إعلان

شباب عاطل في سيدي بوزيد التونسية يدير ظهره للانتخابات الرئاسية

02:26 م الإثنين 09 سبتمبر 2019

الانتخابات الرئاسية في تونس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تونس- (د ب أ):

يصطف مرشحون للانتخابات الرئاسية في تونس في برنامج تلفزيوني خصص لعرض مناظرات فيما بينهم للمرة الأولى في تاريخ البلاد، في خطوة لتعزيز الانتقال السياسي الذي بدأ منذ ثورة 2011.

ومع أن هذه الخطوة ، التي تحظى بمتابعة واسعة بين التونسيين، تعكس زخما يحيط بالانتخابات الرئاسية المبكرة لهذا العام، إلا أنها لم تكن كافية لكسب رضا الجميع، ولا سيما المعطلين عن العمل بجهة سيدي بوزيد مفجرة الثورة التونسية.

ومن بين أكثر من سبعة ملايين ناخب مسجلين في القوائم الانتخابية، هناك حوالي 650 ألف عاطل عن العمل، من بينهم قرابة الثلث من حاملي الشهادات العليا، وهؤلاء ظلوا منذ سنوات بمثابة التحدي الأول لجل الحكومات التي تعاقبت على السلطة منذ 2011.

يوضح كريم فاضل المتحدث باسم المعطلين عن العمل في منزل بوزيان التابعة لولاية سيدي بوزيد لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) :"منذ انتخابات 2014 نحن لسنا معنيين بالعملية السياسية برمتها، يأتي السياسيون أثناء الحملات الانتخابية ويعدون بتحويل المنطقة إلى جنة ثم يغادرون وتدخل وعودهم طي النسيان".

ويتابع كريم، الذي أوقف دراسته في الثانوية العامة للبحث عن فرصة عمل :"الاستقرار الاجتماعي هو من يدفع الناس إلى الاهتمام أكثر بالسياسة، وهذا الاستقرار غير متوفر هنا، نحن في منطقة منسية".

بدأ كريم، 30 عاما، اعتصاما مفتوحا منذ عام 2012 مع نحو 30 عاطلا آخرين من بين الحاملين للشهادات العليا فوق سكة قطار في مدينة منزل بوزيان بهدف منع مرور القطارات المحملة بالفوسفات والضغط على الحكومة المركزية.

ويطلق المعتصمون على تحركهم، الذي بدأ منذ عام 2012 ، بـ"حراك 24 ديسمبر" تيمنا بذكرى سقوط أول ضحايا الثورة في عام 2010 برصاص الأمن، في منزل بوزيان بالذات، والمطلب الأساسي للمعتصمين هو الحق في العمل وخلق مشروعات للتنمية في الجهة.

ومنذ مايو الماضي علق المعطلون اعتصامهم اثر جلسة تفاوض مع السلطات الجهوية، ما مكن من استئناف نقل الفوسفات عبر الجهة.

ويقول كريم لـ(د. ب .أ) :"اتفقنا مع الوالي على حلول لتشغيل المعطلين المعتصمين، ووضعنا لذلك مهلة شهرين منذ مايو، مرت الآن أربعة أاشهر ولم يحصل أي شيء".

وتابع كريم:"إذا لم تتجاوب السلطة معنا الأسبوع الجاري سنعود للاحتجاج في الشارع".

ومثل كريم لا يلقي باقي المعتصمين من المعطلين بالا بزيارات المرشحين إلى مدينة سيدي بوزيد، مركز الولاية، ولا يرتبط هذا العزوف بالصلاحيات المقيدة دستوريا للرئيس في المجالات الاقتصادية والاجتماعية داخل الجهات ولكن أساسا بسبب تفشي الاحباط.

ويقول المعطل حافظ الحيدوري، 27عاما، من "حراك 24 ديسمبر" لـ(د. ب. أ) :"لا جدوى من الانتخابات لن تغير شيئا، نحن فقدنا الأمل بسبب أداء الحكومات، الأمر لا يتعلق بصلاحيات الرئيس ولكن السياسيين لا يتحلون بإرادة حقيقية للإصلاح".

تبلغ نسبة البطالة على المستوى الوطني 3ر15 بالمئة لكنها تخفي تفاوتا جهويا حادا، حيث يمكن أن يبلغ الضعف في الجهات الداخلية مقارنة بنسب أقل في المناطق الساحلية.

ولا يختلف الحال كثيرا عن سيدي بوزيد في باقي الولايات الداخلية ، خاصة الشمال الغربي والجنوب، حيث تتواتر الاحتجاجات الاجتماعية المطالبة بمشروعات وفرص عمل للشباب.

وعرضت عدة حكومات برامج حول قروض ميسرة للشباب من أجل البدء بمشروعات خاصة بهم في ظل تضاؤل فرص التوظيف في القطاع العام، لكن الشكاوي ترتبط بكثرة العوائق البيروقراطية.

ويقول الشاب فخر الدين حداد، 27 عاما، وهو عاطل عن العمل وحاصل على تكوين(تدريب) في قطاع البستنة :"أنتظر منذ نحو ستة أشهر الحصول على شهادة التكوين(التدريب)، ومن دون الشهادة لا يمكنني العمل، ولكن ليس هذا هو العائق الوحيد، أغلب الشركات الفلاحية تواجه صعوبات وكثير منها أفلس".

ويتابع حداد :"يحاول الشباب العاطل في القطاع الفلاحي الحصول على أراض فلاحية صغيرة من الدولة للبدء بمشروعات خاصة، لكن ما يحصل أن الدولة تمنح الأراضي لأصحاب رؤوس الأموال".

لكن مع ذلك يعترض الشاب العاطل والناشط في "جمعية شباب البيئة والتنمية المستدامة" على فكرة مقاطعة الانتخابات الرئاسية، وهو يبدي تمسكه في المشاركة في الاقتراع يوم 15 سبتمبر الجاري.

ويوضح حداد بنبرة متفائلة ولا تخلو من الحماس :"توفرت لي فرص لمغادرة البلاد لكني لن أغادر، لا يجب أن نفقد الأمل، نعلم أن صلاحيات الرئيس ليست واسعة، ولكن نأمل أن يأتي التغيير مع الحكومة القادمة بعد الانتخابات التشريعية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان