14 فبراير 2020

الإعلان عن أول إصابة بـ«كورونا» في مصر


بين ذراعي أمِّه، كان «يونس» يلتمس الدفء والمحبة والطُمأنينة، لكنه حُرم من ذلك بغتةً، فلم يعد يرتمي في أحضانها، لا يسمع منها حكاية ما قبل النوم، ولا تضم شقيقه «يامن» إلى صدرها، إذ فطمته عن الرضاعة مبكراً، بعدما صار اختلاطها بطفليها في أضيق الحدود، فلا عناق ولا لعب، كضريبةٍ تدفعها «أسماء النمر»، طبيبة الصدر، في فترة صعبةٍ على الأطقم الطبية في مصر.

في المنزل تراقب الطبيبة أطفالها من بعيد، تحدِّثهم من مسافة آمنة، يشتكي لها صغيرها يونس من تصرفاتها، فتتماسك عن البكاء وهي تشرح له ضرورة ابتعاده وشقيقه عنها مؤقتاً، فإذا ما حاول الاقتراب منها صدَّته بإشارة باليد، فينصاع وكله حزن: «وبيصعب عليا جداً في المواقف اللي شبه دي». كان باستطاعة أسماء أن تأخذ إِجازة خلال تلك الفترة العصيبة، لإصابة في قدمها نتيجة حادث، لكنها آثرت العمل، تخفيفاً على زملائها: «ومستنية الكابوس ده يخلص عشان بس أرجع أحضن عيالي».

خوفاً على طفليها، امتنعت طبيبةُ الصدر مبكراً عن إرسالهما إلى الحضانة، كان ذلك قبل أن تقرِّر وزارة التضامن الاجتماعي تعليق كافَّة أنشطة الحضانات في مصر، تزامناً مع تعليق المدارس والجامعات على مستوى الجمهورية، وذلك بعد نحو شهر ونصف الشهر من انطلاق الفصل الدراسي الثاني، لترتبك العملية التعليمية برمَّتها إلى حدٍ كبير، وربَّما إلى غير رجعة.