إعلان

في أيام التشريق.. عبادات لا يُغفل ثوابها

04:58 م الثلاثاء 21 أغسطس 2018

كتب - هاني ضوه:

شرع الله لنا الأعياد لنروّح على أنفسنا ونوسّع على أولادنا وأهلنا ولتكون فرصة للتواد والتراحم بين الناس جميعًا، وأحل الله لنا الفرح واللهو المباح في تلك الأيام، لذا علينا وسط ذلك ألا ننسى اغتنام هذه الأوقات كذلك بالطاعات لأنها أيام مباركة.
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يترك قلوبنا تبتعد عن الله سبحانه وتعالى، فأرشدنا إلى أن نفرح ونلهو باللهو المباح في الأعياد مع تعليق قلوبنا بذكر الله.
ومثل ذلك في أيام التشريق التي هي أيام مباركات يكمل فيها الحجيج مناسكهم، بينما يفرح غير الحجيج بالعيد وذبح الأضاحي تقربًا إلى الله، وقد قال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم عن أيام التشريق: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله"، ونهى عن صيامها فقال: "من كان صائماً فليفطر فإنها أيام أكل وشرب".

وأيام التشريق هي الأيام المعدودات التي قال الله عز وجل فيها {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}، وهي كذلك الأيام عند الله كما وصفها النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بقوله: "أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر".

وفي قول النبي عليه الصلاة والسلام وعلى آله : "إنها أيام أكل وشرب وذكر لله" إشـارة إلى أن الأكل والشرب في أيام العيد والتشريق إنما تكون كذلك من أجل عبادة الله عز وجل، فإذا نوى الإنسان بالأكل والشرب في العيد إدخال السرور على النفس والأهل والفقراء فقد تعبد إلى الله بذلك، وإذا نوى أن يعمل بقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ}، فقد حصل ثواب إطاعة أمر الله بالأكل من الطيبات والشكر على النعم التي أنعمها الله علينا.

ومن الذكر في أيام التشريق التكبير بتكبيرات العيد خاصة عقب كل صلاة مكتوبة وحتى غروب شمس آخر أيام التشريق الثلاثة، وفي غيرها من الأوقات خلال تلك الأيام.
وقد كان سيدنا عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً.
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جمل شعائره.
وكذلك كانت السيدة ميمونة رضي الله عنها تكبر يوم النحر، وكان النساء يكبرن خلف أبان بن عفان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المساجد.
ومن شدة الحرص على سُنة التكبير عقب الصلوات في أيام التشريق فقد قال الفقهاء إنه إذا نسي التكبير عقب الصلوات في أيام التشريق يقضي التكبير متى تذكره.
والعبادة في أيام التشريق أفضل من غيرها من الأوقات، وسر كون العبادة فيها أفضل من غيرها أن العبادة في أوقات الغفلة فاضلة على غيرها، وأيام التشريق أيام غفلة في الغالب، فصار للعابد فيها مزيد فضل على العابد في غيرها كمن قام في جوف الليل وأكثر الناس نيام.

فيديو قد يعجبك: