إعلان

رمضان زمان| حفل خيري لأم كلثوم لبناء ساحة شعبية في الدرب الأحمر

04:08 م الثلاثاء 19 أبريل 2022

من معايشة حفل أم كلثوم المنشورة في مجلة الإذاعة ال

كتبت-إشراق أحمد:

الأجواء مشحونة بالحشد، لا تتوقف الأخبار عن جولات الرئيس البكباشي جمال عبد الناصر، قبل أيام التقى العمال في كفر الدوار وتناول الغداء معهم، والاثنين الماضي ذهب إلى أهالي بولاق وخطب فيهم داخل سرادق كبير، فيما تنقضي ليال رمضان بأجواءها المعتادة، لكن هذا العام انتظر سكان الدرب الأحمر حدث فريد، يتحاكون بالليلة الخيالية التي تحضر فيها "الست" لمكانهم ويتعطر المساء بغنائها في حيهم.

في الخامس من رمضان عام 1373، استعد أهالي الدرب الأحمر للحدث المنتظر، قبل الساعة الثامنة بدأ الناس يتوافدون إلى الحفل الذي أقامته هيئة تحرير الدرب الأحمر ودعت إليه السيدة أم كلثوم لأجل جمع التبرعات لصالح إقامة مشروعات شعبية في المنطقة.

كانت أم كلثوم تقوم بجولات تُحيي فيها حفلات عُرفت بأنها لصالح المجهود الحربي، يتم فيها جمع التبرعات لأجل الجيش المصري والحرب، لكن هذا المرة كان الهدف تنفيذ مشروعات حيوية في الدرب الأحمر.

وثقت مجلة الإذاعة المصرية تفاصيل الحفل ونشرتها في الثامن من مايو عام 1954، خصصت لها صفحتين تحت عنوان "أم كلثوم تشدو في سبيل الخير والإنسانية".

لم يقتصر الحفل على الأهالي والوافدين إلى الحفل لقضاء إحدى ليالي رمضان على صوت "الست"، بل تقدم الجمهور عدد من قيادات ثورة 23 يوليو، على رأسهم نائب الرئيس، البكباشي حسين الشافعي، والصاغ كمال الدين حسين، وزير الشؤون الاجتماعية.

ييييي 1

قبل رفع الستار وظهور "هلال الست"، كانت هناك صغيرات تسرن بين الحضور حاملات علب صغيرة، بينما يرتدين ملابس أقرب الشبة للكشافة العسكرية. استوقف وزير الشؤون الاجتماعية إحداهن ودار بينهما الحديث التالي:

الصاغ كمال حسين: أنت لابسة كده ليه يا شاطرة؟

الفتاة: لابسة كده عشان أخدم وطني

الصاغ: وإزاي تخدمي وطنك؟

الفتاة: دلوقت باجمع التبرعات عشان نعمل المشروعات وكمان أنا وزميلاتي بنحضر تمرينات أتعلم فيها النظام عشان في أيام الحرب أساعد الشبان.

ييييي 2

استمرت الفتيات في جمع التبرعات حتى رفع الستار فجلسن للاستماع مثل الجميع. أطلت أم كلثوم على المسرح، وظهرت الست فرحة وراحت تفيض بالنغم على الحضور.

غنت أم كلثوم التي أتمت عامها السادس والخمسون، على مدار 3 وصلات، بدأتها بأغنية "ياللي كان يشجيك أنيني" وختمت بأغنية الأمل، ومع كل نغمة كانت "مستحوذة على الأفئدة. مالكة لألباب الحاضرين على اختلاف أعمارهم وأمزجتهم وآلامهم وآمالهم" كما نقلت مجلة الإذاعة المصرية التي صدرت عن الإذاعة لتنشر أسبوعيًا منذ مارس 1935.

كان الحفل الخيري وصلة لم تكن بالحسبان استمتع بها "السميعة" ويد عون استفاد بها "رجال الثورة" لتحقيق مشاريعها في الدرب الأحمر، والتي قال اليوزباشي علوي حافظ ضابط اتصال لهيئة تحرير قسم الدرب الأحمر أن من بينها مشروع الساحة الشعبية الذي فكروا أن تكون ساحة لجمع كل أوجة النشاط للرجال والشباب، وذلك بإقامة قاعة للمحاضرات والسينما والمسرح ومكتبة ومطعم للعمال وعيادة خارجية وصيدلية بالمجان وفصول لمحو الأمية وأستوديو للتصوير وملاعب رياضية مختلفة.

68 عامًا انقضت على تلك الليلة الحالمة في رمضان لأهالي الدرب الأحمر، تغيرت كافة التفاصيل، عاشت أم كلثوم حتى شهدت انقضاء حرب أكتوبر، رحلت بعدها كما رحل الكثير ممن عايشوا الحفل وكتبوا عنه، تبدلت الظروف ووسائل إظهار الدعم الخيري على كافة النواحي، لكن وصلات "الست" وأغانيها بقيت في صَبا تأثيرها على الجمهور، حاضرة لم يغيرها زمن.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: