إعلان

الكبار قبل الصغار.. سكان "درب العبيد" يجهزون الشارع بزينة رمضان

05:00 م الإثنين 06 مايو 2019

سكان درب العبيد يجهزون الشارع بزينة رمضان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب وتصوير- عبدالله عويس:

"نفرح وننصب لك زينة أشكال وألوان، أهلا رمضان جانا قولوا معانا أهلا رمضان"، تصدر الأغنية من مكبر صوت، استقر على أعتاب منزل، فيمتزج صوت محمد عبدالمطلب بصوت "خرفشة" الزينة الرمضانية، وسط تصفيق سيدات شارع درب العبيد في البراجيل، وترديدهن لكلمات الأغنية.

بينما يزين الشارع الضيق عشرات من أفرع الزينة، التي اشترك في صنعها، الكبير والصغير معا، رجالا كانوا أم نساء، سواء بتقديم يد العون أو الخامات اللازمة، من أكياس فارغة وورق قديم.

21

مكبر الصوت الذي وضعته تحية مبروك أمام منزلها يبث الأغاني الرمضانية، وأطفال يتحدثون عن زينتهم تلك: "إحنا قبل رمضان، بنقعد مع بعض كبير وصغير، وكل واحد بيقول هيشارك بإيه" يقول محمد رمضان ذو الـ14 عاما، ويقتصر دوره في الزينة، على تقطيع الأكياس إلى قطع صغيرة، ومن ثم تثبيتها في الخيوط.

يرى محمد أن تلك الزينة أفضل وأرخص من الجاهزة، وبالتالي صنع أكبر عدد منها: "اشترينا أكياس بيضاء، واللي عندها أكياس قديمة مش عايزاها ادتهالنا، وقطعناها وعملنا بيها زينة".

65

طرق الأطفال أكل منزل، وحصلوا على جنيهات من أمام كل باب، وبذلك المبلغ، اشتروا أكياسا بـ180 جنيها لتقطيعها، ثم اشتروا مسامير، لتثبيت فروعها في الجدران، وكان سلم "أم طارق" الخشبي، وسيلتهم الوحيدة المتاحة، فهو أطول سلالم المنطقة، وكان مقص "تحية" وسيلتهم لتقطيع الأكياس، بينما منحتهم سيدة أخرى بعض الأكياس الفارغة.

محمود ومحمد طنطاوي، ومحمود محمد، وناصر سلامة، وعبد الرحمن ومحمد وليد، وملك خليل وأميرة محمد، بعض الأطفال الذين شاركوا في ذلك العمل، ينظر لهم أحمد عبدالكريم، ذو الـ20 عاما وعلى وجهه ابتسامة: "إحنا هنا كلنا بنعمل مع بعض، كان دوري أعرفهم إزاي يقطعوا الأكياس، وإزاي يربطوها في الحبال، وكنت مشرف عليهم".

كانت حسناء حسن طالبة الصف السادس الابتدائي، تنظر إلى النجوم الورقية التي صنعتها، ثم أشارت إليها بافتخار: "ماما علمتني أعملها إزاي، وعملت منها كتير والأولاد علقوها، ومخلية شكل الشارع حلو".

23

تجلس تحية مبروك أمام منزلها، تتحدث مع سيدات أخريات جلسن أمام منازلهن، وتتذكر حين وصلت إلى المكان منذ 20 عاما، وكان الاحتفال برمضان شبيها بالاحتفال الحالي: «مفيش حاجة اختلفت، نفس الفرحة بالشهر بنفس الشكل، ودي حاجة حلوة».

رغم مرور شهرين فحسب على انتقال إلهام سعد إلى ذلك الشارع، إلا انها انخرطت سريعا في مساعدة الجميع في تلك الزينة: "الشارع في روح حلوة وبيفكرني برمضان زمان"..

أمام منزله كان سمير فكري يجلس مع زوجته، لديهما 6 أولاد كانوا قديما يقومون على شؤون الزينة في الشارع مع دخول رمضان، ولديه حفيدين كانا ضمن أطفال الشارع، الذين صنعوا تلك الزينة: "لازم أخليهم يتعودوا على الاحتفال ده، وأنا شخصيا كنت بساعدهم، وأنا عندي 59 سنة، هو رمضان كده".

4

فيديو قد يعجبك: