إعلان

بعد إثارته للجدل: "فرعون" علم أم صفة.. وكيف تحدث عنه المفسرون؟

07:54 م الأحد 24 يناير 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

"فرعون" الكلمة التي أثارت الجدل مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي وتصدرت تريند تويتر، حول كونها علمًا (اسم) أم صفة وردت في القرآن الكريم 74 مرة في 27 سورة مختلفة، وأكد الدكتور خالد الجندي، عضو مجلس الشئون الإسلامية، في إحدى حلقات برنامجه "لعلهم يفقهون" أن فرعون ليس اسمًا، بل هو صفة، أو رتبة، قائلًا: "لا تستعروا من انتسابكم من أعلى فئة مؤمنة من الفراعنة" حيث أكد في برنامجه أن الفراعنة كان منهم المؤمنون ومنهم غير ذلك، مفرقًا بين الأسرة الملكية التي كانت في عهد يوسف عليه السلام وبين الأسرة الفرعونية باعتبارهم حقبتين مختلفتين.

لم يكن هذا الجدل الأول كلمة "فرعون" ، هل هي علم لحاكم مصري أم صفة له، وحول إثبات أن الانتساب إلى الحضارة المصرية القديمة ليس "عارًا" أو شيء يدعو للخجل باعتبارها حضارة وثنية طاردت المؤمنين، فعلى الرغم من تأكيد الجندي أن من الفراعنة من هو مؤمن، فقد أكد سابقًا الدكتور مصطفى محمود أنهم كانوا موحدين كذلك، بل نفى أن يكون موسى قد أرسل لفرعون مصري، وإنما أرسل لطاغية الهكسوس ليدعوه للإيمان، فقد رد الدكتور مصطفى محمود على الزعم القائل بأن فرعون موسى هو رمسيس الثاني مؤكدًا في إحدى حلقات برنامجه "العلم والإيمان" أن فرعون موسى هو أحد ملوك الهكسوس لا ملوك مصر، وأشار مصطفى محمود إلى أن رسالة موسى لم تكن لدعوة المصريين للتوحيد، إذ كانوا موحدين، ولكنه كان يدعو الهكسوس الكفرة إلى عبادة الله، وكان صراعه مع "فرعون الخروج" الذي كان سادس ملوك الهكسوس، فهؤلاء هم الكفرة وعباد الأوثان، "وحكاية تعدد الآلهة اللي بيقولوها عن قدماء المصريين فرية.. لأنه في كتاب الموتى المتصرف في الكون إله واحد".

ويقول الدكتور زاهي حواس في مقاله المنشور بالشرق الأوسط في يونيو 2016 ردًا على البحث حول كون فرعون علمًا أم صفة، إن هدف الباحثين في هذا الاتجاه هو التأكيد على أن فرعون ليس مصريًا وإنما من الهكسوس، وهو ما يدفعهم إلى البحث في هذا الاتجاه، مؤكدًا أن هناك قوائم بأسماء ملوك الهكسوس وليس من بينهم واحد باسم فرعون، وأشار زاهي حواس إلى أن اشتقاق كلمة فرعون تمت دراسته كثيرًا وقيل إنه مشتق من "برعا" بمعنى المنزل أو القصر العظيم ثم تحول إلى "فرعو" في العبرية، ثم اضافت إليه العربية النون، مؤكدًا أن هذا اللقب موجود منذ الدولة القديمة ضمن ألقاب الموظفين مثل "مفتش القصر العظيم"، و"مدير القصر العظيم"... إلخ.

وكان الدكتور مصطفى وزيري، أكد في بحثه حول فرعون موسى أنه ليس لقبًا وإنما هو اسم علم، وأكد أنه لم يكن منسوبًا لا لمصر ولا للمصريين، وكذلك أكد الباحث الأثري أحمد نور الدين حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط في أغسطس من نفس العام أن هناك العديد من الأدلة في القرآن الكريم على أن كلمة "فرعون" في الحضارة المصرية القديمة هي اسم شخص بعينه وليست لقبًا، وللتدليل على ذلك ذكر نور الدين أن كلمة "برعا" أو "فرعون" عثر عليها داخل الخرطوش الملكي في العديد من المعابد مؤكدًا أن الاسم فقط هو ما يكتب داخل الخرطوش في الكتابة المصرية القديمة، وأكد نور الدين أن السبب في اعتقاد أن فرعون لقب حاكم مصر القديمة يرجع إلى وجود عادة في إطلاق الألقاب على ملوك العالم القديم، مثل لقب "كسرى" فهو يطلق على ملوك الفرس رغم انه في الأساس اسم لاحد ملوكهم.

أما دلائل ذلك في القرآن الكريم، فذكر الباحث الأثري أنها كثيرة ومنها أنها ترد نكرة غير معرفة وهو ما يدل على أنها اسم علم وليس لقبا أو صفة أو منصبا، فكل المرات التي ذكر فيها فرعون في القرآن جاءت بدون "ال" المعرفة، وقال نور الدين إن اسم فرعون جاء في القرآن مع أسماء أشخاص آخرين أيضًا، فجاء في آية ذكر فيها قارون وهامان أيضًا وهما أسماء أعلام.

كيف فسر علماء المسلمين كلمة "فرعون"؟

"وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ". سورة البقرة 49

يذكر القرطبي في تفسيره للآية السابقة أن "فرعون" قد اختلف فيه، فقيل إنه اسم ذلك الملك بعينه، وقيل إنه اسم كل ملك من ملوك العمالقة مثل كسرى للفرس، وقيصر للروم والنجاشي للحبشة، وان اسم فرعون موسى "قابوس" في قول أهل الكتاب، وكل من ولي القبط ومصر فهو فرعون، وقال المسعودي أن "فرعون" ليس لها تفسير بالعربية، وذكر الجوهري أنه لقب لـ "الوليد بن مصعب" ملك مصر، ويعني اللقب: "كل عات: فرعون، والعتاة الفراعنة، وقد تفرعن وهو ذو فرعنة أي دهاء ونكر"، ويذكر القرطبي ما يدل كذلك على أن "فرعون" صفة وليست علمًا، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين علم بمقتل أبي جهل: "أخذنا فرعون هذه الأمة".

وفي كتاب "تفسير اللباب في علوم الكتاب"، يقول ابن عادل إنه يظهر من كلام الجوهري أن فرعون مشتقة من معنى العتو، مضيفا أن اسم فرعون موسى "قابوس" مثلما قال أهل الكتاب، وقيل "الوليد بن مصعب بن الريان" ويكنى أبا مُرة.، وقال ابن جريج ان اسمه "مصعب بن ريان" وانه من بني عمليق بن ولاد بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام.

وذكر السيوطي أن "فرعون" لقب، إذ قال في كتابه "الاتقان في علوم القرآن: "وأما الألقاب فمنها فرعون واسمه الوليد بن مصعب، وكنيته أبو العباس، وقيل أبو الوليد، وقيل أبو مرة، وقيل إن فرعون لقب لكل من ملك مصر".

فيديو قد يعجبك: