إعلان

رغم تفشي كورونا في بلاد حصلت عليها.. لماذا لا تزال اللقاحات الصينية فعالة ومجدية؟

04:41 م الإثنين 05 يوليه 2021

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

المستشفيات في منغوليا مكتظة. في أرخبيل سيشيل الصغير يتم الإبلاغ عن أكثر من ١٠٠ حالة إصابة جديدة بكوفيد-١٩ كل يوم، وفي تشيلي- حيث رفعت القيود الاغلاق على مستوى البلاد هذا الأسبوع- لا يزال يتم تسجيل الاف الحالات اليومية.

حسب شبكة (سي إن إن) الإخبارية فإن ما يربط هذه البلدان بعضها ببعض هو أنها قامت بتلقيح أكثر من ٥٠ ٪ من تعدادها السكاني بشكل كامل، واعتمدت بشكل كبير على اللقاحات الصينية الصنع، ما يثير التساؤلات حول فعالية هذه اللقاحات.

قالت الشبكة الإخبارية إن فشل اللقاحات الصينية سيكون مشكلة كبيرة، وليس فقط من المنظور الصحي، ولكن بكين راهنت على سمعتها في تزويد الدول الأخرى باللقاحات.
ففي الوقت الذي تخزن فيه الدول الغربية امداداتها من اللقاح لسكانها، أرسلت الصين اللقاحات إلى الخارج. وأعلنت وزارة الخارجية في يونيو أن بكين سلمت أكثر من ٣٥٠ مليون جرعة لقاح مضاد لكوفيد-١٩ إلى أكثر من ٨٠ دولة.

إن التساؤلات حول فعالية لقاحي سينوفارم وسينوفاك الصينية تهدد الآن فوز بكين بالقوة الناعمة، على الرغم من أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وين رفض تلك الانتقادات واعتبرها "تشويهًا.. وجزء من حملة تشهير".

يقول الخبراء إنه بالرغم من أن هذه اللقاحات الصينية ليست فعالة كما غيرها، ولكنها ليست فاشلة. وحسب الخبراء- كما نقلت سي إن إن- فإنه لا يوجد لقاح يوفر حماية بنسبة ١٠٠ ٪ ضد كوفيد-١٩، لذلك فإن المقياس الحاسم لقياس النجاح هو منع الوفيات والمساعدة على الشفاء وليس القضاء على الإصابات بشكل نهائي.

لماذا يصاب من حصلوا على التطعيم بكورونا؟

يوجد في الصين لقاحان مصرّح بهما للاستخدام في حالة الطوارئ من قبل منظمة الصحة العالمية، وهما سينوفارم وسينوفاك، ويستخدم كلاهما فيروسات معطلة لتحفيز الاستجابة المناعية لدى المريض، وهي طريقة لقاح مجربة ومختبرة.

في المقابل، تستخدم شركتا فايزر ومودرنا تقنية أحدث تسمى (mRNA) تقدم التعليمات الجينية لخلايا الإنسان لصنع بروتينات فيروسية أو بكتيرية بنفسها، فيستجيب نظام المناعة لهذه التعليمات ويبني المناعة اللازمة.

حتى الآن، أظهرت التجارب أن لقاحي سينوفارم وسينوفاك لهما فعالية أقل ضد كوفيد-١٩ مقارنة بنظرائهما المعتمدة على تقنية (mRNA).
وأظهرت تجارب برازيلية أن لقاح سينوفاك له فعالية بنسبة ٥٠ ٪ تقريبًا ضد أعراض كوفيد-١٩، وفعالية بنسبة ١٠٠ ٪ ضد الأمراض الشديدة، وفقًا لبيانات التجارب المقدمة إلى منظمة الصحة العالمية.

ووفقًا للصحة العالمية فإن فعالية سينوفارم قدرت لكل من الاعراض والامراض بنسبة ٧٩ ٪، وكل من فايزر وبيونتيك فهما فعلان بنسبة تزيد عن ٩٠ ٪ ضد أعراض كوفيد-١٩. وأظهرت دراسات أن لقاح جونسون & جونسون فعال بنسبة ٦٦ ٪ ضد الأمراض المتوسطة والشديدة، و٨٥ ٪ ضد الأمراض الشديدة و١٠٠ ٪ ضد منع الوفاة.
ووفقًا للخبراء فإن تفشي المرض في الأماكن التي استخدمت اللقاحات الصينية يتماشى إلى حد كبير مع معدلات فعالية اللقاح المتوقعة.
قال جين دونج يان، أستاذ في علم الفيروسات الجزيئي في جامعة هونج كونج إنه إذا أردنا تقليل أعداد الحالات الحرجة وعدد الوفيات فإنه يمكن الاعتماد على سينوفارم وسينوفاك، ولفت بن كاولينج، أستاذ في الجامعة نفسها، إلى إن اللقاحات الصينية تعمل على الحد من عدد الإصابات الخطيرة والوفيات، مُضيفًا:"أعتقد أن اللقاحات تعمل بالتأكيد وتنقذ الكثير من الاوراح".

1

ماذا يحدث في تشيلي ومانغوليا وسيشيل؟

تبلغ تشيلي عن آلاف الحالات الجديدة بكوفيد-١٩ كل يوم، رغم أن حوالي ٥٥ ٪ من سكانها تلقوا التطعيم ومن بينهم ما يقرب من ٨٠ ٪ حصلوا على لقاح سينوفاك الصيني.
لكن وفقًا لوزارة الصحة، فإن حوالي ٧٣ ٪ من الحالات في وحدة العناية المركزة لم يحصلوا على الجرعة الكاملة من التطعيم.

ما يحدث في سيشيل لا يختلف كثيرًا عنه في تشيلي، حيث قالت السلطات إن جميع الحالات الحرجة لمصابي كوفيد-١٩ كانوا أشخاص لم يتلقوا الجرعة الكاملة من اللقاح. تستخدم سيشيل سينوفارم للبالغين دون سن الستين بينما يحصل أكثر من ٦٠ عامًا على كوفيدشيلد، اللقاح استرازينكا المصنوع في الهند.

وفي منغوليا، حيث حصل حوالي ٥٣ ٪ من السكان على اللقاح من بينهم ٨٠ ٪ تلقوا سينوفارم، قال المسؤولون إن خمس حالات الإصابة الجديدة بكوفيد-١٩ حصلت على الجرعة الكاملة من اللقاح، ولكن ٩٦ ٪ من حالات الوفاة كانت لأشخاص لم يحصلوا على اللقاح أو تلقوا جرعة واحدة فقط.

ووفقًا للمسؤولين في منغوليا. فإنه من أجل الوصول إلى مناعة القطيع سيتوجب على السلطات التأكد من حصول ٨٠ ٪ من المواطنين على اللقاح.
وأوضح مسؤولو منغوليا أن الدولة البالغ عدد سكانها ٣ ملايين لا يزال بها حوالي ١.٦ مليون شخص لم يحصلوا على التطعيم.

٢

لماذا يتوفى أشخاص تلقوا اللقاحات الصينية؟

لا يزال بعض الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات الصينية يموتون جراء الإصابة بكوفيد-١٩. في إندونيسيا- حيث حذر الصليب الأحمر هذا الأسبوع من أنها على حافة كارثة-، توفي ما لا يقل عن ٨٨ طبيبًا بين فبراير ويونيو، حصل ما لا يقل عن ٢٠ طبيبًا من بينهم على سينوفاك.

تعليقًا على هذا الامر، قال الدكتور أديب الخميدي، العامل في الجمعية الطبية الاندونيسية، إن ٣٥ طبيبًا لم يتلقوا التطعيم ولا تزال حالات الوفاة قيد التحقيق.
حسب الخميدي، فإن الأطباء في اندونيسيا ماتوا لأنهم عاشوا في ظروف صعبة، فكانوا يتعاملون مع المرضى باستمرار، واضطروا للعمل لساعات طويلة مع الحصول على قدر بسيط من الراحة.

قال الطبيب الإندونيسي إنه وفقًا للبيانات التي حصلوا عليها بعد التحقيق فإن وفاة العاملين في المجال الطبي لا علاقة لها باللقاح الصيني سينوفاك، مشددًا على أن ما يجب فعله الآن هو الحصول على اللقاح واتباع البروتوكولات الصحية.

ورأى الدكتور هيرماوان سابوترا، عالم الأوبئة وعضو جمعية خبراء الصحة العامة في اندونيسيا، أنه ربما تكون السلالات الأكثر ضراوة وقسوة من كورونا قللت من فعالية اللقاحات.

٣

ما دور السياسة في الأمر؟

بعد تحقق منظمة الصحة العالمية من اللقاحات الصينية (سينوفارم وسينوفاك)، وإصدار بيانات عن مدى فعالية سينوفارم في يونيو الماضي، نشرت وكالة الأنباء الصينية شينخوا افتتاحية تحت عنوان:"أحدث دليل يؤكد فوائد اللقاحات الصينية للعالم".

ينعكس نجاح اللقاحات على الحزب الشيوعي الصيني، رغم أن سينوفاك تملكه شركة خاصة على عكس سينوفارم المملوك من قبل الدولة، ولكن بغض النظر عن الجهة المالكة فإن جرعات التطعيم عادة ما يتم التحدث عنها باعتبارها "اللقاحات الصينية".

وحتى الآن لم تنشر أي من الشركتين المالكتين للقاح أي بيانات مكثفة ومفصلة للجمهور حول مدى فعالية اللقاحات، ما يترك الباب مفتوح أمام الشكوك والتساؤلات -حسب سي إن إن.
والآن تثير التقارير عن تفشي الوباء في البلاد التي تلقى سكانها اللقاح الصيني خوف وتخلق رد فعل عنيف. في منغوليا، حيث توجد بالفعل مشاعر معادية للصين منذ فترة طويلة نظرًا للاعتقاد السائد بأن بكين المجاورة تحاول تقويض سيادتها، فإن الكثيرون يشعرون بالإحباط إزاء ارتفاع معدلات الإصابة.

قالت جاندي بولدباتار، طالبة تبلغ من العمر ٢٢ عامًا تلقت تطعيم سينوفارم قبل شهر، وثبت إصابتها بفيروس كوفيد- ١٩ وهي الان في العناية المركزة، إنها لا تعتقد أن حملة التطعيم في منغوليا كانت فعالة بما يكفي لردع الوباء.

وأضافت:"لا أزال مريضة للغاية، إذا أتيحت لي الفرصة لتلقي جرعة أخرى من سينوفارم أو أي لقاح آخر سأرفض".
فيما يرى آخرون- حسب سي إن إن- أن الهجوم على اللقاحات الصينية لعبة سياسية من أجل الترويج للقاحات أخرى، لافتين إلى أنه عندما بدأت جهود الصين فيما يتعلق باللقاحات اتهمتها الدول الغربية بتخزينها.

وكذلك، يشير أحد الخبراء- -حسب سي إن إن- إلى أن التساؤلات حيال اللقاحات الصينية ظهرت بعدما أعلنت الولايات المتحدة عن خططها للتبرع بملايين اللقاحات إلى الخارج.

فيديو قد يعجبك: