إعلان

"قط وفأر" حتى في "حالة الاتحاد".. أعوام من خصومة بيلوسي-ترامب

05:22 م الأربعاء 05 فبراير 2020

نانسي بيلوسي ودونالد ترامب في خطاب حالة الاتحاد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

عجز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عن السيطرة على نفسيهما، واخفاء الخصومة بينهما أثناء لقائهما الأول، أمس الثلاثاء، خلال إلقاء ترامب خطاب حالة الاتحاد السنوي في الكونجرس، عشية جلسة التصويت النهائية في محاكمته، المتوقع أن تبرئه من الاتهامات الموجهة إليه بعرقلة العدالة وإساءة استخدام منصبه.

دخل ترامب القاعة التي شهدت إجراءات مساءلته في مجلس النواب، واثقًا من نفسه، وقدم نسخة من الخطاب لبيلوسي، وتجاهل عن عمد يدها الممدودة إليه، وبعد انتهائه من كلمته أمسكت السياسية الديمقراطية نسخة من خطابه ومزقتها خلفه وأمام الكاميرات.

لم يكن ذلك جديدًا على بيلوسي، والتي سرقت الأضواء في خطاب حالة الاتحاد العام الماضي، عندما نهضت من فوق مقعدها وبدأت بالتصفيق بعد أن مدت ذراعيها بشكل غريب تجاه الرئيس الأمريكي، وذلك بعد أن قال ترامب: "من الضروري نبذ سياسات الانتقام والمقاومة واحتضان كافة الإمكانات والتعاون مع بعضنا البعض وتقديم تنازلات للصالح العام".

وعلى عكس العام الماضي، لم تُخفِ بيلوسي مشاعرها أو تسيطر على تعبيرات وجهها خلال الـساعة و18 دقيقة التي جلست فيها خلف ترامب، وبدا عليها الحزن والكآبة، وكان بالإمكان سماع صوتها وهي تقول "ليس صحيحًا" عندما قال ترامب في خطابه إن الديمقراطيين يخططون لإجبار "دافعي الضرائب الأمريكيين على توفير رعاية صحية مجانية غير محدودة للأجانب غير الشرعيين.

0000

قال مصدر مُقرب من بيلوسي إن لحظة تمزيقها للخطاب كانت عفوية ولم يُخطط لها، مُشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي والسياسية الديمقراطية لم يلتقيا أو يتحدثا منذ أشهر.

قالت بيلوسي، في تصريحات للصحفيين، إن تمزيقها لنسخة من خطاب الرئيس الأمريكي كان "تصرفًا مُهذبًا بالنظر إلى الخيارات الأخرى"، ونشرت صورتها وهي تمد يدها للرئيس الأمريكي على تويتر، وعلقت عليها: "الديمقراطيون لن يتوقفوا أبدًا عن مدّ أيادي الصداقة من أجل اتمام العمل. سوف نعمل للعثور على أرضية مشتركة حيثما استطعنا، ولكننا سوف نبقى على موقفنا".

4

يُشبّه البعض علاقة ترامب وبيلوسي بـ"القط والفأر"، خاصة وأنها لم تكن طبيعية ومال كل طرف إلى استفزاز الآخر منذ تولي بيلوسي رئاسة مجلس النواب في نوفمبر العام قبل الماضي، إلا أنها أصبحت أكثر احتدامًا بعد إعلان الديمقراطيين بدء إجراءات عزل الرئيس الأمريكي بعد كشف مُبلغ سري عن مكالمة جرت بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلنكسي، زعم أنها تخالف القانون.

وعلى مدار العام، أدلى ترامب وبيلوسي بتصريحات مُسيئة للطرف الآخر، على سبيل المثال وصفها الرئيس الأمريكي بأنها مجنونة ومُصابة بانهيار عصبي، حتى أنه وصفها بأنها "سياسية من الدرجة الثالثة" في أكتوبر الماضي، فيما وصفت السياسية الديمقراطية ترامب بأنه جبان، وقالت إنها تُصلي من أجله طوال الوقت، وذلك ردًا على سؤال أحد الصحفيين عما إذا كانت تكرهه في ديسمبر الماضي.

إلا أن الخصومة بين ترامب وبيلوسي ليست جديدة، إذ ذكر تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية أن حزبه الجمهوري بذل جهد وأنفق مبالغ مادية كبيرة، كي يقلب الرأي العام ضد السياسية الديمقراطية، وعمل على الترويج لها باعتبارها تنشر سياسة لاستقطاب المواطنين.

بدأت أولى معارك ترامب وبيلوسي في مطلع العام الماضي بسبب خلاف على الإغلاق الحكومي، إذ ألقى ترامب خطاباً مُتلفزاً من البيت الأبيض يحشد فيه لدعم وتمويل الجدار الحدودي الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك، وكان نقطة الخلاف في المفاوضات الخاصة بالإغلاق الحكومة.

فيما ألقت بيلوسي وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر خطابهما الخاصة من كابيتول هيل، وقالت إن "الرئيس اختار الخوف، ولكننا نريد البدء بالحقائق".

11

وبعد أيام، أرسل ترامب خطاباً أعلن فيه الغاء رحلة لبيلوسي، كانت متجهة فيها إلى بروكسل وأفغانستان، بحجة "إن الوقت لم يكن مناسبًا للقيام برحلة كتلك، وأنه سوف يكون من الأفضل أن يتواجد الجميع في واشنطن من أجل العمل على مفاوضات اغلاق الحكومة"، فقررت السياسية الديمقراطية إلغاء خطاب حالة الاتحاد، وهو ما أثار غضب الرئيس الجمهوري.

وافق ترامب، في النهاية، على اعادة فتح الحكومة دون الحصول على المبلغ الذي طالبته كي يبني الجدار الحدودي العازل بين المكسيك والولايات المتحدة، ليعلن بذلك انتصار بيلوسي التي سمحت للرئيس بإلقاء خطاب حالة الاتحاد في السادس من فبراير الماضي.

تصاعدت حدة التوترات بين ترامب وبيلوسي، في أكتوبر الماضي، أثناء اجتماع مغلق بين الرئيس الأمريكي وقيادة الكونجرس وأعضاء اللجان الرئيسية، لمناقشة السياسية الأمريكية في سوريا، والذي تحول إلى جلسة تبادل فيها الجانبين الاتهامات، وانتهت بانسحاب رئيس مجلس النواب من الاجتماع بعد 20 دقيقة.

12

وبعد الاجتماع غرّد ترامب صورة لبيلوسي وهي تستعد لمغادرة الاجتماع بتعليق : "انهيار عصبي لنانسي"، فيما وجد أنصارها أن هذه الصورة دليل على قوتها، وتحولت مع الوقت بين الديمقراطيين، لاسيما النائبات الجدد إلى رمز للنسوية وللتصدي للرئيس الأمريكي، ووضعتها السياسية الديمقراطية خلفية على حسابها الرسمي عبر تويتر.

تصاعدت حدة الخلاف بين بيلوسي وترامب منذ بدء جلسات الاستماع للشهود في عملية محاسبته في مجلس النواب منذ سبتمبر الماضي، واستغل الرئيس الأمريكي حسابه على تويتر لتوجيه الاتهامات إليها بتقويض العملية الديمقراطية.

وهاجم ترامب، في تغريدات بيناير الماضي، بيلوسي بسبب رفضها إرسال لائحة الاتهام الخاصة بعزله إلى مجلس الشيوخ، وقال إن السبب هو أنها "أنتجت عن طريق الاحتيال".

13

وكتب ترامب في تغريدة على تويتر: "بيلوسي ترفض تسليم مادتي العزل اللتين تم إنتاجهما عن طريق الاحتيال من قبل سياسيين فاسدين مثل (رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم) شيف في المقام الأول، لأنه بعد كل هذه السنوات من التحقيقات والاضطهاد، فإنهما لا تظهران أي جرائم وهما مجرد مزحة واحتيال".

فيما اتهمته السياسية الديمقراطية بحجب الشهود والووثائق عن مجلس النواب، وعن الشعب الأمريكي، على خلفية شكاوى زائفة من إجراءات مجلس النواب، وتساءلت "ما هي حجّته الآن؟".

تسعى بيلوسي إلى الحفاظ على الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، وقالت للجارديان: "نُصِر على الفوز في انتخابات نوفمبر المُقبلة".

فيديو قد يعجبك: