إعلان

وزير الخارجية الألماني: الأمريكيون يعولون على تشكيل تحالف ضد إيران

11:22 م الخميس 25 مايو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

برلين - (د ب أ):

استبعد وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل مشاركة حلف شمال الأطلسي "ناتو" في عمليات قتالية ضد تنظيم "داعش".

وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية قبل بدء قمة الحلف في بروكسل: "إن عمليات القتال ليست مهمة حلف الناتو. إنه حلف دفاعي"، ولكنه دعم في الوقت ذاته أن يصبح حلف الأطلسي جزءًا من التحالف الدولي ضد "داعش" مع أكثر من 60 دولة.

وعند التطرق إلى صفقة الأسلحة التي تم إبرامها مؤخرًا بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، أعرب الوزير الألماني عن اعتقاده بأن الأمريكيين يعولون على تشكيل تحالف ضد إيران.

يشار إلى أن جابريل يعارض منذ شهور زيادة نفقات الدفاع الألمانية بشكل ضخم، ويحمل مسؤولية الحالة السيئة للجيش الألماني للاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فقط.

وردًا على سؤال عما إذا كان سيتم اتخاذ قرارات بشأن نفقات الدفاع خلال قمة الحلف اليوم في بروكسل، قال جابريل: "لا اعتقد أن ذلك سوف يحدث. حلف الناتو سوف يؤكد ما تم اتخاذ قرار بشأنه في ويلز في عام 2014، وهو: زيادة الدول الأعضاء بالحلف لنفقات الدفاع الخاصة بها في غضون عشرة أعوام لتصل 2 % من إجمالي الناتج المحلي لكل دولة".

وتابع وزير الخارجية الاتحادي: "إننا نقوم بذلك بالفعل؛ لأننا نزيد نفقات الدفاع حاليا لاسيما من أجل إعداد الجيش الألماني بشكل مناسب لمهامه"، مؤكدا أن ذلك ضروريا أيضا؛ لأنه لم يتم تجهيز الجيش الألماني بشكل مناسب منذ 12 عاما.

وأشار جابريل إلى أن ما يسمى بإصلاح الجيش الألماني الذي أدخله كارل-تيودور تسو جوتنبرج، وزير الدفاع الأسبق، كان من شأنه ادخار ثمانية مليارات يورو سنويا، لافتا إلى أن وزيرة الدفاع الألمانية الحالية أورزولا فون دير لاين تعرب عن استيائها حاليا من نقص الأفراد والمعدات غير القادرة على العمل، وأكد أن معها حق في ذلك.

وأضاف وزير الخارجية الاتحادي لوكالة الأنباء الألمانية أن ذلك يتعلق بصفة خاصة أيضًا بحقيقة أن هذه هي نتيجة تولي ساسة من الاتحاد المسيحي المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا قيادة وزارة الدفاع لمدة 12 عاما؛ لأن ساسة الاتحاد المسيحي يتحملون منذ فترة طويلة مسؤولية العجز الهائل في تجهيزات الجيش الألماني.

وردا على سؤال عما إذا كان ذلك يعني أن الجيش الألماني بحاجة للمزيد من الأموال بشكل واضح، قال وزير الخارجية الاتحادي المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي إن تحسين تجهيزات الجيش الألماني تعد الشيء الوحيد الذي نرغبه نحن الاشتراكيون الديمقراطيون.

واستدرك قائلا: "ولكن إنفاق 2 %من إجمالي الناتج المجلي للدفاع يعد أمرا مختلفا تماما. إنني ادعم تماما ما قاله مارتن شولتس، مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمنصب المستشار، وهو: لن يتم تحقيق ذلك على أي حال مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي؛ لأن 2 %ستعنى أن يكون هناك زيادة هائلة لنفقات الدفاع الألمانية تصل إلى 70 مليار يورو حتى عام 2024، أي ضعف ما يتم إنفاقه حاليا".

وأشار بقوله إلى أن فرنسا التي تمثل القوة النووية، تنفق حاليا نحو 40 مليار يورو سنويا فقط، ويتضح من خلال ذلك مدى عبثية هذا الجدال".

وعند سؤاله عما إذا كان سيكون الأمر أكثر صدقا، إذا ما انصرف حلف الأطلسي عن هدف توفير 2 % من إجمالي الناتج المحلي لصالح نفقات الدفاع، قال جابريل: "ليس هناك هدف قاطع بشأن 2 بالمئة"، وأعرب عن دهشته تجاه من يعتبر داخل الحلف نسبة اثنين بالمئة من إجمالي الناتج المحلي لصالح نفقات الدفاع أمرا صائبا.

وأشار إلى أن بعض الدول التي تتبنى هذا الرأي لا تزال تنفق على شؤون الدفاع أقل ما ينفقه الألمان، معربا عن أمله في التحلي بالمزيد من المصداقية في النقاش.

وبالإشارة إلى أن الهدف الثاني للرئيس الأمريكي دونالد ترامب –بعد زيادة إنفاق الدول الأوروبية على الدفاع- وهو ضم حلف الأطلسي كعضو رسمي في تنظيم الدولة الإسلامي (داعش)، وكذلك إلى تغير منظور الحكومة الاتحادية في البداية من الارتياب تجاه ذلك، إلى التلويح بالموافقة، قال جابريل: "كل الدول الأعضاء بالناتو البالغ عددها 28 دولة هم جزء من التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش). لذا لم يكن منطقيا ألا يشارك الحلف".

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي ذاته يعد جزءا من التحالف ضد (داعش)، وقال: "أي أنني ليس لدي أي شيء يعارض أن يجلس حلف الأطلسي كشريك سياسي على الطاولة، ولكن ما لا يسري هو أن يكون هناك مشاركة نشطة للحلف في عمليات قتالية. إن مثل هذه التصورات كانت موجودة، ولكن لن يتم تنفيذها".

وأكد قائلا: "إن عمليات القتال ليست مهمة حلف الناتو، إنه حلف دفاعي. وفي المقابل لا أحد يعارض عمليات التدريب كالتي يتم القيام بها حتى الآن. ولكننا نعتبر دخول حلف الناتو في كفاح مسلح بمثابة الإشارة الخاطئة تماما؛ فصحيح أن قيمة التحالف ضد (داعش) تتمثل بصفة خاصة في أنه يمثل كفاح مشترك بين دول غربية ودول مسلمة، إلا أن انضمام حلف الأطلسي (لعمليات قتال) قد ينطوي على خطر احتمالية نشأة انطباع بأن الغرب يحارب ضد جزء من العالم الإسلامي، والتحالف الدولي ضد (داعش) ليس ذلك".

وردا على سؤال عما تعنيه صفقة الأسلحة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية بالنسبة للاستقرار في المنطقة، قال جابريل: "اعتقد أن الأمريكيين يعولون على تشكيل تحالف ضد إيران. وفي المقابل فإن نصيحتنا هي الاستفادة من إعادة انتخاب الرئيس حسن روحاني من أجل تشجيع إيران على المزيد من الانفتاح- وبالطبع من أجل تحفيزه أيضا على إنهاء السياسة الخطيرة التي تتبعها إيران وإنهاء مشاركتها في حروب في منطقة الخليج. إن ما تفعله إيران في سورية واليمن ولبنان، لا يمكن ولا يجب قبوله".

وشدد وزير الخارجية الألماني قائلا: "ويتعين على الحكومة الإيرانية ادراك أن بلدها لن تظل مستقرة إلا إذا انتعشت اقتصاديا، وأنها بحاجة لاستثمارات من الخارج من أجل تحقيق ذلك. ولن تتوفر هذه الاستثمارات إلا إذا غيرت سياستها في الخليج. أي أننا نود التوجه نحو إيران أكثر من تشكيل تحالف عسكري كبير ضدها. إننا لا نعتقد ببساطة أن المزيد من الأسلحة والمزيد من المواجهة دائما هو السبيل للمزيد من الاستقرار".

وردا على سؤال عما إذا كانت قمة حلف الأطلسي تمثل الفرصة الوحيدة لحل الخلاف حول حظر زيارة نواب من البرلمان الألماني "بوندستاج" لجنود الجيش الألماني المتمركزين بقاعدة "إنجرليك" التركية التابعة لحلف الأطلسي، قال جابريل قبل بدء القمة: "إننا نتوقع أن تسمح تركيا بزيارات لنواب البرلمان الألماني. إنها (الزيارات) شرط لا غنى بالنسبة لكل المهام التي يقوم بها الجيش الألماني في الخارج. إننا ملزمون بهذا التفويض للبرلمان الألماني".

فيديو قد يعجبك: