إعلان

"100 بوستر لأفلام عربية".. حكاية غرام شاب بالسينما المصرية

06:15 م الثلاثاء 07 يوليو 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

لم يكن من حظ الصغير أن تتفتح عيناه على السينما، خلا بيته من شاشة التليفزيون، فلم يدري أن هناك عوالم مُلونة تنتظره، لكن ما إن التقط طيفها فقط في سن العشرين، سحرته، جعلته أسيرًا لها، وصارت السينما هي شغف المصمم أحمد فارس، يتقوّت بها على ملل وقسوة الأيام، ومؤخرًا قام الشاب بتصميم 10 أغلفة بعيون جديدة لأفلام عربية وقع في حُبها.

فاجأ فارس مُتابعيه على موقع الفيسبوك بتصميم "بوسترات" جديدة للأفلام العربية تحت هاشتاج "100 بوستر لأفلام عربية"، كان تحدي دخله الشاب بنفسه "كنت في الفترة دي مضغوط نفسيًا جدًا ، وحسيت إن ده هيبقى مخرج ليا"، بجانب عمله قام فارس باستقطاع جزء من وقته لذلك المشروع "كل يوم كنت باخد بريك بين ساعات شغلي بجري على التصميمات وأشتغل عليها".

1

كل عام تجري موجة محبّة للسينما على الفيسبوك "تريند"، حيث يقوم المصممون حول العالم بإعادة تصميم أغلفة جديدة للأفلام، من هُنا جاءت الفكرة لفارس، ورغم أنها فكرة قديمة استقرت بعقله، لكنه لم يتمكن من تنفيذها سوى بتلك الأيام، حيث اختار أقرب الأفلام إلى قلبه: اسكندرية ليه، الباب المفتوح، الأفوكاتو، حدوتة مصرية وعدد آخر من الأفلام "وقررت أعمل ليهم بوسترات لأنه بيجمع بين حاجتين بحبهم مع بعض: السينما والتصميم".

كانت مهمّة صعبة، حيث استغرق فيها فارس حوالي أسبوعين، تكمن الصعوبة بين اختيار اللقطة المناسبة للفيلم، واختيار الخط المناسب وتحسين جودة اللقطة، كان فارس يرى كل فيلم من هؤلاء بعين جديدة، هذه المرة بعين الباحث وراء لقطة لم يقتلها "التريند": "كنت بدور ورا مشاهد جديدة مش مستهلكة".

2

ومن هنا اختار فارس انعكاس ميرفت آمين على نظارة أحمد زكي، في فيلم "زوجة رجل مهم" لمحمد خان، حيث يرى فارس "خان ليه دايمًا ستايل مميز في التعامل مع المرايات، وأي سطح عاكس يعني"، استقر فارس على تلك اللقطة تحديدًا لكونها تعني الفيلم كله "لخصت سطوة الراجل وإنه عايز يفضل مهم في نظر مراته، وهي قمة الانكسار".

المميز في قائمة الأفلام المختارة، أن هناك أربعة أفلام للمخرج يوسف شاهين، فهو كما يراه شخص حالم مثله، لكن الفارق بينهما "هو إنه قدر يحط أحلام اليقظة دي في فيلم"، لذا وقع اختيار فارس على فيلمين من أفلام السيرة الذاتية لشاهين؛ "حدوتة مصرية"، و"اسكندرية ليه"، وفيلم "المصير" و"الناصر صلاح الدين".

3

كان اختيار الخط المُناسب هو أمر مُرهق آخر، حتى يكون هو أيضًا جزء من هوية الفيلم، ففي فيلم المصير مثلًا انتقى فارس الخط الديواني "لأن حروفه دائرية انسيابية زي الرقص الصوفي، كنت بحس معاه إن القلم بيرقص، ولقيت إن ده أقرب حاجة لرقص عبدالله ابن الخليفة"، الذي لعب دوره هاني سلامة، ففي فيلم المصير كان الرقص دلالة على حب الحياة، الفكرة التي ينتصر لها الفيلم.

أما في فيلم بطل من ورق كان الأمر أكثر تعقيدًا، حيث تتلخص رؤية فارس للفيلم أن البطل هنا، الذي أدى دوره ممدوح عبد العليم، هو شخصية مُترددة مهزوزة لكنه يسعى للبطولة "حتى اسم الفيلم بيدي معنيين، فهل المعنى إنه بطل فالصو ولا بطل جاي من على الورق"، ولذلك اختار الشاب تصميم يجمع بين الخط العربي والإنجليزي "كأنه صراع بين شخصيتين جوة البطل"، فالخط العربي جاء دلالته على التردد والإنجليزي على الوضوح والصرامة.

WhatsApp Image 2020-07-07 at 8.06.55 PM

بانتهاء فارس من اختيار الخط المناسب للأفلام لم تنتهي مهمّته، فالمشروع اكتمل بعدما قام المصمم بتحسين جودة اللقطة، حيث أن معظم الأفلام لم تكن ذات جودة عالية "محتاج عمليات تحسين كبيرة جدًا"، ثم تأتي مرحلة التلوين "وازاي أظبط ألوان التصميم بحيث تكون مناسبة كبوستر فيلم".

5

كان المُنتج النهائي عظيمًا، خلاله شعر فارس بسعادة كبيرة، ولم توقع أن تلك الحالة من الانبساط ستنتقل أيضًا لمتابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تلقى العديد من التعليقات "ومن مخرجين ومصورين وكتاب رأي بحبهم"، حتى أن البعض وضع أغلفة تلك الأفلام كخلفية لهواتفهم المحمولة.

يمتنّ فارس كثيرًا للسينما، ولحُبه اللانهائي لها، يُدرك جيدًا أنها منقذه من الشعور بالأسى "واستراحة من الضغط اللي بنشوفه في الأخبار"، لذا سيستكمل مشروعه بالأفلام، وفي نيّته العمل على أفلام جديدة قريبة لقلبه.

فيديو قد يعجبك: