إعلان

من داخل الزنزانة.. كيف تابع السجناء بطولة الأمم الإفريقية؟

12:06 م الإثنين 06 فبراير 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا الجميعي:

بينما تتجه أنظار المصريون نحو مبارايات المنتخب وهو يفوز مرة تلو الأخرى حتى وصل لنهائي أمم إفريقيا، يقبع عالم آخر خلف الأسوار، لأناس لهم حياة منعزلة لا متعة فيها، يُحاولون قدر الإمكان التسرية عن أنفسهم، وتُصبح الرياضة بالنسبة لهم مرآة لاختلافاتهم. من داخل سجن طرة يتفرق المعتقلون حول مواقفهم السياسية والإنسانية، ورغم فقد الحرية إلا أن الاحتفالات أحيانًا تكون بسبب "ماتش".

لا يوجد تليفزيون هناك، وعبر الراديو يتحلّق السجناء، من خلال محطة راديو الشباب والرياضة، وميجا اف ام، كما يقول"فهمي" –اسم مستعار- المحبوس احتياطيًا منذ ثلاثة أعوام، ينقسم السجن، حسب رأيه، إلى جماعة الإخوان وشباب الأولتراس من نادي الأهلي والزمالك، وآخرون لا ينتمون إلى جماعات إسلامية أو إلى أحزاب يسارية.

يُتابع شباب الأولتراس بحرارة مباريات كأس الأمم الأفريقية "وهما اللي بيطبلوا ويهيصوا جوه الزنزانة"، وعلى المقابل منهم يقف سجناء جماعة الإخوان "وبيشمتوا لمّا مصر تخسر"، لكن بين الحالتين هناك آخرون ، بالنسبة لـ"فهمي" فإنه يتابع لمجرد التسلية "ببقى عاوز حاجة تلهيني عن اللي أنا فيه".

يعتبر "فهمي" نفسه أهلاويًا، لكن اهتمامه قل كثيرًا بالمتابعة الكروية منذ غرق عبّارة السلام في عام 2006، حينها كانت مصر تشارك في الأمم الإفريقية "من وقتها وأنا مبقتش أشجع، يعني ايه الناس بتموت واحنا عاملين ماتش".

في 4 فبراير 2006 غرقت عبارة "السلام 98"، حيث كانت العبارة تقل أكثر من 1000 راكب مصري، لم ينجو من بينهم سوى 100 شخص، وقتها كانت كأس الأمم الأفريقية في ضيافة مصر.

بجانب السُجناء المنتمون لكيانات سياسية ورياضية، هناك من يُتابع باهتمام رغم همّه الأكبر، فوز مصر في إحدى المباريات يعتبر بالنسبة للبعض "إنه فيه ليلة حلوة على الأقل عدت عليه"، بحسب فهمي، فيما يتذكر آخرون أن متابعة كرة القدم تعني الحرية "فيه اللي بيفتكر ازاي كان بيتفرج على الماتش قبل السجن".

دخل "فهمي" إلى الاستاد ثلاث مرات قبل السجن، ليُتابع فيه ناديه المفضل "الأهلى" أثناء اللعب، إلا أنه لا يهتم الآن بالكرة، لا تنزع منه سوى ابتسامة "لما مصر تكسب".

فيديو قد يعجبك: