إعلان

"بعد أحداث الشيخ جراح".. صرخة فنان مصري يعبر عن معاناة الفلسطينيين بدار الأوبرا

06:56 م الخميس 19 أغسطس 2021

معرض الصور

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

ظلت فلسطين هي قضية الفنان حسن الطوخي الأولى، ولطالما كان مؤمنًا بالقومية العربية، وفي كل حدث مُفجع تمرّ به فلسطين كان يتألم كواحد من أهلها، مذابح صبرا وشاتيلا، مرورًا بقانا واستشهاد محمد الدرة، وأخيرًا أحداث حي الشيخ جراح التي جرت في مايو الماضي، وقد مثّلت تلك الأحداث القشّة التي قصمت ظهر الطوخي، وتمخّض عن ذلك لوحات فنية تصرخ للعالم ألا يصمتوا عن ذلك العُدوان.

حوالي 40 لوحة فنية احتوتها قاعة زياد بكّير بدار الأوبرا المصرية، في الفترة من 11 إلى 18 أغسطس، كانت نصف تلك اللوحات عبارة عن تأملات فكرية في القضية الفلسطينية، "دي صرخة من فنان لضمير العالم".. يقول الدكتور الطوخي رئيس الجمعية المصرية للأدباء والفنانين والصحفيين، فقد آمن الفنان بالقومية العربية، واستفزّه ما يحدث في فلسطين مؤخرًا، لذا أقام معرضه الفلسطيني رقم 25 من مسيرة تصل إلى ستين، فليس أول حدث فني يُقيمه الطوخي عن فلسطين وليس الأخير.

1

بإحساس مُرهف عبّر الطوخي عن معاناة المرأة الفلسطينية، استخدم ألوان الباستيل والأكريليك الصارخة "عشان أوضّح إن المرأة رمز للصمود والتحدي"، حيث العيون الجريئة التي تنظر بحدّة دون خوف أو مواربة، وتعابير الوجه الصارمة، حيث يعلو وجه المرأة الفلسطينية قبة الصخرة. لم تكن تلك اللوحة الوحيدة التي رسم فيها الطوخي المرأة الفلسطينية، بجانبها وجه امرأة تبكي بسبب الشعور بالقهر، وتحتها كُتب "لكم للشهداء أصلي"، فيما كانت اللوحة بألوان الأبيض والأسود دليلًا على الحُزن، وقد شارك الطوخي بهذه اللوحة سابقًا في معرض في الاتحاد السوفييتي.

2

الشهيد والجُندي الفلسطيني كان موضوعًا آخر تناوله الطوخي في لوحاته، وواحدة من تلك الرسومات قد شارك بها عالميًا ودوليًا، وهي عبارة عن رسمة للجندي الذي يحمي المرأة الفلسطينية، فيما تُمسك السيدة بوردة تهديها إليه.

كذلك لم يغفل الطوخي الطفل الفلسطيني، فقد عبّر عنه في لوحاته حزينًا مقهورًا، لا تنطق تعابير وجهه سوى بالانكسار، وتحته تسودّ الأرض حتى الشجر، وقد أسمى الطوخي تلك اللوحة "إنهم يقتلون السلام"، ولم يكن ذلك الطفل سوى تعبيرًا عن الطفل الذي كانه الطوخي في صغره، حيث يتذكّر
جيدًا حُزنه حين رأى في السبعينيات فيلمًا فلسطينيًا اسمه "كلنا فدائيون": "وقتها بكيت لأني شفت في الفيلم بيقطعوا أيادي الأطفال"، لذا قام الطوخي بتمثيل قوة إسرائيل ككف يد تقبض على الطفل كمقبرة له.

3

انقسم المعرض إلى نصفين؛ الأول كان عن فلسطين، أما الثاني فقد كان دراسة في فن البورتريه لرؤساء وملوك العرب، بالإضافة إلى المشاهير من نجوم الفن، حيث مارس الطوخي اللعب بالألوان في فن البورتريه، ولم تكن البورتريهات جميعها بنفس الطريقة، حيث كان عبد الحليم حافظ بدون ملامح، فيما جاء أحمد زكي بعيون جاحظة، ومحمود عبد العزيز ممثلًا شخصيته رأفت الهجان، ومن ورائه علم مصر.

4

توافد على المعرض العديد من الزوار، من بين هؤلاء وفود أجنبية وعربية من الإمارات والأردن وبلجيكا وفرنسا، وقد تلقى الطوخي دعوات عديدة ليُسافر بمعرضه حول العالم، أولها دعوة من الجمعية الفرنسية لدول البحر الأبيض المتوسط، وذلك في ذكرى احتفالات أكتوبر، كذلك تمت دعوته من قِبل الرئاسة الفلسطينية لإقامة معرض في غزة.

5

وقد أقام الطوخي قبل ذلك العديد من المعارض التي كان موضوعها فلسطين "ولفيت المحافظات"، حتى أن السفارة الإسرائيلية دعته في منتصف التسعينيات مع فنانين آخرين لعمل معرض عن السلام، لكن الطوخي رفض الدعوة "ولحد دلوقت محتفظ بالدعوة دي"، كشهادة عنوانها الفخر والوقوف في وجه العدو حتى وإن كانت على شكل دعوة.

والجدير بالذكر أن الفنان الدكتور حسن الطوخي رئيس الجمعية المصرية للأدباء والفنانين والصحفيين بمصر حاصل على 7 جوائز دولية في الفنون من الهند، والجائزة التشجيعية من وزير الثقافة، وجائزة نجيب محفوظ والوسام الفني من مجلة صوت الشرق بالهند، وجائزة الفنون لدولة فلسطين، وقد تم تكريمه مؤخرًا في ملتقى مصر الدولي والعالمي للفنون في متحف جاير أندرسون مع فناني العالم.

فيديو قد يعجبك: