إعلان

أجنحة الملائكة.. قصة سيدات يوزعن الفوط الصحية في 37 دولة مجانًا

10:32 م الخميس 09 يناير 2020

فريق مشروع Rags to Riches

كتب- محمد مهدي:

ترجمة-فيبرونيا حنا:
دهشة تملّكت السيدة البريطانية "باربرا إفانز" حينما قرأت في 2014 عن "ليليان ويبر" الأمريكية- 99 عاما حينها- التي تصنع فساتين من أجل الفقراء، كان الأمر مُلهمًا لها فقررت-إفانز- الاحتفال بعيدها السبعين أمام ماكينة الخياطة أثناء حياكة ملابس من بينها الفوط الصحية للمحتاجين من النساء والأطفال حول العالم، قبل أن تشاركها الحلم "فهميدة سيتز" من جنوب إفريقيا و "سيري روكا" الإنجليزية "شعور رائع أن نكون سببًا في جعل حيوات الفتيات والنساء أكثر راحة ولو بمقدار صغير" كما تقول سيري لمصراوي.

1

في البدء شاركت "باربرا" التي تعيش في دُبي فِكرتها مع المقربين والأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي، دشنت مبادرتها تحت عنوان Rags to Riches، وصل متابعوها إلى نحو 5 آلاف شخص، استقبلت التبرعات سريعًا "أقمشة معاد استخدامها حصلت عليها من المتبرعين" لتنهمك في حياكة الملابس بيديها قبل أن تنضم إليها متطوعات ممن آمنّ بالفكرة ونجحت في توصيل أعمالها إلى المحتاجين في عدد من دول العالم "أرسلت نحو 5000 قطعة من الملابس إلى 23 دولة" كانت التعليقات التي تصل لها وابتسامات النساء والفتيات تدفعها إلى مزيد من العمل، ظل كذلك حتى عام 2018، حينها شعرت بضرورة التوقف لعدم قدرتها على القيام بالجهد نفسه.

2

"بعد 4 سنوات من النجاح قررت التقاعد وسألتنا أن نستمر في استكمال العمل بمشروعها" وفق تصريحات فهميدة لمصراوي، التي تركت عملها في قطاعات السياحة والعقارات لتشارك في 2016 في مشروع باربرا "السعادة التي أحصل عليها هنا لا يمكن الوصول إليها من الوظائف التقليدية" لذلك ساهمت بجانب سيري- التي انتقلت للعيش في دبي حيث يعمل زوجها- في ازدهار التجربة على مدار عامين ليزداد عدد المشاركين في المبادرة من 25 سيدة إلى 178 شخصا "ومزيد من التوسع في خدمة السيدات والأطفال داخل المزيد من المدن".

3

من الأولويات التي شغلت رأس "باربرا" وشركائها هو توفير الفوط الصحية للفتيات، انزعجوا من المعلومات التي حصلن عليها باستخدامهن مواد غير صحية خلال فترة الحيض في المجتمعات الفقيرة "مثل الرمل ونشارة الخشب والرماد، كما أشارت التقديرات إلى أن واحدة من كُل عشر فتيات مراهقات تغيبن عن المدرسة في فترة الطمث" دفعهن ذلك لزيادة وتيرة العمل في هذا الاتجاه من خلال توفير مجموعات من الفوط صحية جيدة الصنع "تتضمن المجموعة من 8 إلى 10 فوط قابلة للغسل وإعادة الاستخدام في مشروع أطلقن عليه (أجنحة الملائكة)" فضلًا عن باقي احتياجاتهن من سراوير وقمصان وفساتين.

4

المشروع قائم في الأساس على تلقى أقمشة كافية من قِبل متبرعين في أنحاء الإمارات "أغطية أو ستائر أو أنواع أخرى، لكن نطلب بوضوح من المتبرعين تنظيفها جيدًا قبل إهدائها لنا" حينما تصل إليهن يعملن على فرزها جيدًا والتأكد من صلاحيتها للاستخدام ثم تنظيفها مرة أخرى، ومن بعدها يشارك نحو 178 عضوا مسجلا في فريقهم مكون من سيدات يتبرعن بوقتهن ومهارتهن في الحياكة "رغبة منهن في خلق حياة أفضل للنساء والأطفال بالمجتمعات الفقيرة ومعسكرات اللاجئين" ويعمل القائمون بالمشروع على نَشر فيديوهات تعليمية تُنشر من حين لآخر لتدريب المزيد من المتطوعين.

المرحلة التالي هي اختيار الأماكن الأكثر احتياجا في مختلف دول العالم والبحث عن طريقة لنقلها إلى أصحابها دون مقابل "نعتمد على كرم سفرائنا من المتطوعين لتوصيل المنتجات الصحية في البلاد المختلفة" تلك هي الطريقة المتبعة لنقل الفوط الصحية وغيرها من الملابس إلى إفريقيا وآسيا "نوزع منتجاتنا في أكثر من 37 دولة داخل القارتين" يعتني المتطوع بتلك الأشياء خلال رحلة سفره من الإمارات إلى الدول المختارة ومنها يتحرك إلى الملاجئ والمجتمعات شديدة الفقر بالنيابة عن Rags to Riches حتى يصل إلى المكان المنشود "يلتقي بشركائنا من المسؤولين عن تلك المناطق، ويتم توزيع منتجاتنا تحت إشرافهم وبالتنسيق معهم" والتأكد من وصول أعمالهن إلى مستحقيها.

5

تلك ليست الخطوة الأخيرة، يحرص القائمون على مبادرة "أجنحة الملائكة" على إتمام عملها إلى النهاية، تؤكد فاطميدا أنهم يقومون بتوصية المتطوعين بضرورة الشرح للنساء والفتيات لكيفية التعامل مع المنتجات التي قام بتوزيعها عليهم والطريقة الأمثل في الحفاظ عليها لأكبر وقت ممكن "كما تشارك العديد من الفتيات قصصهن مع تلك التجربة، ويتم التقاط الصور التي ننشرها في مواقع التواصل الاجتماعي لزيادة الوعي حول تلك المشكلات" يساعد ذلك أيضًا على تشجيع الأعضاء القدامى والجدد على مواصلة عملهم".

6

سعادة غامرة تمتلك النساء والفتيات اللاتي يحصلن على الفوط الصحية-بحسب سيري- إذ ساهمت "أجنحة الملائكة" في تحسين حياة الآلاف في الأماكن الأكثر فقرًا بمختلف دول العالم خاصة إفريقيا وآسيا "يمكنهن الآن الاستمرار في أعمالهن أو استكمال دراستهن في أمان وحماية مع الفوط الصحية الجديدة" الصور التي تصلهن من هناك لها فِعل السِحر على أعضاء الفريق والمتبرعين لأنها تحتوي على مشاهد رائعة "لا يمكنني وصف شعوري عندما تصل المتنجات لمستهلكيها، فقد يصل بي الأمر للبكاء عندما أتفقد الصور التي يرسلها لنا المتطوعون" تذكرها سيري بتأثر.

7

لاتزال أحلام فاطميدا وسيري رفقة باقي أعضاء الفريق كبيرة، كلما وصلوا إلى محتاجين في بلد جديد وتابعوا النتائج الجيدة التي تحققت في الأعوام السابقة منذ أن دلفت السيدة البريطانية "باربرا" إلى عالم الخَير والعطاء شعرن بمزيد من المسؤولية "لذلك أحد أهم أهدافنا في الفترة القادمة هو نقل خبراتنا في الحياكة لتلك المجتمعات حتى تصبح قادرة على إنتاج احتياجها من الفوط الصحية" لديهن رغبة أيضًا في إنشاء مشروعات صغيرة لتمكين المحتاجين سواء النساء أو الفتيات من بيع تلك المنتجات وإعالة أنفسهم وعائلاتهم "لأن رؤيتهن يستعدن كرامتهن تعني لنا الكثير".

فيديو قد يعجبك: