إعلان

"ومن الحب ما قتل".. أسباب شعور الرجل بالغيرة وتأثيرها على مخه

04:07 م الثلاثاء 26 فبراير 2019

ومن الحب ما قتل أسباب شعور الرجل بالغيرة وتأثيرها

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- حسام رضوان

لا توجد علاقة طبيعية بين رجل وامرأة تخلو من الغيرة، مثلما يقولون "الغيرة والحب وجهان لعملة واحدة"، كما أن أبرز ما يميز الرجل الشرقي هي غيرته وأن "دمه حامي".

"لقد كنت مجنونا بها"، هذا ما قاله العَّداء الجنوب إفريقي أوسكار بيستوريوس -أول عداء سباقات مبتور الساقين- للمحكمة ليصف مشاعره تجاه صديقته التي أطلق عليها النار وقتلها، وسواء كانت روايته بأنه أطلق عليها النار بالخطأ حين كان يصوب سلاحه تجاه أحد اللصوص مُقنعة أم لا، لكنه اعترف بأنَّه كان يغير عليها بجنون ويشعر بأنه يمتلكها.

وقالت مجلة "Shape" الأمريكية في تقرير لها حول تأثير الغيرة على مخ الرجل، إنَّ معظم الرجال ينجحون في السيطرة على غيرتهم وإبقائها ضمن حدود المعقول، لكن الكثير أيضا لا ينجحون في ذلك.

وتقول هيلين فيشر الحاصلة على دكتوراه في علم الأنثروبولوجيا البيولوجية (علم الإنسان الطبيعي)، ومؤلفة كتاب "لماذا نحب: طبيعة وكيمياء الحب الرومانسي"، إنَّ "جرائم الحب" عادة ما يرتكبها الرجال، فهم أكثر عرضة من النساء للانتحار بمعدل مرتين ونصف، وأنَّ الرجال غالبا ما يكونون أكثر هشاشة والأكثر تقلبا بين الجنسين عندما يتعلق الأمر بالعلاقات، خاصة في المراحل المبكرة منها.

وأضافت المجلة أنَّه على الرغم من عدم وجود الكثير من البحث العميق في علم الأعصاب عن الغيرة، لكن ما تم التوصل إليه حتى الآن، يظهر كيفية إحداث الغيرة للفوضى داخل مخ الرجال.

الأسبوع الأول من العلاقة

تظهر الدراسات أنَّ حدوث تقارب بين الرجل والمرأة ينتج عنه ضخ جسم الرجل لهرمون الذكورة "التيستوستيرون"، والمعروف أيضا بـ"هرمون الرغبة"، والذي يتدفق إلى الغدة النخامية بالمخ ويحرك رغبة الرجل للتكاثر. لكن الأمر لا يقتصر على ذلك، فالهرمون يعمل أيضا على رفع نسبة العدوانية وشهوة الامتلاك لإخافة من يراه غريما له.

وتقول فيشر إنَّ هذا يفسر سبب رغبته في الدخول في معارك مع أصدقاء حبيبته الذكور، والتحديق إلى أي رجل قد ينظر إليها على بعد 20 قدمًا منها. كما أنّ هذا العدوان قد يكون له علاقة بارتفاع مستويات هرمون "فاسوبريسين"، والذي ربطت بعض الدراسات الحيوانية بينه وبين ارتفاع الرغبة في الهجوم على الذكور المتغزلين أو الذين يحاولون التقرب من الشريكة.

الأسبوع الرابع من العلاقة

لا تزال مستويات التيستوستيرون مرتفعة، ورغم تقوية الروابط الرومانسية بعض الشيء، لكن الرجل يعاني من مواد كيميائية داخل دماغه مثل "الدوبامين"، الذي يجعل مستويات الطاقة والتركيز في أعلى درجاتها، وكذلك "النورادرينالين" الذي يعمل على رفع معدلات العاطفة.

وتشير فيشر إلى أن هذه الهرمونات إذا أضيفت إليها الغيرة، تؤدي إلى سلوكيات هوسية، متابعة أن المستويات العالمية من هرمون "النوربينيفرين" أيضا قد يتسبب في تقليل شهية الرجل للطعام إذا شعر بالغيرة.

وقالت "باختصار تجعل الغيرة دماغه عبارة عن طبق حساء لكل تلك المواد الكيميائية، والتي يمكن أن تجعله ظلا من شخصيته المعتادة، ولا يمكن التنبؤ بأفعاله".

الشهر الثالث في العلاقة وما بعده

لا توجد الكثير من الأبحاث حول التأثير طويل الأمد للغيرة على المخ، لكن "فيشر" تؤكد أنه لن يكون مفاجئا إذا أثرت نوبات طويلة من الغيرة على جسم الرجل وعقله، فالتيستوستيرون مادة كاوية، وقد تؤدي إلى إطلاق هرمونات القل مثل "الكورتيزول"، الذي يرتبط بزيادة الوزن والاكتئاب ومشاكل صيحة أخرى.

وبحسب ما أظهرته أبحاث جامعة "بيزا" الإيطالية، يقوم "التيستوستيرون" و"الكورتيزول" أيضا بالحد من إفراز هرمون "السيروتونين" الذي ينظم النوم، لذلك لا يحصل الرجل على نوم عميق، ما ينتج عنه فوضى عاطفية.

وتحذر فيشر من أن استمرار ارتفاع مستويات هذه الهرمونات تؤدي إلى تحفيز النظام المناعي ما يرفع مستويات الالتهاب، وتجعل الرجل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

فيديو قد يعجبك: