إعلان

في ذكرى توليه الخلافة.. صراع الأمين والمأمون والفتنة الثالثة في التاريخ الإسلامي

03:44 م الجمعة 07 يناير 2022

الخليفة الأمين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

تحل اليوم ذكرى تولي الخليفة محمد الأمين بن هارون الرشيد خلافة الدولة الإسلامية عام 193 هـ، بعد وفاة أبيه الهارون، وعلى الرغم من محاولات الرشيد تقسيم ملكه بين أبناءه الثلاث قبل وفاته، إلا أنه قد وقعت بعد تولي الأمين فتنة، وصفها بعد المؤرخون بالفتنة الثالثة في التاريخ الإسلامي، بين ولديه الأمين والمأمون، انتهت بمقتل الأمين..

مولد الأمين

ولد الأمين في العام الذي استخلف فيه أبوه على المسلمين 170 هـ من زبيدة بنت جعفر المنصور، فتميز عن أخيه بأنه كان هاشمي الأبوين، وكانت أمه ثرية وأخواله لهم جاه كبير، وبان نبوغه منذ طفولته، فكان فصيح اللسان متوقد الذهن لطيف الدعابة، وكان سخيًا إلى الحد الذي وصفه فيه البعض بالإسراف، ومنذ طفولته وكان أخواله وأمه يسعون لتوليه الخلافة عقب أبيه الرشيد، وعلى الرغم من ميل أبيه أن يخلف بعده ابنه الآخر "المأمون" إذ كان يراه أنسب لذلك، إلا أنه قدم محمد الأمين عليه وكانت حجة من أٌقنعوه بذلك أن الأمين هاشمي الأبوين والمأمون ابن جارية فارسية تدعى مراجل، ليجعله وليًا له في الخلافة في هذا العمر الصغير.

بداية الصراع

يروي الذهبي في سير أعلام النبلاء أنه قد تسلم الأمر بعد موت أبيه ببغداد وكان المأمون حينها بمرو، وبايع أخيه وأقام بخرسان، وأهدى أخيه تحفًا ونفاس، ولكن لم يكد يمر عام على خلافته إلا ودعا لابنه موسى بولاية العهد بعد المأمون والقاسم، ليتدخل الفضل بن الربيع ويوشي بين الأخوين الأمين والمأمون، ليحرض المأمون على خلع الأمين، ويحرض الأمين على تقديم ولده موسى على المأمون في ولاية العهد، ليرفض المأمون ذلك، بل استمال الرسول الذي أخبره بالأمر وبايعه سرًا، واستقل المأمون بخرسان.

وحين عرف الأمين ما فعله أخاه، اسقطه من الدعاء، ومزق ما كتبه له الرشيد وعلقه بالكعبة من العهد بين الأخوين، وكنتيجة طبيعية لتوقد شرارة العداوة، خلع المأمون أخاه، واشتدت الحرب بين الأخوين، ليلتقي جيشهما في الري وتدور معركة عنيفة ينتصر فيها جيش المأمون في النهاية بقيادة طاهر بن الحسين، وفيها قتل علي بن عيسى قائد جيش الأمين، ليعلن طاهر خلع الأمين وينادي بالبيعة للمأمون.

أرسل الأمين جيشًا بالنهراوان مجهزًا للقضاء على المأمون وخلعه، ويقال أنه اعطى قائده ابن ماهان قيدًا من فضة ليقيد به المأمون، وعلى الرغم من أرسال الأمين جيشًا ضخمًا قوامه أربعين ألف مقاتل ليحارب جيش المأمون، إلا أنه لقى هزيمة منكرة، ليرسل جيشًا آخر أيضًا بنفس العدد تقريبًا، ليتفرق الجيش قبل أن يلتقي بجيش المأمون ويقتتل أفراده وينسحبوا قبل أن يلاقوا خصومهم.

مقتل الأمين

كان الأمين في بغداد حين أنهزمت جيوشه، فجاء إليه الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان وخلعه من الخلافة، وحبس هو وأمه في قصر المنصور، ولكن أستطاع انصار الأمين تحريره وإعادته لجيش الخلافة، إلا أن جيش المأمون قد عاد ليحاصر بغداد حصارًا تامًا نحو 15 شهرًا، وضربها بالمنجنيق، حتى سقطت بغداد وقبض على الأمين وسجن، وفي 25 محرم 198هـ، ويقول السيوطي في تاريخ الخلفاء نهاية الأمين قائلًا إن جماعة من العجم دخلت على الأمين في محبسه فقتلوه ومثلوا بجثته، لكن يؤكد المؤرخون على اختلاف روايتهم لمقتله أن المأمون لم يسر بذلك، ولم يكن راغبًا فيه.

قالوا عنه

أحمد بن حنبل : إني لأرجو أن يرحم الله الأمين بإنكاره على إسماعيل بن علية فإنه أدخل عليه فقال له : يا ابن الفاعلة أنت الذي تقول : كلام الله مخلوق ؟

المسعودي : ما ولي الخلافة إلى و وقتنا هذا هاشمي ابن هاشمية سوى علي بن أبي طالب و ابنه الحسن و الأمين فإن أمه زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور و اسمها أمة العزيزة و زبيدة لقب لها.

المغيرة بن محمد المهلبي: رأيت عند الحسين بن الضحاك جماعة من بني هاشم فيهم بعض أولاد المتوكل، فسألوه عن الأمين وأدبه، فوصف الحسين أدبًا كثيرًا، قيل: فالفقه، قال: كان المأمون أفقه منه، قيل: فالحديث، قال: ما سمعت منه حديثًا إلا مرة؛ فإنه نعي إليه غلام له مات بمكة، فقال: حدثني أبي، عن أبيه، عن المنصور، عن أبيه، عن علي بن عبد الله، عن ابن عباس، عن أبيه، سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من مات محرمًا حشر ملبيًا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان