إعلان

دعم أوكرانيا عسكريًّا والعلاقات مع مصر وسد النهضة.. ماذا قال متحدث الخارجية الأمريكية لـ"مصرواي"؟ (حوار)

10:17 م السبت 12 فبراير 2022

سامويل وربيرج المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار - أحمد مسعد:

كشف سامويل وربيرج المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في حوار خاص لـ"مصراوي" عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الأزمة الروسية الأوكرانية قائلاً: "إذا قامت روسيا بأي تحرك تجاه أوكرانيا، أي غزو متجدد أو أي عدوان روسي، سوف يقابل برد سريع وحاد وحاسم".

وعن القضية الفلسطينية، أوضح وربيرج، إن إدارة الرئيس بايدن ملتزمة منذ اليوم الأول بحل الدولتين، مشيرًا إلى أنه الحل الأنسب لكلا الطرفين، حيث ستعمل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل وثيق مع الجانبين ومع شركائنا في المنطقة.

وفي الشأن الخليجي، أكد أن واشنطن لم تغير سياستها تجاه شركائها في الخليج، مجددًا إدانتها بشدة للهجمات الحوثية التي تتعرض لها السعودية والإمارات. وإلى نص الحوار..

هل هناك توقعات بتدخلات عسكرية أمريكية ضد روسيا نتيجة أزمة أوكرانيا ؟

لن ندخل في تفاصيل كيفية الرد ونتكهن أمور مستقبلية، ولكن يجب القول أن أي رد على العدوان الروسي هو رد دولي وليس أمريكي فقط. الولايات المتحدة حشدت العديد من الشركاء حول العالم ضد عدوان روسيا على سيادة أوكرانيا. إذا قامت روسيا بأي تحرك تجاه أوكرانيا، أي غزو متجدد أو أي عدوان روسي، سوف يقابل برد سريع وحاد وحاسم وموحد من الولايات المتحدة وحلفائنا. إذا اتخذ الرئيس بوتين إجراءات عدوانية، فنحن مستعدون لفرض تكاليف جسيمة وباهظة. إن إنكار روسيا أو انتهاكها لسيادة أوكرانيا سيتم تفسيره على أنه عمل عدواني وسيُقابل بتكاليف باهظة. لا نستطيع التكهن بتصرفات روسيا لكن التاريخ الحديث يظهر أن روسيا تحاول فرض قوتها على جيرانها وهناك أمثلة على ذلك، مثل غزو جورجيا، وغزو القرم الأوكرانية، وترك القوات في مولدوفا ضد إرادة شعبها وحكومتها، والآن تحشد قوات كبيرة جدًا على حدود أوكرانيا. لذلك علينا أن نبني أفعالنا على الحقائق على الأرض وعلى ما يمكننا رؤيته بوضوح. إذا اعتقد الرئيس بوتين أنه يمكنه استخدام العدوان ضد أوكرانيا لتقسيم الناتو واختبار تحالفاتنا، فسيجد أنه مخطئ تمامًا - مثل هذا العدوان لن يؤدي إلا إلى تقوية عزيمتنا وهدفنا المشترك.

أي غزو متجدد أو أي عدوان روسي، سوف يقابل برد سريع وحاد وحاسم وموحد من الولايات المتحدة وحلفائنا

إلى أي مدى سوف تستمر العقوبات على روسيا؟

الولايات المتحدة مع حلفائها وشركائها تستعد لمجموعة من الإجراءات الاقتصادية الصارمة لفرضها على روسيا إذا قامت بغزو أوكرانيا أكثر. نحن نناقش الآن مع شركائنا كل الخطوات المتاحة إذا استمرت روسيا بالتصعيد العسكري وقامت بتصعيد غزوها لأوكرانيا. كما قلنا في السابق، نحن مستعدون للمضي قدماً في الطريق الدبلوماسي الذي قد يؤدي إلى حل سلمي، ولكننا مستعدون أيضاً للرد على عدوان روسيا بطرق أخرى.

كيف تقيم العلاقات بين القاهرة وواشنطن؟

كانت مصر ولا تزال شريكًا استراتيجيًا هاما للولايات المتحدة. العلاقات بين القاهرة وواشنطن قوية جداً ونحن على تواصل دائم مع المسؤولين المصريين بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية ونعمل دائماً على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، والولايات المتحدة تقدر الدور المهم الذي تلعبه مصر في الملفات الإقليمية.

ندعو الحوثيين إلى الوقف الفوري للهجمات.. لقد حان الوقت لإنهاء هذا الصراع

كيف تتعامل الولايات المتحدة مع أزمة سد النهضة التي تهدد منطقة القرن الأفريقي؟

الولايات المتحدة تواصل دعم الجهود التعاونية والبناءة التي تبذلها مصر والسودان وإثيوبيا للتوصل إلى حل دائم بشأن سد النهضة. نحن نتفهم أهمية مياه نهر النيل لجميع البلدان الثلاثة ونواصل تشجيع استئناف الحوار المثمر والموضوعي حول هذه القضية. الحل يجب أن يكون بين هذه الدول الثلاثة ولا يمكن فرض أي حل من الخارج عليهم. بصفتنا مراقبًا في العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي، فإننا نسعى إلى تسهيل الحوار المثمر والنهج البناء للمفاوضات من قبل جميع أطراف النزاع. لدينا مناقشات مع البلدان الثلاثة حول أفضل السبل التي يمكننا من خلالها مساعدتهم في تحقيق نتيجة يعزز فيها سد النهضة التعاون الإقليمي بدلاً من توليد التوترات الإقليمية.

ما هو وضع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط؟

القوات الأمريكية تعمل جنباً إلى جنب شركائنا وحلفائنا في المنطقة. هناك تعاون كبير بين القوات الأمريكية وقوات حلفائنا في الشرق الأوسط، حيث نرى باستمرار مناورات وتدريبات مشتركة وقد أوضحنا في عدة مناسبات سابقة مدى اهتمام إدارة بايدن بأمن حلفائنا في الشرق الأوسط.

هل الولايات المتحدة غيرت سياستها تجاه دول الخليج في ظل تعرضه لهجمات الحوثيين؟

لم تتغير سياسة الولايات المتحدة ومدى جديتها والتزامها بأمن حلفائنا في منطقة الخليج. الولايات المتحدة تدين بشدة الهجمات الأخيرة ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وندين أيضاً العنف والتصعيد العسكري الذي يقوم به الحوثي داخل اليمن. وندعو الحوثيين إلى الوقف الفوري للهجمات، ونحثهم على التوقف عن الأعمال المزعزعة للاستقرار والالتزام بالعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق السلام. لقد حان الوقت لإنهاء هذا الصراع. الولايات المتحدة ملتزمة بشكل كبير بالشراكات العسكرية والأمنية مع حلفائها في المنطقة والمبعوث الأمريكي الخاص لليمن السيد تيم لندركينج كان في جولة في المنطقة مؤخراً وبحث مع أصدقائنا وشركائنا عدة ملفات، منها طرق تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج لتحسين قدرتها على الدفاع عن أراضيها والحاجة الملحة لخفض التصعيد وحماية المدنيين وجمع الأطراف لدعم عملية سلام شاملة بقيادة الأمم المتحدة، وتكثيف الجهود لتحسين الاستقرار الاقتصادي، والضغط من أجل العمل على تحسين وصول المساعدات الإنسانية ومعالجة أزمة الوقود. موقف إدارة بايدن بالنسبة لملف اليمن واضح جداً وهو إنهاء الحرب والاهتمام بحل أكثر الأزمات الإنسانية تعقيداً في المنطقة، لقد حان الوقت لإنهاء معاناة اليمنيين.

الصراع في الشرق الأوسط يتمثل في حل الدولتين.. هو الحل الوحيد والأنسب لفلسطين وإسرائيل

هل تستعد الولايات المتحدة لخوض تجربة مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيليي؟

إدارة بايدن ملتزمة منذ اليوم الأول بحل الدولتين على أنه الحل الوحيد والحل الأنسب لكلا الطرفين. ولتحقيق هذا الحل، ستعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع اسرائيل، وستقوم بتعزيز وتعميق علاقاتها الدبلوماسية مع الجانب الفلسطيني أيضاً، بالإضافة إلى إجراء المشاورات مع شركائنا في المنطقة وخارجها، الذين لديهم مصلحة مشتركة في دعم الجهود المبذولة لإحراز تقدم في عملية سلام دائم. كما أن الولايات المتحدة تعتبر نقطة تعزيز التدابير المتساوية للحرية والكرامة لكل من الفلسطينيين والاسرائيليين أمر مهم، وهو أيضاً وسيلة للتقدم نحو حل الدولتين المتفاوض عليه. سيكون نهج الولايات المتحدة هو العمل من أجل مستقبل أكثر سلاماً وأماناً وازدهاراً لشعوب الشرق الأوسط. لذلك، قبل الحديث عن مفاوضات، الولايات المتحدة تحث الطرفين على بذل كل ما في وسعهما لتحقيق أقصى قدر من الاتصالات المثمرة التي نأمل أن تساعد في تقليل التوترات وتحسين الوضع على الأرض. كما أوضحت إدارة بايدن في مناسبات عديدة، ينصب تركيزنا على بذل كل ما في وسعنا لتحسين نوعية حياة الشعب الفلسطيني بشكل كبير وتحسين العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية. نحن نعمل على تعزيز تدابير متساوية للحرية والأمن والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين على حدٍ سواء. ونسعى للقيام بذلك بطرق ملموسة، وبطرق يمكن تحقيقها على المدى القريب والبعيد.

إلى أين سوف تصل أزمة الملف النووي الإيراني وما الحلول في حال فشل التفاوض؟

لن نتكهن نتائج المفاوضات في فيينا ولكن أولوية الرئيس بايدن هي العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة. في الوقت الحالي، نعتقد أن هذه هي أفضل طريقة لإعادة البرنامج النووي الإيراني إلى المستويات المطلوبة للتحقق منه من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما أوضح كل من الرئيس بايدن ووزير الخارجية بلينكن والمبعوث الخاص مالي، بجانب شركائنا في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، فإن التقدم في البرنامج النووي الإيراني سيجعل من المستحيل بالنسبة لنا العودة إلى الاتفاق قريبًا، ولكن لم نصل إلى هذه النقطة بعد، وحتى نصل إلى ذلك، سنواصل المفاوضات العاجلة للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. إذا لم تكن إيران مستعدة للعمل معنا بسرعة وبحسن نية، فلدينا طرق لنثبت لإيران التكاليف الكبيرة المتزايدة لنهجها. ولكن سنبقى ملتزمين بالدبلوماسية باعتبارها أفضل الوسائل وأكثرها ديمومة لمعالجة مخاوفنا بشأن برنامج إيران النووي.

كيف تتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع أزمة أفغانستان؟

استضافت النرويج في يناير 2022 اجتماعًا لمناقشة الوضع في أفغانستان شاركت فيه الولايات المتحدة ودول أوروبية وقد أوضحنا أولوياتنا المشتركة ومن ضمنها أهمية احترام طالبان لحقوق الإنسان والنساء، بالإضافة إلى الأقليات، وأن يتم احترام الحق في التجمع السلمي دون مضايقة أو عنف. بالإضافة إلى الحاجة الملحة لمعالجة الأزمة الإنسانية وتخفيف معاناة الشعب الأفغاني وتسهيل وصول العاملين في المجال الإنساني. كما أكدنا على ضرورة وجود نظام سياسي شامل لضمان استقرار أفغانستان. وضمان أن لا تكون أفغانستان ملاذاً آمناً للإرهابيين. هذه الأولويات والمطالب هي ليست مطالب أمريكية فقط بل هي مطالب من المجتمع الدولي. ومن ناحية الولايات المتحدة سياستنا لم تتغير، لأننا لن نقوم بالاعتراف بأي حكومة في أفغانستان حتى تقوم طالبان بتنفيذ ما عليها فعله لكسب الشرعية والمصداقية. نركز الآن على إيصال المساعدات الإنسانية التي من شأنها مساعدة ملايين الأفغان الذين يعاونون الآن، أعلنت الحكومة الأمريكية في 11 يناير 2022 عن مساهمة أولية بأكثر من 308 مليون دولار كمساعدات إنسانية وبتلك المساهمة يصل مجموع المساعدات إلى أكثر من 516 مليون دولار منذ أغسطس. لا تزال الولايات المتحدة أكبر مانح منفرد للمساعدات الإنسانية لأفغانستان.

لماذا انسحبت الولايات المتحدة من اتفاقية باريس وهل تدعم واشنطن قضايا المناخ؟

من أول القرارات التي اتخذها الرئيس بايدن عندما وصل إلى البيت الأبيض هو العودة إلى اتفاقية باريس للمناخ. إن معالجة أزمة المناخ أمر ضروري لأن تغير المناخ قد بدأ بالفعل. علينا التحرك الآن لحماية الأجيال القادمة. وكما قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن معالجة أزمة المناخ أمر أساسي في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. ووصفها بأنها أساسية للأمن القومي للولايات المتحدة والبلدان في جميع أنحاء العالم. كما أن العمل للتصدي لتغير المناخ هو أعظم فرصة اقتصادية في عصرنا لأنه سيساعد على خلق وظائف جديدة وتأمين مستقبل خالٍ من الانبعاثات السامة وستتعاون الدول مع بعضها البعض. قدمت العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، التزامات جريئة وطموحة تماشيا مع هدف اتفاق باريس للمناخ لمواصلة الجهود للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية. نحن الآن بحاجة إلى بقية الاقتصادات الرئيسية في العالم لتقوم بدورها. الولايات المتحدة تتخذ الآن إجراءات قوية في الداخل، حيث أننا نستثمر في تقنيات الطاقة النظيفة ونحشد دول العالم لبذل المزيد من الجهود، كما أننا ندعم البلدان ذات الدخل المنخفض للتكيف مع تأثيرات تغير المناخ. من الأمور التي يمكن أن تساعد في التصدي لأزمة تغير المناخ: وجود قطاع طاقة خالٍ من التلوث الكربوني وخفض انبعاثات غازات الدفيئة وتقليل انبعاثات الميثان العالمية وبناء أنظمة بنية تحتية عالمية تدعم أهداف اتفاقية باريس، بالإضافة إلى مساعدة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وهذه النقاط كلها تقوم بها الولايات المتحدة الآن وهي أيضاً تتماشى مع بنود اتفاقية باريس للمناخ.

فيديو قد يعجبك: