إعلان

رمضان زمان| طواريء في الإذاعة والفشني يطرب المستمعين كل جمعة

03:31 م الثلاثاء 05 أبريل 2022

صورة ارشيفية للإذاعة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

لا ينقطع الأثير الإذاعي عن المنازل، هذه الأيام هي الأفضل إن كان "الجيب" لا يحمل بعد الإفطار ثمن تذكرة الفيلم الجديد "عفريتة إسماعيل يس" أو المزاج لا يروق لعرض فرقة الريحاني لرواية "الستات مايعرفوش يكدبوا"، لكنها ليست كذلك للعاملين في الإذاعة.

يحل رمضان هذا العام قبل الميعاد بأسابيع. يستنفر العاملون لإعداد خطة عمل الشهر الكريم، يُنقبون عن التسجيلات القديمة والاسطوانات والأشرطة، ينتقون ما يصلح لذوق المستمع في رمضان عام 1373هـ، ورغم إعلان حالة الطواريء، لكن لا شك أن اليوم، أصبحت المهمة أسهل، فقد زاد عدد الموظفين لـ200 فردًا، وبات بإمكانهم تقسيم المهام والورديات.

في الرابع من مايو 1954، الموافق 1 رمضان، بإمكانك أن تدير المؤشر من مطلع الفجر حتى قرب صباح اليوم التالي، لن يفوتك صوت المقرئين، فآيات الذكر الحكيم تُذاع عدة مرات في اليوم، وإذا كنت لم تشهد الشيخ علي محمود ومحمود الصبح، فقد أعدت الإذاعة تسجيلات لهم من أرشيفها.

إن اكتفيت، فعليك بمتابعة أحد الأحاديث الثلاثة المخصصة هذا الشهر، أو الاسترخاء مع دعوات الصيام، وعند الإفطار لا يفوتك مع الأسرة ضبط الأثير لعلك تُدندن مع "الست" أم كلثوم بينما تشدو إحدى الأغاني المخصصة لرمضان "نهج البردة" أو الهمزة النبوية"، وربما حالفك النصيب وحلقت مع "سلوا قلبي".

وكما يختلف برنامج الراديو في رمضان، كذلك الميزانية، تتكلف الساعة المذاعة نحو 100 جنيه، وأحيانًا أكثر، مما يعني أن الإذاعة ربما تنفق 25% من ميزانيتها في الشهر الكريم، إذ تتغير الأجور، فالمقرئين لكتاب الله، يتقاضون حسب درجاتهم، فالمصنف بقاريء "أ" يحصل على 20 جنيهًا، والمدرجين في خانة "ب" أجره 18 جنيهًا، أما التصنيف الأخير "ج" يتقاضى ما بين 10و15 جنيهًا.

وأيضًا للبرامج تصنيفات، حسب درجة كل ضيف ومدة حديثه، لكنها لا تزيد على 10 جنيهات، وهو الأجر الذي يتحصل عليه مَن يحمل لقب أستاذ.

عزيزي المستمع للراديو. هل تفكر في الأغاني الرمضانية. هل تدفع الإذاعة لبثها؟

حسنًا. لتعلم أنه لا يُستثنى من مجانية الإذاعة، إلا أغاني أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والأغاني التي ينتجها أنور وجدي، والإسطوانات التجارية، والتي تُكلف ما بين 3 و20 جنيهًا.

ولكي توفر الإذاعة شيئًا من نفاقتها، تستغني عن عدد كبير من المقرئين وتكتفي بأصحاب الصيت في دولة التلاوة، لكن لا داعي للقلق فما تسمعه في هذه الليالي حتمًا سيكفيك، ولتسعد مساءات الخميس بالحفلات الخارجية التي تبث من حدائق الأندلس ومسارح القاهرة، ولتسهر ليلة الجمعة على مدار الشهر مع صوت طه الفشني بينما يتجلى مع ابتهالات الفجر.

هكذا انقضت ليالي شهر رمضان في الإذاعة قبل 68 عامًا، رحلت الكثير من التفاصيل والحكايات مع مَن غابوا، اتسعت مساحة الشاشة الفضية في البيوت وسيطرت التكنولوجيا، لكن ما زال للأثير رونق يُجبر الأذان أن تستجيب له مهما توالت الأعوام وتغيرت الظروف.

المصدر: عدد مجلة الكواكب 4 مايو 1954.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: