إعلان

ميت على ''برش'' الداخلية

03:20 م الأحد 28 ديسمبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد الصاوي :

البرش في المعجم حصير صغير من سعف النخل يُجلس عليه، أما في مصر ببعض أقسام الشرطة والسجون له معنى آخر فقد ساق القدر بعض المواطنين أن تكون خاتمتهم داخل ''زنزانة'' يتحول فيها ''البرش'' إلى نقطة النهاية الأبدية ويحل محل فراش الموت؛ فيه تبدأ سكرات الموت بلا ونيس ولا قريب، وتنطلق زفرة أخيرة ليس بعدها زفرة.

وصف ''متهم'' في القانون لا يحمل الإدانة، وإنما يخضع صاحب هذا الوصف لتحقيقات ملزمة بعد وقوعه محل شك واشتباه خلال كشف ملابسات قضية ما؛ أي أن المتهم يظل بريئًا حتى تثبت إدانته، بحسب توصيف الدستور المصري.

حالات الوفاة ليست متعمدة دائما، وإنما تكون بسبب الإهمال لاستغاثة مريض، أو فقر الإمكانيات داخل الأقسام والسجون، كما أن معظم غرف الحجز بالأقسام تتسم بعدم قابليتها لاستقبال آدميين، حيث غالباً ما تكون ضيقة وتحمل عدداً أكبر مما كان ينبغي أن تحمله.

المفاجأة في الإحصاء النهائي لتلك التقارير الطبية الخاصة بالمتهمين الذين لقوا حتفهم في مقار الاحتجاز، بلغ عددهم 66 حالة في محافظتي القاهرة والجيزة فقط، وذلك خلال هذا العام .

''مصراوي'' رصد عددًا من حالات الوفاة في أقسام شرطة أو سجون خلال عام 2014.

المكان: أقسام شرطية مختلفة بمحافظات الجمهورية.
الزمان: العام 2014.
الواقعة: وفاة سجين.

قسم إمبابة
منها على سبيل المثال لا الحصر، وفاة سجين داخل قسم إمبابة يدعى ''إسلام سعيد'' والذي كان تم القاء القبض عليه، وبحوزته شريط من عقار الـ''ترامادول'' المخدر، وبعدها تظاهر العشرات من أهالي منطقة إمبابة، أمام المستشفى المركزي، وأثاروا حالة من الفوضوي؛ حيث اتهم أقاربه الشرطة بالاعتداء عليه بالضرب مما تسبب في وفاته متأثرًا بإصاباته.
ورفض الأهالي تسلم جثته بينما أوضح مصدر أمني أن الوفاة طبيعية ولا يوجد فيها شبهة جنائية.

قسم السلام
كما قررت نيابة السلام، بدفن جثة مسجون لقي مصرعه داخل حجرات قسم السلام بعد وصول تقرير المستشفى، عقب توقيع الكشف الطبي على جثة المسجون الذي أوضح أن الوفاة طبيعية.

وتبين من خلال مناظرة النيابة للجثة عدم وجود إصابات ظاهرية بجسد الجثة، وأمرت بانتداب الطب الشرعي للتأكد من عدم وجود شبهة جنائية، والذي أظهر بأن المسجون توفى أثناء تواجده بالسجن نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية وشعوره بضيق بالتنفس فجأة.

قسم البساتين
لفظ متهم يدعى ''أحمد جابر''38 عامًا، صاحب كشك بمنطقة البساتين، والمحبوس احتياطيًا على ذمة قضية حيازة أسلحة، أنفاسه الأخيرة داخل حجز قسم شرطة البساتين، وأمرت النيابة العامة بتشريح جثمان المتوفي لمعرفة سبب الوفاة وصرحت بالدفن.

قسم شبرا الخيمة

حيث لقي سجين بقسم ثان شبرا الخيمة، مصرعه إثر إصابته بحالة إعياء شديدة نتيجة نزلة برد.

وأمرت النيابة العامة، بندب مفتش الصحة لتوقيع الكشف الطبي الظاهري على جثة المتوفى لبيان سبب الوفاة، وعما إذا كان هناك شبة جنائية من عدمه، بالإضافة إلى طلب تحريات إدارة البحث الجنائي، حول الواقعة وملابستها والتحفظ على جثمان المتوفي لحين صدور قرار بشأنها وسؤال شهود الواقعة.

قسم الرمل

وإلى الإسكندرية حيث توفى أحد السجناء، أثناء احتجازه على ذمة إحدى القضايا داخل قسم شرطة الرمل ثان شرق الإسكندرية.
قال مصدر بمديرية أمن الإسكندرية، إن السجين الذي يبلغ من العمر 68 عاماً توفى داخل حجز القسم، إثر تعرضه لأزمة قلبية، وأن مفتش الصحة وقّع الكشف على المتوفي، وتبين أن الوفاة طبيعية.

قسم ثان المنصورة
توفى مسجون داخل حجز قسم شرطة ثان المنصورة، نتيجة إصابته بغيبوبة سكر.
وتبين أن المسجون كان يقضي حكم بحسبه شهرين في قضية تبديد، وتم نقل الجثمان إلى المستشفى وانتداب مفتش الصحة الطبيب الشرعي لمعاينة الجثة الذين أكدوا أن الوفاة طبيعية.
وقال مصدر مسئول، إن المسجون كان مريض وتم تقديم كل الأدوية اللازمة له داخل الحبس.

قسم البرلس كفر الشيخ

حيث لفظ السجين ''وائل. م. ع'' 41 سنة، عامل، محبوس احتياطيا في القضية رقم 11892 لسنة 2014 جنايات ''سرقة بالإكراه''، أنفاسه عقب وصوله مستشفى البرلس المركزي.

وتبين من التحقيقات أن الضباط وأفراد القسم تناهي لسمعهم صوت استغاثة من داخل الحجز الخاص بالمسجونين، وبفحص الأمر تبين أن السجين السابق ذكره ملقى على الأرض حال دخوله دورة المياه.

قررت نيابة البرلس بكفر الشيخ تشريح جثة مسجون لقى مصرعه داخل قضبان الحجز، لبيان سبب الوفاة، والتصريح بدفنها عقب الانتهاء منها.

قسم فارسكور دمياط

كما توفى متهم داخل حجز قسم شرطة فارسكور وتبين من التحقيقات أن المتوفى مصاب بنزيف بالفم وأنه متهم في قضية مخدرات، عقب إبلاغ النيابة أمرت بندب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة.

سجن طرة

وفي سجن طرة، توفى المتهم ''زكي أبو المجد ''، 45 عامًا، داخل مستشفى السجن، حيث كان ''زكي'' قد أجرى عملية بتر لساقه في مستشفى قصر العيني، منذ أسبوعين، إلا أن السلطات الأمنية أمرت بنقله إلى مستشفى سجن طره، بعد يوم من إجراء العملية الجراحية، رغم تدهور حالته الصحية، مما أدى لوفاته.

وتوفى الدكتور طارق الغندور، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بطب عين شمس، والمتهم بانتمائه للإخوان، إثر إصابته بنزيف حاد بدوالي المرئي، داخل سجن طرة، استمر لـ 6 ساعات حتى تم نقله إلى معهد الكبد في شبين الكوم بالمنوفية.

قسم عتاقة بالسويس
قالت مصادر أمنية إن سجين جنائي بسجن قسم عتاقة بالسويس لقي حتفه بعد تناوله كمية من الحبوب المخدرة بعد أن تم تهريبها لهم داخل السجن.
وقالت المصادر إن السجين يدعى '' بلوظه الشيخ '' ، وأنه تم فتح تحقيق موسع في الحادث.

قسم ديرمواس

توفى سجين جنائي بمحبسه بحجز مركز شرطة ديرمواس جنوب المنيا، إثر إصابته بأزمة قلبية حادة.

كان المتهم قد تم إيداعه بالسجن منذ شهر مارس 2014 احتياطيًا على ذمة القضايا الجنائية المنسوبة إليه، وكان يعاني من ضيق في التنفس بصفة مستمرة، وشعر بتدهور حالته الصحية، وتم استصدار إذن من النيابة العامة لنقله إلى المستشفى.

قسم ميت سلسبيل منصورة

كما توفي السجين ''السيد محمد ''، 52 عامًا، داخل حجز مركز شرطة ميت سلسيل، بعد إصابته بأزمة ربوية وضيق في التنفس وهو محبوس احتياطيًا على ذمة قضية مخدرات.

قسم بولاق الدكرور

وتوفي متهم بالإتجار في المخدرات، داخل غرف الحجز بقسم بولاق الدكرور، وقام أهله بالاعتراض، وإلقاء الحجارة على الأمن، الأمر الذي أجبر قوات الأمن المكلفة بحماية القسم بالتعامل معهم ، وأكد مصدر أن السجين توفي بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية.

قسم السيدة زينب
كما أمرت نيابة السيدة زينب بانتداب الطب الشرعي لمعاينة جثة سجين لقي مصرعه داخل حجز قسم شرطة السيدة زينب، وذلك لمعرفة وجود شبهة جنائية من عدمه في وفاة السجين.

وذكرت تحريات المباحث أن السجين المحبوس في القضية رقم 7609 وبرفقته نجله لاتهامهما بالبلطجة أصيب بإعياء شديد، وتم نقله إلى المستشفى إلا أنه لقي مصرعه في الحال فور وصوله إلى المستشفى.

وإلى جنوب الصعيد، حيث أعلنت مديرية أمن قنا عن وفاة سجين داخل سجن مركز شرطة نجع حمادي، إثر إصابته بهبوط حاد بالدورة الدموية.

وقالت المديرية، إن السجين تُوفى نتيجة إصابته باختناق بسبب ارتفاع درجة حراة الحجز وكذلك انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من ساعتين مما أدى إلى وفاته.

سجن قنا
وأعلنت مصادر أمنية وفاة السجين أبو بكر القاضي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين والمحبوس بسجن قنا العمومي على ذمة اتهامه في قضية أموال عامة، ومتهم في قضية اقتحام وتحطيم محطة السكك الحديدية بقنا، وذلك بعد تدهور حالته الصحية نتيجة اصابته بمرض السرطان.
وقالت المصادر أنه لفظ أنفاسه الاخيرة بمستشفى أسيوط الجامعي ، وانه كان يتردد على المستشفى من محبسه بسجن قنا العمومي لتلقي العلاج.

الوادي الجديد

وفى نفس العام لقي سجين مصرعه بسجن الوادي الجديد العمومي إثر إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية، دون وجود شبهة جنائية في الوفاة بعد توقيع الكشف الطبي على جثة السجين.

وفي هذا الشأن قال الدكتور هشام عبد الحميد، المتحدث الرسمي باسم مصلحة الطب الشرعي، إنه تم إعداد تقرير لعدد الوفيات داخل مقار الاحتجاز ومعظمها بسبب معاناتهم من أمراض مزمنة.
وأوضح عبد الحميد خلال تصريح خاص لـمصراوي، أنه تم حصر حالات الوفاة في أماكن الاحتجاز داخل المقار الشرطية، في القاهرة والجيزة فقط والتي بلغ عددهم 66 حالة حتى العاشر من ديسمبر من هذا العام، معظمهما تعود لأسباب مرضية، وسوء التهوية في أماكن الاحتجاز، بينما حالتين تبين وفاتهما نتيجة تعرضهما لإصابات داخل قسمي المطرية وكرداسة، وهما عزت عبدالفتاح سليمان الغرباوي، 46 سنة موظف بوزارة المالية، داخل حجز قسم شرطة المطرية،والذي توفي في مايو الماضي.

وتبين من خلال التقرير النهائي لحالته، وجود نزيف بالمخ وكسور في الأضلاع من 2 إلى 10 ونزيف في التجويف الصدري، والكسور بالأضلاع أدت إلى الفشل في التنفس، إضافة إلى إصابة الرأس، وما صاحبها من مظاهر ارتجاج دماغي أدت إلى الوفاة. ومحمد السيد عبدالفتاح 48 سنة، الذي كان محتجزاً على ذمة قضية خطف، وتوفى داخل مركز شرطة كرداسة في أبريل الماضي.
وأظهر التقرير الطبي الخاص به أن الإصابات في جسده، تمت بأجسام صلبة راضة بعضها ذو سطح خشن، مثل ركلات الأقدام والأيادي، وهي السبب في كسر ضلوع المتوفي، كما أثبت وجود كدمات وأخرى شريطية وجروح، وجميعها إصابات رضية ورضية احتكاكية نتجت عن المصادمة بسطح جسم أو أجسام صلبة راضية بعضها ذو سطح خشن، وكذلك نتيجة المصادمة بالأيدي والأرجل، وكذلك جواز استخدام ماسورة بلاستيكية وفقاً لما جاء على لسان الشهود في مذكرة النيابة العامة.

وأضاف عبد الحميد أنه تكون عدة احتمالات للوفاة بالنسبة للحالتين اللتين توفيا نتيجة إصابات وهي أن تكون الإصابات المذكورة وقعت أثناء القبض عليه، أو نتيجة مشاجرة بينه وبين زملائه في أماكن الاحتجاز، والاحتمال الأخير هو أن يكون تعرض للتعذيب من قبل رجال الشرطة، واوضح أن التكييف القانوني في هذه الحالة يكون من شأن النيابة العامة.

وأشار المتحدث باسم ومصلحة الطب الشرعي، إلى أن ارتفاع معدلات الوفيات داخل الأقسام يرجع إلى تكدس المتهمين داخل حجوزات الأقسام، في ظل أن الحجز مساحته لا تتجاوز نصف متر، مضيفاً أن أعداد الوفيات ترتفع في فصل الصيف عن الشتاء وذلك بسبب ارتفاع درجة الحرارة وانتشار الأمراض بين المتهمين.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: