًا له مع الحجاج في مكة، إذ خطب وكان "مكحول" راوي الحديث، بجانب ابن عمر، يحبس الناس بالصلاة، فرفع ابن عمر رأسه ونهض وقال: يا معشر المسلمين انهضوا إلى صلاتكم، ونهض الناس، ونزل الحجاج، فلما صلى قال: ويحكم، من هذا؟ قالوا ابن عمر، قال: أما والله لولا أن به لمما لعاقبته، وروي أيضًا عن نافع أن ابن عمر كان يصلي خلف الحجاج فلما أخر الصلاة ترك الصلاة معه.

الحسن بن علي

كان الحسن رضي الله عنه يصلي مع الحجاج بن يوسف الثقفي، ولكنه في نهاية الأمر أنكر تأخير الصلاة عليه، وكان ذلك سببًا في فراره من الحجاج إلى البصرة حتى وفاة الحجاج، فيروى أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب " مناقب الحسن "، أن الحسن شهد الجمعة مع الحجاج ، فرقى الحجاج المنبر، فأطال الخطبة حتى دخل في وقت العصر، فقال الحسن : أما من رجل يقول: الصلاة جامعة؟ فقال رجل: يا أبا سعيد ، تأمرنا أن نتكلم والإمام يخطب؟ فقال: إنما أمرنا أن ننصت لهم فيما أخذوا من أمر ديننا، فإذا أخذوا في أمر دنياهم أخذنا في أمر ديننا، قوموا، فقام الحسن وقام الناس لقيام الحسن، فقطع الحجاج خطبته، ونزل فصلى بهم، فطلب الحجاج الحسن فلم يقدر عليه.

ومن الغريب أن أبا ذر رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قبل أن يحدث، ففي صحيح مسلم حديث عن أبي العالية البراء، قال: قلت لعبد الله بن الصامت، نصلي يوم الجمعة خلف أمراء فيؤخرون الصلاة؟ قال: فضرب فخذي ضربة أوجعتني، وقال: سألت أبا ذر عن ذلك فضرب فخذي، وقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: صلوا الصلاة لوقتها، واجعلوا صلاتكم معهم نافلة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان