إعلان

"وددت أنه كان بيننا وبينها بحر من نار".. قصة الفتح الإسلامي لـ "أفغانستان" ونشأة دولتها الحديثة

04:53 م الثلاثاء 17 أغسطس 2021

الفتح الإسلامي لأفغانستان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

"بلاد الأفغان" هكذا تعرف أفغانستان في التاريخ الإسلامي، وقد عرفت قبل ذلك أيضًا باسم "آريان" نسبة إلى الآريين الذين هاجروا من تركستان الغربية إليها قبل الميلاد بألفي سنة، وعرفت أيضًا باسم بلاد خراسان التي تعبر عن منطقة جغرافية شاسعة وتضم فيها شمال غرب افعانستان مع اجزاء من تركمانستان وخراسان في إيران أيضًا، فتحت أفغانستان في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، إلا أن قصة فتحها تمتد إلى عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

قصة الفتح

كانت بدايات فتح افغانستان بعد معركة نهاوند، إذ أرسل عمر بن الخطاب سبعة ألوية للمناطق الخاضعة لحكم فارس من الساسان وكان الجيش الأول بقيادة الأحنف بن قيس التميمي، والذي نجح في فتح بلاد خرسان، لكن على الرغم من ذلك كان عمر يتمنى لو لم يرسل أحد لفتحها، فيروي الطبري أنه حين كتب الأحنف إلى عمر بن الخطاب بفتح خرسان قال: "لوددت أني لم أكن بعثت إليها جندا ولوددت أنه كان بيننا وبينها بحر من نار فقال علي ولم يا أمير المؤمنين قال لأن أهلها سينفضون منها ثلاث مرات فيحتاجون في الثالثة فكان أن يكون ذلك بأهلها أحب إلي من أن يكون بالمسلمين"، وحذر عمر بن الخطاب الأحنف بن قيس بألا يتجاوز النهر لما بعده، أما الجيش الثاني فكان بقيادة عاصم بن عاصم التميمي، واتجه إلى سجستان واستطاع فتحها وفرض الحصار على من لم يستسلم له من أهلها، حتى اضطروا في النهاية إلى الصلح بشرط أن تكون مزارع سجستان حمى لا يدخله المسلمون.

ويبدو أن مخاوف عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الدخول لبلاد أفغانستان وما حولها كانت صحيحة، فلم يستقر وجود المسلمين هناك وعانوا كثيرًا في السيطرة على الاضطرابات والفتن الداخلية، وكانت بداية ذلك وفاة عمر بن الخطاب، فبعد مقتله نقض أهل خراسان عهدهم وغدروا بالمسلمين، لكن استطاع عبه الله بن عامر بن كريز العبشمي استعادتها مرة أخرى، وكان ذلك في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.

يخبرنا التاريخ أن الاضطرابات هناك لم تنته حتى بعد تاريخ الفتح الذي أقره المؤرخون وهو في عهد عثمان بن عفان، ففي فترة الفتنة الكبرى في الدولة الإسلامية بعد مقتل عثمان رضي الله عنه وتولي علي، اضطربت الأحوال في افغانستان والبلدان المجاورة حتى تولى معاوية واستطاع أن يسيطر عليها مرة أخرى، وقد أخرجت أفغانستان، أو بلاد خرسان، الكثير من علماء المسلمين، ولعل اشهرهم البخاري ومسلم، وابن سينا والخوارزمي والفارابي وعمر الخيام.

بداية ظهور الدولة الأفغانية حديثًا

وقعت افغانستان تحت سيطرة الدولة الصفوية عام 1038هـ ثم ظهرت محاولات استقلال من أهلها، في قندهار وهراة تحديدًا، إذ استطاع أسد الله أن يسيطر على هراة ويحكمها، ثم جاء مير محمود من الأسرة الدورانية وحارب الصفويين وانتصر عليهم، ثم خلع وحكم بدلًا منه ابن عمه أشرف بن عبد العزيز، لكن ظهر نادر شاه، الذي استطاع أن يحكم إيران منذ عام 1736م وحتى عام 1747 وكان يميل للصفويين وعمل من أجلهم، واستطاع احتلال افغانستان واحتلالها بشكل كامل، وبعد وفاته عادت فرقة الأفغان التي كانت تحارب معه إلى قندهار، ونصبت قائدها أحمد شاه العبدلي من الأسرة الدورانية حاكمًا للدولة الأفغانية لأول مرة، وحكمت أسرته أفغانستان حوالي قرنين من الزمان.

فيديو قد يعجبك: