إعلان

كفاح "السينجل مازر".. أوقات عصيبة وحلول مبتكرة للأمهات خلال أزمة كورونا

07:02 م الخميس 10 مارس 2022

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هبة خميس:

ماتزال جائحة كورونا تضغط على الجميع، لكن يُمسي الأمر أسوأ بالنسبة للأمهات العازبات اللاتي انخرطن في سوق العمل، تتضاعف المسؤوليات عليهن لتظل بعضهن تحمل الكثير من الأعباء داخلها حتى الآن.

في مارس 2020 وقت بداية الجائحة كانت "هبة أحمد" المدرس المساعد بكلية العلوم قد نقلت وظيفتها من جامعة الإسكندرية لمدينة السادات للعمل هناك بحثاً عن عمل أفضل، وسببب غلق الحضانات وتوقف الدراسة وجدت "أحمد" نفسها مضطرة للذهاب إلى العمل وترك طفلتيها وحدهن في المنزل "كان لازم أشتغل لأني مسؤولة مادية عنهم وصعب أخد أجازة بدون مرتب طبعاً".

اضطرت الأم الثلاثينية لترك طفلتيها بمفردهما في المنزل، فالابنة الكبرى كانت في سن سبع سنوات والصغرى ثلاث سنوات فتترك الأم وجبات إفطارهن وتعلم الكبرى كيف تتمكن من تشغيل الميكروويف لتسخين الطعام ورعاية أختها الأصغر "انا كنت هناك بعيدة عن أهلي ومفيش حد أسيبهم معاه وفضلت الظروف كدة لحد ما طلع قرار إن الامهات ياخدوا إجازة مدفوعة فقعدت معاهم فترة وبعدين نزلت الشغل".

استغلت هبة فرصة الإجازة كي تظل في المنزل مع طفلتيها مع تحسب النزول والخوف من العدوى طوال الوقت مع تطهير المنزل باستمرار، وبعد فترة قررت العودة للإسكندرية لتستأجر شقة بجوار والدتها، فيما ظل عملها قائما بمدينة السادات.

بعد عودتها للعمل، كانت تستيقظ الأم مبكراً لتجهز طفلتيها إحداهن للمدرسة والأخرى للحضانة القريبة من المنزل، ثم تستقل الشاحنة للذهاب لمدينة السادات وتعود لمنزلها في السابعة مساءاً، وفي ذلك الوقت تتابع طفلتيها بالهاتف حتى تعودان من المدرسة وتجلسان مع الجدة.

منذ أشهر قررت "أحمد" العودة لجامعة الإسكندرية بسبب الإرهاق من بعد المسافة لكن قرار النقل تعطل لتظل في المنزل حتى الآن على أمل عودتها للعمل قريباً من منزلها لوعاية بناتها كأم وحيدة لم تجد زوج يدعمها ويتحمل معها المسؤولية المادية والاجتماعية لأطفاله.

قبل أعوام قررت "نهال علام" الانفصال عن زوجها بسبب تراكمن المشاكل بينهما لتحصل على الطلاق وتكون مسؤولة بمفردها عن طفلين أكبرهما 9 سنوات والأصغر 5 سنوات، وعقب حصولها على الطلاق بعام حدثت جائحة كورونا "لما الدنيا قفلت قعدت معاهم وفهمتهم يعني ايه وباء وازاي هنتصرف في الأيام اللي جاية".

بحكم عملها كمدرسة للفن قعدت نهال من عملها مع توقف الدراسة والاعتماد على الدراسة عن بعد وبتلك الطريقة تمكنت من متابعة دروس أطفالها عن بعد أيضاً. لكن بعد فترة وجدت نفسها مضطرة للعودة للعمل لتترك طفلتيها بمفردهن في المنزل مع عدة تعليمات "مش كل واحدة بتقدر تسيب مع أهلها وكان فيه وباء صعب أسيب الولاد عند حد وياخدوا عدوى للأسف".

مع الوقت وتوارد الأنباء من حولها تحمل رائحة الموت، كانت تنتاب نهال نوبات خوف شديدة فكانت تحتضن أطفالها وتبكي "كنت حزينة جداً بسبب أن باباهم مش بيسأل عنهم وخايفة طول الوقت من الموت، حتى لما رمضان دخل علينا كان الجو كئيب ومقبض"، فيما كانت تتخيل أحياناً أن الحياة ستنتهي من شدة خوفها.

ورغم الضغوطات، تحاول نهال وكثير من الأمهات تسيير الأمور ويسعين لتوفير أقصى سبل الراحة للأبناء.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان