إعلان

بعد 4 أشهر من "كورونا".. ما يعرفه العلماء عن الفيروس.. ومتى نحصل على لقاح؟

08:07 م الأحد 12 أبريل 2020

مركز حجر للمصابين بفيروس "كورونا المستجد" في بومبا

كتب - محمد صفوت:

تسببت فيروسات كورونا "التاجية" وهي فصيلة كبيرة تشمل أنواع مختلفة، مشاكل كبيرة للبشرية، فهي المسببة لنزلات البرد الشائعة، وانتشر مؤخرًا نوعان قاتلان منها هما "سارس" و"متلازمة الشرق الأوسط التنفسية"، اللذان كانا تأثيرهما بسيطًا مقارنة بما فعله أحدث أنواعها الذي تسبب في جائحة "كوفيد-19".

منذ ظهور فيروس "كورونا المستجد" الذي يبلغ قطره 80 مليار جزء من المتر، في منتصف ديسمبر الماضي، قتل أكثر من 110 آلاف شخصًا، وأغلق عدة دول.

سلطت صحيفة "جارديان" البريطانية، الضوء على الفيروسات التاجية بشكل عام و"كورونا المستجد" المسبب لمرض "كوفيد-19" بشكل خاص، في تقرير لها، تحت عنوان "ماذا يعرف العلماء عن "كورونا" بعد 5 أشهر من ظهوره؟"

كيف ومتى ظهر الفيروس التاجي؟

اكتشف الباحثون، أن "كورونا المستجد" نشأ في الخفافيش التي طورت استجابة مناعية شرسة ضده ودفعته للتكاثر بشكل أسرع حتى يتمكن من تجاوز دفاعتها المناعية، ما حولها إلى مستودع للفيروسات التاجية، سريعة التكاثر وقابلة للانتقال لكائنات أخرى.

تشير الأدلة الحالية، إلى أن "كورونا المستجد"، انتقل للبشر عن طريق وسيط، وهو حيوان آكل النمل.

ويتحدث عالم الفيروسات إدوارد هولمز، إلى الصحيفة البريطانية، قائلاً: "يبدو أن الفيروس انتقل من الخفافيش إلى حيوان آخر، قريب أكثر من الإنسان، ربما في السوق"، مضيفًا: "مع انتقاله من الحيوان إلى الإنسان، يتعامل الشخص بشكل عادي لفترة، يذهب إلى منزله وعمله دون أن يعرف أنه مصاب، ما يسمح بانتقال العدوى لبشر آخرين، فضلاً عن انتقاله عن طريق الرذاذ الذي يخرج أثناء السعال والعطس".

كيف ينتشر ويؤثر على الناس؟

يقول عالم الفيروسات بجامعة نوتنجهام، جوناثان بول، إنه عند استنشاق الرزاز من شخص مصاب، أو ملامسة أسطح عليها الفيروس، يبدأ في التفاعل مع الخلايا المبنة للحلق والحنجرة، التي تحتوي على عدد كبير من المستقبلات، التي بدورها تعمل على إثارة الإشارات بين الخلايا".

ويتابع، إنه بمجرد وصول الفيروس إلى الإنسان يبدأ في نسخ نفسه؛ ليسبب المرض، فيما يخلق الجهاز المناعي أجسام مضادة للفيروس، التي في أغلب الحالات توقف تقدمه.

ويشير إلى أن عدوى "كورونا المستجد"، خفيفة بشكل ما عام، ما جعله سريع الانتشار؛ إذ يصاب الشخص دون أن تظهر عليه أعراض المرض وينتقل من منزله إلى عمله والأسواق ليصيب الآخرين، دون أن يعرف.

يضيف، أن هذا لا يحدث في "سارس" الذي يجعل مصابه أكثر مرضًا وتظهر أعراضه سريعًا ويقتل 10% من المصابين، وفي أغلب الحالات ينتقل المصاب إلى المستشفى سريعًا ما يقطع سلسلة الانتقال (العدوى).

لماذا يسبب الموت في بعض الأحيان؟

عندما ينتقل الفيروس في بعض الأحيان إلى الرئتين اللتين بهما مستقبلات أكثر من الحنجرة، يسبب الفيروس مشاكل خطيرة، وبتكاثره وانتشاره في الرئتين يحتاج المريض إلى نقله للعناية المركزة.

الأسوأ الذي يحدث لبعض الحالات، هو ازدياد إفرازات الجهاز المناعي ما يجذب الخلايا إلى الرئتين استعدادًا لمهاجمة الفيروس، لكن النتيجة تكون كارثية حيث تزداد الالتهابات، ما يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.

ليس واضحًا حتى يومنا هذا سبب جذب المستقبلات للفيروس إلى الرئتين، لكن الواضح أن بعض الأشخاص عرضة لهجمات فيروسية أكثر من غيرهم.

إذا أصبنا بالعدوى فهل نحن محميون منها؟

وجد الأطباء خلال فحصهم لمتعافين من "كوفيد-19" أن مناعتهم خلقت أجسامًا مضادةً في دمائهم تعوق قدرة الفيروس على اختراق خلاياهم.

ويقول عالم الفيروسات مايك سكينر من جامعة إمبريال كوليدج في لندن: "من الواضح أن الاستجابات المناعية لبعض مرضى "كورونا المستجد" جيدة، وتخلق أجسام مضادة للفيروس ما يوفر حماية لهم من انتقال العدوى إليهم مرة أخرى" محذرًا: "يجب أن نلاحظ أنه من غير المحتمل أن تكون هذه الحماية مدى الحياة".

يعتقد الباحثون والعلماء، أن المناعة من "كوفيد-19" تستمر من عام إلى عامين فقط، ما يعني احتمالية حدوث العدوى بعد تلك المدة.

في هذا الصدد يوضح سكينر، أن هذا الاعتقاد يسري على أغلب الفيروسات التاجية الأخرى، ما يعني أنه ربما يصبح موسميًا، لكننا سنكون توصلنا إلى معلومات أكثر وعلاج لمرض "كوفيد-19"، ما يشير إلى أن الفيروس سيبقى معنا لبعض الوقت.

ويتابع، أن عددًا من الباحثين يعتقدون أنه سيكون أقل فتكًا، فيما يرى آخرون أنه سيتطور ويصبح شرسًا، حيث انتقل إلى شتى بقاع الأرض، مضيفًا: "في النهاية فإن تطوير لقاح فعال للمرض يحررنا من تهديده".

متى نحصل على لقاح؟

كشفت مجلة "نيتشر" العلمية، الجمعة الماضية، عن 78 مشروعًا للقاحات حول العالم، مع تطوير 37 مشروعًا أخر، من بين تلك المشاريع برنامج المرحلة الأولى الذي تعده جامعة أكسفورد، و2 في شركات تكنولوجيا حيوية أمريكية، 3 من مجموعات بحثية علمية صينية.

يقول العديد من مطوري اللقاحات الآخرين إنهم يخططون لبدء الاختبار البشري هذا العام، ما يبشر بأنه يمكننا تطوير لقاح مضاد لـ"كوفيد-19" في وقتٍ قصير إلى حد ما.

رغم أن تطوير اللقاحات ودراسات السلامة والفاعلية تتطلب وقتًا ومجهودًا وتجارب عدة، فمن المرجح أن يتلقى آلاف الأشخاص اللقاح أو الدواء الجاري تجريبه؛ لتحديد مدى فاعليته، وذلك لمنع انتشار الوباء بشكل أكبر.

اقترح علماء، تعريض متطوعين للفيروس بشكل عمد؛ لتحديد مدى فاعلية اللقاح، ويعلق الباحث نير إيال أستاذ أخلاقيات البيولوجيا في جامعة روتجرز، قائلاً: "إن هذا الأسلوب والنهج لا يخلو من المخاطر، لكنه قادر على تسريع اختبار اللقاح بشكل أسرع"

ويضيف، أن المتطوعين يجب أن يكونوا صغارًا وأصحاء، وستتم مراقبة صحتهم عن كثب، مع توفير الرعاية اللازمة لهم من غرف عناية مركزة وأدوية متاحة حاليًا للاستخدام؛ لتخفيف معاناة مرضى "كورونا"، فهم يقومون بعمل نبيل من شأنه إنقاذ الملايين في وقت قصير.

ويرى البروفيسور آدم فين، أن نقل العدوى للمتطوعين، أمر مثير للجدل، وربما تجذب التجربة العديد من الشباب المتحمس، لكن خطورتها تصل إلى حد الوفاة، لذا علينا النظر للفكرة بعناية.

ويقول إن معرفتنا الحالية بعد 4 أشهر من ظهور الوباء جيدة ورائعة لكائن لم يكن معروف من قبل، فهو الآن محط أبحاث العلماء وموضوع للدراسات على نطاق واسع غير مسبوق.

فيديو قد يعجبك: