إعلان

معاني القرآن: تفسير آيات من سورة الجن

02:39 م الإثنين 10 سبتمبر 2018

الدكتور عصام الروبي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي، من علماء الأزهر الشريف، تفسيرا ميسرا لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية "وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا* وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا، قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا" (الجن: 16*19* 22*).

معطوف على قوله تعالى: (أنه استمع نفر من الجن)، فهو من جملة الموحى به، وهو من كلام الله تعالى لبيان سنة من سننه في خلقه. واسم (أن) المخففة ضمير الشأن، والخبر قوله، (لو استقاموا). والضمير يعود على القاسطين سواء أكانوا من الإنس أم من الجن. (ماء غدقًا): هو الماء الكثير، يقال: غدقت عين فلان غدقا- كفرح- إذا كثر دمعها فهي غدقة، ومنه الغيداق للماء الواسع الكثير، والمراد: لأعطيناهم نعمًا كثيرة.

(عبد الله): المقصود النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ووضع سبحانه الاسم الظاهر موضع المضمر، إذ مقتضى الظاهر أن يقال: وأنه لما قمت تدعو الله، وذلك تكريما للنبي صلى الله عليه وسلم، لما في هذه الإضافة من التشريف والتكريم.

(كادوا): يعني: صالحي الجن.

(لبدا): جمع لبدة، وهي الجماعة المتزاحمة، ومنه (لبدة الأسد): للشعر المتراكم في رقبته.

(يجيرني): أي: إني لن يمنعني أحد من الله تعالى إن أرادني بسوء. وذلك أنهم قالوا: اترك ما تدعو إليه، ونحن نجيرك وبهذا قال مقاتل.

(من دونه ملتحدا) أي: ولن أجد من دونه ملجأ أركن إليه، يقال: التحد فلان إلى كذا، أي: مال إليه.

وخلاصة المعنى في هذه الآيات:

يبين الحق تبارك وتعالى أن هؤلاء العادلين عن طريق الحق إلى طريق الباطل لو استقاموا على الطريقة المثلى، التي هي طريق الإسلام، لفتحنا عليهم أبواب الرزق، ولأعطيناهم من بركاتنا وخيراتنا الكثير، وأن الحق تبارك وتعالى يبين حال الصالحين من الجن، عندما استمعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن، ويتقرب إلى الله تعالى بالعبادة كاد الجن يلتصقون يركب بعضهم بعضًا تزاحمًا وتراكمًا عليه؛ متعجبين مما رأوه من عبادته، واقتداء الصحابة به، و في هذه الآية الكريمة بيان لعجزه صلى الله عليه وسلم عن شئون نفسه أمام قدرة خالقه تبارك وتعالى بعد بيان عجزه عن شئون غيره، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقرب الخلق وأحبهم إليه يقول: إنني لن يستطيع أحد أن يأخذني في جواره ويعيذني ويمنعني من الله إن أراد بي أمرًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان