إعلان

شعر ورسم وخط إيد.. كيف صنع عصام مجلة كاملة بجهود ذاتية؟

09:57 م السبت 12 ديسمبر 2020

مجلة مجتمع شعراء الموتى

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

منذ فترة طويلة، اُفتتن عصام السعدني بقصائد الشاعر الفرنسي تشارل بولدير، رأى فيها شيئا يمثله، ود المُصمم العشريني لو حوّلها للوحات فنية، كلما قرأ قصيدة تراءى له رسمها، جرّب السعدني مرارا تحويلها لرسومات، نشرها عبر مواقع التواصل ولاقت قبولا، لكنه قرر قبل عدة أشهر أن يخلق تجربة جديدة؛ مجلة تجمع أحب الأشعار لقلبه وأمام القصائد رسومات تصفها، صنع الشاب المجلة من الصفر، وبدأ في توزيعها بنفسه "والحقيقة إن رد الفعل كان أكبر مما تخيلت".

"مجتمع الشعراء الموتى" هو اسم المجلة التي أطلقها السعدني قبل بضعة أيام، لم يأتِ عنوانها من فراغ "من فيلم Dead Poets Society للممثل روبن ويليامز" كما يقول السعدني "شوفته وأثر فيا جدا، كان بيحكي عن مدرس بيلهم تلاميذه من خلال الشعر وتدريسه"، غاص المهندس العشريني في عالم الشعر، قرأ كثير من أعمال بولدير والشاعر شارل بوكوفيسكي، بالإضافة لعديد من الشعراء العرب "بس لما جيت أشتغل على المجلة حسيت إن بوكوفيسكي وبولدير أكتر ناس ألهموني وعايز ارسم قصايدهم".

1 (2)

لم يبدأ السعدني في المجلة إلا عندما تلقى ضوءً أخضر في سبتمبر الماضي "جرّبت في قصيدة اسمها الطائر الأزرق لبوسكوفيسكي"، نشر الشاب العمل خلال تحدي إنكتوبر، الذي يشارك فيه الفنانون كل عام عبر الإنترنت من خلال الرسم بالحبر طوال شهر أكتوبر "واتفاجئت إن وقتها فيه ناس طلبت بعض الرسومات عشان تقتنيها"، ضم السعدني تلك الرسومات للمجلة مع إضافات أخرى ليصبح العدد 23 قصيدة.

منذ اللحظة الأولى، أراد السعدني أن تكون روح المجلة واحدة "فمكنش ينفع تكون القصايد مكتوبة على الكمبيوتر"، بعد الانتهاء من الرسومات، كتب القصائد المستخدمة بخط يده "خد وقت أطول بس كنت راضي عن الشكل النهائي". درس السعدني الهندسة المعمارية في جامعة المطرية، فيما اتجه عقب التخرج لمجال التصميم والرسم الإبداعي، جرّب طرق عديدة للرسم وبات موقنا أن كل مُنتج له ما يناسبه.

2 (2)

لم يطبع السعدني سوى 30 نسخة فقط "مش عارف الناس هتستقبلها إزاي"، أعلن عن المشروع عبر فيديو يشرح فيه الفكرة "الغريب إنه خلال يوم جالي طلبات للـ30 نسخة كلهم وزيادة"، لم تكن كل الطلبات من داخل مصر "ناس من السعودية طلبوا أعداد وناس من البرازيل"، فوجئ الشاب بحالة الاهتمام "لدرجة إني كلمت إحدى المكتبات عشان أديها نسخ تخليها عندها للبيع"، إذ كان السعدني ينوي أن يوصل الأعداد بنفسه للراغبين "بس بالطلبات دي مش هقدر أشتغل لوحدي".

كانت التجربة ثريّة بالنسبة للسعدني "مفيش حاجة أسعد من إني أتخيل رسمة وانفذها وتطلع حلوة، وقتها كل التعب بيهون"، رغم ذلك، لن يُكرر الشاب التجربة بقصائد أخرى "لو معنديش حاجة جديدة أقولها مش هرسم ولا هعرض على الناس حاجة مستهلكة"، فيما أفضل ما في الأمر "إنه موضوع المجلة تجريبي وفيه مخاطرة بس الحمد لله لقى ردود كويسة".

فيديو قد يعجبك: